وكالة أنباء الروهنجيا - دوت مصر
هناك مقال صدر في الـ(ميدل إيست آي) للناشط الحقوقي الدكتور (نافيز أحمد) بعنوان : West, Gulf complicity in oil-fuelled genocide of Myanimar’s Rohingya.
يستهل الكاتب المقال باستعراض تقرير بريطاني يؤكد وجود تصرفات لا إنسانية ضد الأقلية المسلمة. مع تواطؤ نظام الدولة مع عصابات البوذيين في شنّ عمليات التطهير العرقي والقتل والعزل الاجتماعي ومصادرة الأراضي وإحراق المنازل والمتاجر والتهجير القسري واغتصاب الفتيات المسلمات. مع عدم السماح لهم بتقديم الشكاوى في مراكز الشرطة والمحاكم.
ثم يتساءل الكاتب لماذا -مع وجود مثل هذا التقرير- لم ترفع الحكومة البريطانية احتجاجًا للأمم المتحدة ولا أي دولة أوروبية، ولا أمريكا، مع أنها دول تصنف نفسها كمدافعة عن حقوق الإنسان وحريته وحقه في العيش بسلام.
بل على العكس فالدول الأوروبية وأستراليا وأمريكا من المدافعين عن حكومة ميانمار أمام محاولات منظمة العفو لإدانتها، بل والرئيس الأمريكي أعلنها بكل صراحة (ليس هناك تمييزا ضد المسلمين في بورما، وﻻ يوجد تمييز تقره الدولة ضد المسلمين) ثم أسقط الكونجرس ديونها قبل سنتين والبالغة 6 مليارات دولار.
فما السر؟
في محاولة للإجابة عن هذا السؤال يورد الدكتور (نافيز) تقريرا آخر صادر عن إدارة التجارة والاستثمار في (UKTI) الذي يدعو لإبقاء روابط تجارية قوية بين أوروبا وميانمار، حيث تملك مصادر طاقة ومعادن طبيعية وإمكانيات لوجستية مهمة، وأنها يجب أن تبقى في الجانب الغربي، وألا تميل ناحية الروس والصين مهما كلف الأمر.
فبورما لديها احتياطي نفطي يقدر بـ3.2 مليار برميل، و18 ترليون قدم مكعب من الغاز على أقل تقدير.
وأن (شل) البريطانية، و(توتال) الفرنسية، و(شيفرون) الأمريكية، و(وودسايد) الأسترالية لديها عقود حفر واستخراج وتكرير، وأن التغاضي عن إبادة أقلية مسلمة تعدادها 4 ملايين نسمة يعد ثمنا معقولا إذا ما قورن بهذه الامتيازات.
وبعنوان (التعقيدات الخليجية) يكشف المقال عن سر صمت الدول الخليجية التي تنصّب نفسها كمدافع عن الإسلام والمسلمين، فأنابيب النفط والغاز الخليجي العابرة خلال بورما إلى الصين ترجح كفة المصالح التجارية في مقابل دماء المسلمين.
هذه الأنابيب التي تضخ 200.000 برميل نفط يوميًا، و4 مليارات قدم مكعب من الغاز توفر مدخولاً ثابتاً يصب في ميزانيات دول الخليج.
وما يزيد الوضع تعقيداً؛ هو أن هذه المصالح الخليجية - البورمية التجارية مهددة من حلف إيراني روسي كوبي فنزويلي.
يحاول استمالة حكومة ميانمار لكي تفتح المجال أمام أنابيب جديدة للنفط والغاز وعقود استثمارات، التي قد تنافس أنابيب النفط والغاز الخليجية واستثماراتهم في الاتصالات، وسلاسل فنادق والعقار والتجارة.
فلنكتفي بهذا لأن الكثير ستصدمهم التفاصيل، فكلنا عاطفيون، ولن نقبل بالحقيقة، وكلنا إيدينا ملطخة بدماء الروِهنجا.