الإثنين 20 شوال 1445 هـ | 29/04/2024 م - 03:25 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


الملاكمة البورمية: تقليد رياضي عنيف يعود إلى ألف عام
الإثنين | 28/12/2015 - 07:34 صباحاً
الملاكمة البورمية: تقليد رياضي عنيف يعود إلى ألف عام

وكالة أنباء الروهنجيا - مونت كالو

يملأ ضجيج يصم الآذان أرجاء قاعة في رانغون عاصمة بورما احتفاء بملاكم أميركي يعتلي الحلبة، وهو واحد من أجانب كثر باتوا شغوفين بفنون القتال التقليدية العنيفة جدا في بورما.
يتميز كل بلد من بلدان جنوب شرق آسيا بلعبته القتالية الخاصة، ولعل أشهرها على الإطلاق الملاكمة التايلندية، إلا أن الملاكمة البورمية تفوقها قسوة وعنفا.

ففي هذا الفن القتالي، يسمح بكل أنواع الضربات في سبيل تحقيق الفوز بما في ذلك النطح بالرأس، ولا يفوز اللاعب إلا بإسقاط خصمه بالضربة القاضية.

وبعد خمس جولات تمتد كل منها على ثلاث دقائق تنتهي المباراة بالتعادل إن لم يستطع أحد اللاعبين جعل خصمه يفقد الوعي أو القدرة على الحركة.

لذا، لا يضع المتبارون قفازات، بل يتصارعون بالأيدي العارية من أي شيء من شأنه أن يخفف قوة الضربة.

يقول زين لين هتون الخبير في هذا الفن القتالي إن طلائع رواده من بين الأجانب كانوا من تايلاند المجاورة، وذلك في التسعينات من القرن الماضي.

وفي الآونة الأخيرة، ومع انفتاح البلد على العالم إثر طي صفحة الحكم العسكري، بدأ ملاكمون من مختلف أصقاع الأرض يتوافدون لتعلم هذا الفن العنيف، من اليابان والولايات المتحدة والفيليبين، إلى المكسيك ونيوزيلندا واستراليا.

ويقول هتون "يعطي الفوز بمباراة من هذه اللعبة شعورا بالقوة لكونها من أقسى الفنون القتالية في العالم".

وهذا الأمر هو ما أثار اهتمام الملاكم الأميركي سايرس واشنطن المتخصص في الملاكمة التايلندية، والمسمى "الديناميت الأسود".

وقال الملاكم قبيل شروعه في مباراة عنيفة ضد أحد أبطال اللعبة البورميين "ضربات الرأس خطيرة، لكني أعتقد أيضا أن كل الألعاب القتالية خطرة". وأضاف "كل الضربات خطرة على حلبة القتال".

دماء وعرق ولعاب

انتهت المباراة بسقوط الملاكم الأميركي بالضربة القاضية أمام خصمه تون تون مين بعد دقيقة من بدء المباراة، لكن ذلك لا يعني أن واشنطن مبتدئ في هذه اللعبة، فهو سبق أن خاض مواجهتين مع تون تون مين فاز بإحداهما.

يقول وين زين أو نائب رئيس الاتحاد الوطني للعبة ليثواي سابقا، إن نقوشا على المعابد في باغان في السهل الأوسط في بورما تشير إلى أن تاريخ هذه اللعبة يعود إلى ألف سنة.

في شرق البلاد، معقل هذه اللعبة، تنظم مباريات في تشييع الرهبان البوذيين أو احتفالا برأس السنة، وتجذب هذه المباريات كل أفراد العائلة، وغالبا ما يتواجه فيها فتيان صغار.

يجلس الجمهور بالقرب من اللاعبين، ليتمكنوا من سماع أصوات طقطقة العظام ويصابوا بقطرات الدماء السائلة من اللاعبين النازفين أو عرقهم أو اللعاب الذي يخرج من أفواههم وهم يتلقون الضربات القاسية على وجوههم.

تشير سجلات المباريات المنظمة أخيرا إلى أن هذه اللعبة لم تعد شأنا بورميا
فحسب، بل أصبحت اهتماما عالميا.

ويقول اللاعب تون تون مين "في المباريات التسع التي لعبتها أخيرا لم يكن خصمي من بورما".

ولد تون تون مين في عائلة فقيرة، وكان والده ملاكما، وقد بدأ حياته الرياضية متقاضيا يورو وحدا عن كل مباراة.

أما الان فهو يجني 4500 يورو عن المباراة كما يقول، وهو دخل قياسي يحققه ملاكم في بورما. رغم ذلك، ما زالت الملاكمة البورمية أقل شهرة من تلك التايلاندية.

ويقول ساي زاو زاو المسؤول في الاتحاد الوطني للملاكمة "حتى نتمكن من الترويج للملاكمة البورمية دوليا، ينبغي أولا أن نحصل على دعم من الحكومة".


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث