الأحد 19 شوال 1445 هـ | 28/04/2024 م - 09:07 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


هيئة الإغاثة التركية تدخل أراكان وتبدأ بتقديم المساعدات فيها
الأحد | 21/10/2012 - 03:12 مساءً
هيئة الإغاثة التركية تدخل أراكان وتبدأ بتقديم المساعدات فيها

نجحت فرق هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات بدخول المناطق الداخلية في اراكان بميانمار كأول مؤسسة تركيا تقوم بتقديم المساعدات هناك

تمكنت هيئة الإغاثة الإنسانية في تحقيق نجاح هو الأول من نوعه. حيث نجحت فرق الهيئة التي تساهم في مساعدة اهل اراكان منذ 17 عاما من دخول المناطق الداخلية لاراكان في ميانمار كاول منظمة مدنية تقدم مساعداتها لاهل المنطقة منذ تطور الاحداث التي بدأت في الثالث من يونيو لهذا العام

وتقوم فرق هيئة الإغاثة الإنسانية المتواجدة في المناطق التي يقطنها مسلمون اراكان في ميانمار منذ 10 أيام بتنظيم جهود الإغاثة هناك برئاسة السيد رجب غوزال منسق أعمال الإغاثة الطارئة في هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات. وفي حديث له، قدم السيد رجب غوزال معلومات حول الحالة الراهنة للأحداث في المنطقة وتطوراتها

واشار السيد رجب غوزال منسق أعمال الإغاثة الطارئة في هيئة الإغاثة الإنسانية إلى ما عانى منه مسلمين اراكان بعد أحداث يونيو من مجازر وظلم وإضطهاد وعزل وترهيب وتهجير قسري معبرا عن إنطباعاته على النحو التالي

يكافحون من اجل البقاء على الحياة

تمكنا في الرابع من اكتوبر من دخول المنطقة التي يواصل فيها المتعصبون البوذيون بدعم من المجلس العسكري الحاكم في بورما (ميانمار) إضطهادهم وسفك دماء مسلمين الاراكان والروهينجا هناك. وصلنا اولا إلى يانغون التي كانت قبل 5 سنوات عاصمة لبورما. ولكن وبتوصية من الكهنة الذين لهم تأثير كبير على النظام العسكري الحاكم، اصبحت في عشية وضحاها ناي بي تاو عاصمة للبلاد. وسيتوي هي عاصمة ولاية أراكان والتي كان يقيم فيها حوالي 150000 مسلم إلا ان المسلمين حاليا لا يقطنون سوى حي واحد في المدينة حيث فر عشرات الآلاف من المسلمين إلى المناطق النائية ويقيمون في ما يسموه بمخيمات على بعد 8 او 10 كيلومترات خارج المدينة من اكواخ وخيام يكافحون من اجل البقاء على قيد الحياة

تحولت اراكان إلى سجن مفتوح

يوجد في ولاية اراكان 17 مدينة. بعد إستشهاد 10 من اهل الدعوة والتبليغ المسلمين على يد المتعصبين البوذيين بمدينة تانغ كوكي في 3 يونيو الماضي، لم يبقى في هذه المدينة ومدن اخرى مثل آن وجوا اي سكان مسلمين. وعلى الرغم من ان المسلمين يمثلون حوالي 95% من سكان مدن بوتيدونغ وماونغ داو، إلا ان البوذيين وبمساندة النظام العسكري الطاغي الحاكم حولوا هذه المدن إلى سجون مفتوحة للمسلمين يمنع اهلها من مغادرة منازلهم واحيائهم مما يتسبب بنقص خطير في الأغذية والمستلزمات الاساسية الأخرى. وسمحت مؤخرا السلطة الحاكمة ردا على الطلبات المتواصلة من منظمات الإغاثة الدولية بدخول المعونات الإنسانية النقدية والعينية ولكن تحت إشرافها وتصرفها التام والذين يقدمون معظم ما قدم من مساعدات للبوذيين المقيمين في المنطقة ولا يستفيد مسلمون اراكان إلا حوالي 20% منها

المصدر الحقيقي للخوف والعنف

ويعاني اهل هذه المناطق الشمالية وخاصة الاطفال منهم من ذلك لعدم تمكنهم من الحصول على المواد الغذائية وما يتسببه من امراض خطيرة. في الواقع، فالبوذيين المقيمين في مدينة يانغون هم نفسهم لا يحبون البوذيين المتعصبين ويصفونهم بالقتلة والبربر. ويتكون جيش بورما من حوالي 500 الف جندي بينما يبلغ عدد الرهبان البوذيين هناك اكثر من 500 الف راهب والذي يمثل في الواقع خطرا على المجلس العسكري ايضا. ويذكر ان مصدر الخوف وأعمال العنف التي اندلعت هناك كانت نتيجة لحديث لهؤلاء الرهبان إدعوا فيه انه لو لم يتم تطبيق الضغط على المسلمين سيكون مصيرنا مثل ماليزيا وإندونيسيا وننتهي بعد فترة معينة من الزمن. وللرهبان في ميانمار إمتيازات ويعتبرون '' ابناء بوذا '' مما يرفضه البوذيون انفسهم

للحد من الظلم والعنف ضد المسلمين في المنطقة, يجب العمل على زيادة الضغوط الدولية وضمان دخول منظمات الإغاثة المدنية للمنطقة في أقرب وقت ممكن. كما وينبغي إعادة بناء المدن المدمرة والقرى المحروقة. يحاولون مسح آثار الإسلام والمسلمين في المنطقة وخاصة في مراكز المدن لذلك يجب القيام بإنشاء المساجد والمدارس الدينية التي هدمت من جديد وفي نفس اماكنها. كل ما يرغب المجلس العسكري والبوذيون بتنفيذه هو تهجير المسلمين من مدنهم وإجبارهم على العيش في مخيمات واكواخ بعيدة عنهم

ماذا تهدف هيئة الإغاثة الإنسانية من اعمالها هناك؟

نحن في هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات نؤمن بأن انشطة منظمات المجتمع المدني في مجال المساعدات الإنسانية ستساهم على المدى الطويل في تنمية المنطقة وتطورها بشكل إيجابي والتي ستساهم في إنفتاح بورما على العالم الخارجي وخلاف لذلك، ستظل مغلقة تماما عن العالم الخارجي وتستمر كافة أشكال الاضطهاد والعنف. يكفي فتح الابواب لمنظمات المجتمع المدني لتمارس اعمالها الإنسانية في المنطقة

يعيش في مخيمات اللاجئين النازحين من سيتوا 75.000 اراكاني مسلم في ما يشبه الحظائر والاكواخ على شكل جماعات مكونة من حوالي 10 او 15 عائلة. وتقيم بعض الأسر الأخرى في خيام. هناك 11 مضخة مياه و8 مراحيض و8 حمامات ولكنها غير كافية وغير صحية تماما. وما اخبرنا به من امكنا التحدث معهم من اهل المنطقة انه على الرغم من العيادات المتنقلة الموجودة هناك إلا ان العديد من الامراض المعدية والخطيرة كالملاريا تنتشر بشكل سريع ومهم. توفى 11 طفل في الشهر الماضي دون ان يتمكنوا من تلقي العلاج اللازم لهم. تساهم الأمم المتحدة بمعونات غذائية. ونحن في طريقنا إلى مخيمات اللاجئين هذه، شاهدنا مسلمين اراكان في قراهم يحاولون عيش حياتهم الطبيعية. أول شئ لاحظناه في سيتوا هو جودة مستوى معيشة البوذيين هناك في المنازل والمكاتب والأسواق ذات الجودة العالية. للأسف تذكرنا قرى وأحياء اراكان بمخيمات اللاجئين في بنغلاديش. من السهل ملاحظة سياسة العزل والتفقير والتهجير القسري التي تمارسها الحكومة كسياسة ضد مسلمين اراكان الذين منعوا من تلقي التعليم باي شكل من الاشكال. كل شئ مختلف تماما بين الفئتين في كل المجالات من الملابس للنظافة وغيرها من الاسس المعيشية. كما وينظر البوذيين للمسلمين هناك على أنهم فئة مستهلكة غير منتجة منجبة فقط دون سبب لا تنتمي بأي شكل من الأشكال لهذه الارض حتى التجار البوذيين لا يقبلوا بيع اي بضائع يعلمون انها ستذهب للمسلمين مهما كان الثمن مرتفعا. هناك عداوة راسخة لا يمكن التخلص منها بين الطائفتين

اكواخ غير مناسبة للمعيشة : إضطر عشرات الالاف من مسلمين اراكان للفرار من اوطانهم من أجل إنقاذ حياتهم وذلك نتيجة لما يواجهون من دمار وهدم وحرق لبيوتهم ومدارسهم ومساجدهم وكل ممتلكاتهم. يقيم القليل منهم بجانب اقاربهم من المسلمين بينما تضطر الاغلبية العظمى للإقامة في مخيمات واكواخ وخيام مزرية يقيم في كل منها ما يقرب من 20 عائلة مسلمة

حظر التجول: لا يملك مسلمون اراكان الكثير من الاحتياجات الأساسية لمعيشتهم وعلى رأسها المأوى والمواد الغذائية والمشاكل الصحية التي تزداد يوما بعد يوم. ونتيجة لحظر التجول يطبق على المسلمين وحدهم خاصة في المدن التي يقطنها اغلبية مسلمة، يصعب عليهم الحصول على إحتياجاتهم الاساسية حتى المواد الغذائية

مساعدات لتلبية الاحتياجات الأساسية: أولوياتنا نحن في هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات فيما يمكننا تطبيقه والقيام به في إطار مساعدات اراكان هي توفير وتلبية الاحتياجات الأساسية للمسلمين الذين يتعرضون للظلم والإضطهاد والعنف هناك.

المساعدة الدائمة ومشاريع الإعمار والتنمية : نريد ان نقوم بتنفيذ مشاريع دائمة من اجل إنشاء جديد وبطريقة أفضل لكل ما حاولوا مسحه وتدميره من آثار للإسلام والمسلمين في المنطقة. كما ونهدف في هيئة الإغاثة الإنسانية إلى القيام بمساعدات دائمة وخدمات فعالة في المناطق الداخلية في اراكان وذلك بغرض رفع مستوى المعيشة لمسلمين اراكان الذين يعيشون في ادنى مستوياتها والحفاظ على إستمرارية المساعدات في جميع المجالات من إسكان ومواد غذائية ورعاية طبية وخاصة في مجال التغذية لما يواجهه اطفال المسلمين هناك نتيجة لسؤ او نقص التغذية. وبعد ذلك سنقوم بتنفيذ مشاريع طويلة المدى وإتخاذ خطوات لضمان تطوير المنطقة وتنميتها. بالإضافة إلى ذلك سنساهم في بناء وإعمار البيوت والقرى والمدن وخاصة المستشفيات التي قم المتعصبون بحرقها وتدميرها

زيادة إهتمام المنظمات الإسلامية المدنية: يجب العمل بجدية لزيادة حساسية المسلمين وإهتمام منظمات المجتمع المدني الإسلامية بقضية اراكان لان شعوب المنطقة تشعر بحاسة ماسة لمثل هدا الدعم اوالإهتمام. وبالإضافة إلى ذلك، سيكون هذا بمثابة تعريف لشعب بورما (ميانمار) بجيرانهم من السكان المحليين الذين لديهم لغات وألوان مختلفة وخاصة بعد ان خطت بورما خطوتها الاولى بهدف الإنفتاح للعالم الخارجي فليس المسلمين فحسب بحاجة لذلك بل البوذيون ايضا في حاجة ماسة لمثل هذا التقارب.

المصدر: موقع هيئة الإغاثة الإنسانية التركية:

لقراءة تقرير  الهيئة عن أراكان

http://www.rna-press.com/data/itemfiles/761efa2ec44d4900615b4784322270e3.pdf


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث