السبت 25 شوال 1445 هـ | 04/05/2024 م - 01:38 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


قمة التناقض!
الجمعة | 23/11/2012 - 01:19 مساءً
قمة التناقض!

الجمعة 9 / 1 / 1434 – 23 نوفمبر 2012:
(قمة التناقض)
حدث:
نقلت وكالات الأنباء والمواقع الإخبارية عن وسائل الإعلام البورمية أن الرئيس البورمي "ثين سين" أعلن عن أربعة نقاط يتم بموجبها حصول التعايش السلمي بين العرقيتين الرئيسيتين في أراكان، الروهنجيا والراخين، حيث تضمنت النقاط الأربعة تغيير الأفكار المسبقة لدى العرقيتين، وتعزيز التعليم، وخلق فرص العمل، وتقديم برنامج لتحديد النسل، وذلك بغية لحدوث تعايش سلمي بين العرقيتين وإلى الأبد.

تحليل:
لم نستطع حتى اللحظة فهم أفكار هذا الرئيس الغريبة، وتناقض تصريحاته المستمرة بشأن القضية الروهنجية أو الأحداث الجارية في أراكان المحتلة، حيث ذكر في بداية الأحداث أن الروهنجيا ليسوا من عرقية البلاد الأصلية، وأنهم مهاجرين غير شرعيين قدموا من الدولة المجاورة بنجلاديش، لذا يجب عليهم أن يعيشوا في مخيمات اللاجئين، أو الانتقال إلى بلد ثالث يقبلهم، ثم بعد ذلك بأيام صرح الرئيس نفسه بأنه سوف ينشئ مدارس حديثة لتعليم أبناء الروهنجيا في أراكان كي يستطيعوا تغيير نمط أفكارهم ويتعايشوا بالسلم، والآن هو يقول بأن سوف يقترح على حكومته إقرار هذه الخطة المكونة من أربعة نقاط بهدف حل الانقسامات المريرة بين المجتمعات المسلمة والبوذية في ولاية أراكان!

والرئيس ثين سين وحكومته حينما تعتبر الروهنجيا مهاجرين غير شرعيين، وأنهم ليسوا من عرقية البلاد الأصلية، ثم يعملون لإنشاء مدارس لتعليمهم، وإيجاد حلول لتوظيفهم، والتخطيط لتغيير أفكارهم إلى الأفضل، وأيضاً إيجاد حلول لحصول تعايش سلمي بينهم وبين بقية العرقيات هناك؛ فإن هذا الأمر له احتمالين لا ثالث لهما، فالأول هو احتمالية تغيير منهج الرئيس وحكومته تجاه الروهنجيا بعد أن واجهت ضغوطات كبيرة من حكومات العالم، ومنظماته الحقوقية، والتي تطالب عاجلاً بحل تلك القضية، فبالتالي هو يريد حل القضية بطرق تضمن حقوق العرقيتين وتعيد إلى الإقليم الهدوء والاستقرار، ويحظى هو وحكومته بالقبول والتأييد من شعبه ومن دول العالم. وهذا الاحتمال ضعيف من وجهة نظرنا لما نراه ونشاهده في أرض الواقع من استمرار في علميات القتل والاعتقال والاضطهاد ضد الروهنجيا العزل حتى اللحظة.

والاحتمال الآخر هو أن الرئيس وصل إلى مرحلة الخرف، وأنه غير قادر على اتخاذ قرارات مناسبة تحل هذه الإشكالية وتحسم أمرها، وأن ذاكرته لا تعمل بشكل جيد إلى درجة أنه لا يستطيع تذكر ما صرح به قبل أيام معدودة، وهذا احتمال لا بأس به، وله ما يبرره من أقوال وأفعال لهذا الرئيس.

ولنا أن نسال هذا الرئيس إن كان صادقاً في أقواله: أين حلولك العاجلة لحل القضة من جذورها؟ وأين قرارتك في إطلاق سراح المسجونين، وفتح المساجد والمدارس، وإعادة الهدوء إلى الإقليم، ومحاسبة مدبري عمليات القتل والنهب والحرق؟ وأين كنت عندما شنت العصابات المسلحة وبمساندة أفراد الأمن عمليات القتل والتهجير والاغتصابات؟ وأين خططك واستراتيجياتك للقضاء على العصابات المسلحة التي تشكل خطراً على الدولة قبل أن تشكل خطراً على الروهنجيا وغيرهم من مواطني البلاد؟ وأين؟ وأين؟ أسئلة كثيرة لا نجد لها إجابات سوى أن هذا الرئيس يهرف بما لا يعرف.

ونحن كروهنجيين لا نستطيع تصديق أقوال الرئيس إلا إذا رأيناه ماثلاً في أرض الواقع، وفي نفس الوقت نؤكد له ولحكومته ولشعب بورما والعالم أجمع بأننا عرقية أصيلة في البلاد، وأننا سوف نبقى في أرض آبائنا وأجدادنا أراكان، ولن تستطيع الحكومة ولا الراخين البوذيين المتطرفين إبادتنا مهما خططوا وفعلوا، وسوف ننتصر بإذن الله تعالى وننال حقوقنا كاملة بقوة الله تعالى ووعده بنصر المؤمنين.

دمتم بود..


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث