وكالة أنباء الروهنجيا - ستوكهولم - عرب نيهيتر
الروهينغا جماعة مسلمة في ولاية أراكان غربي ميانمار، وتعدهم الأمم المتحدة من أكثر الأقليات اضطهاداً في العالم، لكون السلطات البورمية لا تعترف بهذه الأقلية الأثنية البالغ عدد أفرادها 1,3 ملايين شخص إذ تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش ويفر آلاف الأشخاص هربا من الفقر في بنغلادش بينما يهرب الروهينغا من التمييز العنصري في بورما حيث يحرمون من التعليم والعناية الطبية، ولا تمنح ميانمار المواطنة لأبناء الأقلية الروهينجا الذين يعيشون فيها مما يجعلهم فعليا دون جنسية، وأن أغلب السكان الروهينغا أصبحوا يعتمدون كليا على المساعدات الإنسانية ليواصلوا العيش، بعد أن فقدوا الثقة كليا في السلطات الرسمية.
بعد أن تعرضت قضية الروهينغا للتهميش والاقصاء في المحافل الاقليمية والدولية طوال فترة ليست قصيرة من الزمن، بدأت خلال السنوات القليلة الماضية تشق طريقها بقوة إلى أوساط الرأي العام العالمي بفضل تضحيات هذا الشعب المغلوب على أمره، مثلما برز العديد من المؤسسات والمنظمات المدافعة عن حقوقه، وفي مقدمتها منظمة" مملكة أراكان" برئاسة النائب السابقة في برلمان مملكة البحرين ابتسام عبد الرحمن هجرس التي التقتها" عرب نيهيتر" وأجرت معها حوارا ألقت فيه الضوء على مفاصل عمل هذه المنظمة وتوجهاتها ومناهج عملها المعتمدة في سبيل نصرة الشعب الروهينغي.
وفيما يلي نص الحوار
*كأمين عام لمنظمة " مملكة اراكان " ما هي أهداف المنظمة ؟
تتوزع أهداف منظمة" مملكة أراكان" على عدد من المحاور الرئيسية من أبرزها العمل على زيادة الوعي والمعرفة حول الوضع في بورما والعمل على تنبيه المجتمع الدولي للأخطار والإضطهاد في بورما.وتعزيز الديمقراطية فيها من خلال احترام حقوق الانسان للشعب البورمي والعمل على رصذ اي تجاوزات تحدث ضد الروهنغيين والدفاع عن قضية المهجرين من اللاجئين الروهنغيين وجمع التبرعات والمساعدات من كافة انحاء العالم لاجل قضيتهم .العمل على إسترداد حق المواطنة وجميع الحقوق المسلوبة من الروهنجيين في أراكان ودعم القضية الروهنجية. والتأكيد على ضرورة محاكمة كل من إرتكب جرائم إبادة ضد الشعب الروهنجي.
*كيف ستخدم منظمة " مملكة اراكان " القضية الروهنجية؟
تقوم منظمة "مملكة أراكان" بخدمة القضية الروهنجية وذلك بالعمل على تحقيق أهداف المنظمة السبعة، وذلك بإعتماد أفضل الطرق الإدارية والتنظيمية التي تساعد على تحقيق الأهداف بشكل منظم، وإستخدام كل الوسائل المتاحة للوصول لأهداف المنظمة المعلنة بالإعتماد على التخطيط والتنظيم والتنسيق والتوظيف والقيادة والنفيذ والتحفيز والرقابة.
س3:ما الذي ستقدمه هذه المنظمة للاجئين الروهنجيين ؟
ستعمل منظمة "مملكة أراكان "على تقديم كل أنواع العون للاجئين الروهنجيين في إطار الأهداف المعلنة للمنظمة والإمكانات المتاحة لها، وفي إطار منظم ووفق الأليات الخاصة بالنظام الداخلي للمنظمة، ووفق المتاح والمعمول به للمنظمات الغير ربحية والغير حكومية، وبما لا يخالف القوانين والأنظمة الدولية للمنظمات غير الحكومية، وبما لا يخالف قوانين وأنظمة الدول التي يتم تقديم تلك الخدمات والمساعدات فيها.
س4: ما هي الخطوات التي ستتخذونها للدفاع عن عدالة قضية أراكان ، عربيا وعالميا؟
ستقوم منظمة "مملكة أراكان" بإتخاذ خطوات عديدة للدفاع عن قضية الروهنجيين في أراكان على المستويين العربي والعالمي، كما ستستمر في دعم القضية الروهنجية، وتعمل بكل قوة من أجل فتح قنوات لإيصال المساعدات إلى اللاجئين، سواءً عن طريق منظمة أراكان بشكل مباشر أو عن طريق قنوات جديدة أو عن طريق الأمم المتحدة أو بمساعدتها.
كما ستقوم المنظمة بمتابعة أبرز التطورات والمستجدات السياسية المتعلقة بالقضية الروهنجية، وعمل خطط توضح سُبل دعمها، ووجود اليات تنفيذية لتلك الخطط للقيام بها، بالإضافة إلى تفعيل طرق للتعامل مع أعضاء مجلس حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية والمهتمة بالشأن الروهنجي لتفعيل القضية، وبذل كل ما يمكن للمنظمة بذله من أجل السعي والضغط لتنشيط الحركة الدبلوماسية باتجاه الضغط على حكومة ميانمار لمنح الأقلية الروهنجية حقوقها المسلوبة وعلى رأسها حق المواطنة.
وكذلك العمل بشكل يخدم ويحقق أهداف المنظمة والسعي لتدويل القضية الروهنجية وإيصال أصوات المضطهدين منهم إلى كل المعنيين في العالم، ليقوموا بدورهم المنوط بهم في شأن القضية الروهنجية الإنسانية.
س5: هل من تقصير في السياسة العالمية تجاه الشعب الروهنجي ؟ ما الاسباب والدوافع ؟
هناك تقصير كبير في السياسة العالمية تجاه القضية الروهنجية، لكن يمكننا إيضاح أسباب التقصير السياسي العالمي ودوافعه بأختصار من أربع جوانب هي:
الجانب الأول: شأن يخص الحكومة في ميانمار، فالحكومة في ميانمار إجتمع في خلفية تركيبتها وتكوينها وما يقود توجهاتها وسياستها نوعين من التعصب المنبوذ، أحدهما التعصب الديني ويخص الطائفة البوذية المتعصبة و والأخر هو التعصب الفكري الشيوعي بالإضافة إلى نظام الحكم العسكري المستبد بالسلطة، وبناء عليه كان التوجه الحكومي للطبقة الحاكمة في ميانمار والتي يقودها النوعين المذكوران من التعصب ونظام الحكم العسكري توجهاً يسعى لإستعباد الأقلية المخالفة لهم (فكريا وعقائدياً) من الروهنغيين، بل تجاوز ذلك مرحلة الأستعباد فيما بعد إلى القيام بممارسة الإبادة الجماعية المنظمة والممنهجة للروهنغيين في مجازر بشعة يقشعر لها الضمير الإنساني، ومع أن الدستور في ميانمار يمنح بعض الحقوق للروهنجيين إلا أنها معطلة وتحتاج للتفعيل بضغط التفاعل والتصعيد الدوليين للضغط على حكومة ميانمار لإعطاء الروهنجيين حقوقهم الدستورية والإنسانية.
الجانب الثاني: هو خذلان دول الأقليم وإهمالهم إستقبال وأستضافة اللاجئين الروهنجيين، والتقصير الدولي واضح جداً في عدم الضغط علي تلك الدول لإستقبالهم وأستضافتهم وخصوصا ممن هم من نفس العقيدة والفكر مثل أندونيسيا وبنقلادش على سبيل المثال وكذلك في التقصير بعدم الضغط على الدول المخالفة للروهنجيين فكرياً وعقائدياً لإستضافتهم كلاجئين في بلدانهم مراعاة للجانب الإنساني وتطبيقاً للإتفاقات الدولية في الحق في اللجوء.
الجانب الثالث: أدى انشغال العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بأحداث ما يسمى "ثورات الربيع العربي" ومتغيرات الشرق الأوسط وتداعياته إلى إهمال الإهتمام بالقضية الروهنجية، والذي كان الإهتمام به ضعيفا جداً من الأصل.
والجانب الرابع والأخير والذي يجب الإشارة إليه ويصعب تفسيره هو أنّ القضية الروهنجية لم تحظَ بالاهتمام اللازم والكافي من قبل المجتمع الدولي و المنظمات الدولية وغيرها، والسبب غير معروف بدقة، لكن التفسير الأقرب للصحة هو أن الدول الكبرى المهيمنة، والتي بالتالي تهيمن على القرار في المنظمات والمحافل الدولية والقرارات الدولية وتمتلك القدرة لتنفيذها هي التي جعلت من اللا إهتمام بالقضية الروهنجية سمة عامة للسياسة والتحركات الدولية.
س6: اين دور الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي في الدفاع عن المسلمين الروهنجيين في المحافل الدولية ؟
لو إختصرنا دور الدول العربية والإسلامية ودور منظمة المؤتمر الإسلامي في الدفاع عن الإنتهاكات الجسيمة والإبادة الجماعية في حق الشعب الروهنجي على المستوى الدولي وفي محافل المنظمات الدولية، نجد أنه لم يخرج من أحدى السياقات التالية: الشجب والأستنكار والشعور بالقلق ودعوة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لتحمل المسؤلية تجاه القضية الروهنجية الإنسانية والجرائم التي يتعرضون لها.
ولم يرتق تواضع دور الدول العربية والإسلامية ودور منظمة المؤتمر الإسلامي إلى مرحلة العمل الجاد والفعال والمبرمج لحلحلة وحل هذه القضية التي هي وصمة عار في جبين الإنسانية حتى الآن، لكننا نرجو أن يتغير ذلك في المستقبل القريب.