السبت 18 شوال 1445 هـ | 27/04/2024 م - 08:26 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


ميانمار تنفض غبار الاستبداد العسكري وتدخل مرحلة الديمقراطية المنضبطة
الثلاثاء | 08/03/2016 - 10:20 صباحاً
ميانمار تنفض غبار الاستبداد العسكري وتدخل مرحلة الديمقراطية المنضبطة

وكالة أنباء الروهنجيا - المشرق

لا يختلف الأمر كثيرا في المجالس المحلية الأربع عشرة ( سواء في الولايات السبع ذات الأغلبية البورمانية أو الأقايم السبعة المختلطة). فازت الرابطة بثلاثة أرباع المقاعد في تلك المجالس، بما في ذلك 95 في المائة في المناطق و 45 في المائة في الولايات. هذا يعطيها أغلبية كبيرة في كل من مجالس المناطق السبع والأغلبية في أربعة من مجالس الولايات السبع. لم يحصل أي من الأحزاب الباقية على أغلبية في مجالس الولايات الثلاث. ويبدو أن تهميش أحزاب الأقليات العرقية كان أكثر أثارة للأنتباه في هذه المجالس. فاز حزب محلي بثلاثة مقاعد في برلمان ولاية المون، مقعدان في ولاية تشين، وواحدة في ولاية كايين ولم يحصل على أي مقعد في ولاية كايا.

أحدثت الانتخابات تحولا كبيرا في تقسيم السلطة السياسية، حيث ظهر فائز واحد هو الرابطة الا أن الخاسرون لا يقلون أهمية عن الرابطة. أن طبيعة العلاقة التي سوف تتشكل خلال الأيام القادمة بين الفائزين والخاسرين سيكون لها تأثير كبير على مستقبل ميانمار:

أولا: تهميش النخبة القديمة:
الخاسر الأكبر في هذه الأنتخابات هي النخبة السياسية القديمة التي لم تحصل الا على 8% من مقاعد المجلسين. لقد كانت ذلك ضربة موجعة، خاصة للحزب الحاكم،الذي بالرغم من كونه الحزب الثاني من حيث الحجم، الا أن تأثيره سيكون محدودا على السلطة التشريعية. أن العديد من الساسة المستقلين الذين خاضوا الأنتخابات تحت مظلة الحزب الحاكم تعرضوا لهزائم محرجة. من أشهر الخاسرين شوي مان، رئيس البرلمان السابق و الشخص الثالث في النظام العسكري السابق، وهتاي أوو، القائم بأعمال رئيس الحزب و واي لوين، وزير الدفاع السابق والعديد من الوزراء الذين أستقالوا قبل مدد ليست بعيدة بالأضافة الى أونغ مين كبير مفاوضي السلام وهو عضو في اللجنة التنفيذية المركزية و الذي خاض الأنتخابات بشكل مستقل.

من الاسماء الكبيرة التي فازت بمقاعد في البرلمان الجديد هم هلا هتاي وين، وهو قائد عسكري كبير وعضو هيئة الاركان المشتركة و الذي تقاعد قبل مدة و قائد البحرية السابق ثيت سوي، ونواب رؤساء الجمهورية نيان تون وساي ماوك خام، والوزير السابق ثين سوي ولجنرال المتقاعد عامة ثاونغ آي، وحافظ رئيس مجلس الشيوخ السايق خين اونغ مينت على مقعده والوزير السابق في مكتب رئيس الجمهورية ثين سو.

ثانيا: دور الجيش:
كان حزب الأتحاد والتضامن والتنمية هو الخاسر الأكبر الا أن الجيش خرج منتصرا، لأن النتيجة تعزز من أهداف الجيش المتوسطة وطويلة الأجل، ومنها موازنة نفوذ الصين عن طريق تطوير العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وإعادة التعاون مع الجيوش الغربية، والتأكد من أن الاقتصاد الوطني يقدم الدعم الكافي من اجل بناء الجيش واستعادة سمعته في الداخل. هذا لا يعني أن الجيش ليس لديه مخاوف بشأن النتيجة. فهو متشكك من قدرة الرابطة على الحكم وأن أونغ سان سو كيي قريبة جدا من الغرب، خاصة المملكة المتحدة. كان الجيش يفضل صعود المزيد من الضباط المتقاعدين الذين خاضوا الأنتخابات تحت مظلة الحزب الحاكم والذين خسر أغلبيتهم تلك الأنتخابات. مع ذلك ضمن الجيش النفوذ السياسي والأستقلالية كما نص على ذلك الدستور، وله حق الاعتراض على التغييرات في تلك الوثيقة. وقد تم إعداد النظام بحيث أن الجيش لا يحتاج دعم أي أطراف من التحالف الحاكم في السلطة التشريعية لحماية امتيازاته. وهكذا، على الرغم من أن الجيش قد تفاجأ بالنتائج الا أن مصلحه لم تتأثر. في الواقع، على افتراض أن هناك نقل منظم للسلطة فإن النصر الساحق للرابطة يعطي مصداقية كبيرة للجيش لأنه “هندس” التحول السلمي الذي جاء بالمعارضة الى السلطة، مما سمح بإجراء انتخابات حرة ولم يتدخل للتأثير على نتائج الأنتخابات. وهذا سيعجل من أعادة العلاقات مع الغرب و أستعادة الجيش لمكانته. ان الشيء الرئيسي الذي يمكن أن يهدد هذا الوضع هو المواجهة مع الرابطة. لأنه إذا كانت هذه المواجهة خطيرة وتحجم الاصلاحات من المرجح إلقاء اللوم على الجيش، دوليا ومحليا.

ثالثا. التحديات التي تواجه السياسة العرقية:
ربما كانت المفاجأة الكبرى للانتخابات هي خسارة أحزاب الأقليات العرقية، بما في ذلك في مجلس الشيوخ، والمعروفة باسم “مجلس القوميات ” لأنه يوفر التمثيل المتساوي للولايات السبع والمناطق السبع بغض النظر عن عدد السكان. وتهمشت الأحزاب العرقية أيضا في مجالس الولايات الخاصة بها ( كما ذكرنا ذلك مسبقا). ويرجع السبب في ذلك الى تشظي تلك الأحزاب. في عام 2010، تنافست 24 حزبا عرقيا، مقارنة مع 55 حزبا في عام 2015، بما في ذلك عدة أحزاب تمثل العرقية أو الأثنية ذاتها. ربما أدى ذلك إلى أبتعاد بعض الناخبين عن تلك الأحزاب. الا ان ذلك لم يكن السبب الرئيسي. أن الرابطة فازت بمقدار كبير من الأصوات في معاقل الأحزاب العرقية لأن رسالتها ( التغير ) لاقت هوى كبيرا بين الناخبين في جميع أنحاء البلاد. وتحصلت الرابطة على جميع أصوات الناقمين من الحزب الحاكم والحكم العسكري. ولا ننسى أن بعض قيادات تلك الأحزاب كانت متعاونة مع النظام العسكري و بعضها أحتل مناصب متقدمة مثل نائب الرئيس تين.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث