أرَاكَانُ يا مُنتَهى الأمَلِ * وصَفْحَةَ عِزٍّ مَدَى الأزَلِ !
لَأَنْتِ الدَّوَاءُ لِــلَأْوَائِنَا * لَأنْتِ المَحَبَّةُ فِي المُقَلِ !
فَمَا بَالُ وجِهِكِ تُنزِفُهُ * كُلُومٌ .. ومَسٌّ مِنَ العِلَلِ ؟!
وما بالُ وَرْدٍ بَهِيٍّ غَدَا * هَزِيْلًا عَرِيًّا مِنَ الجَذَلِ ؟!
يُجَرِّعُكِ البُوذُ ذُلَّ البَلَا * وبُؤْسَ الأذَايَا بِلَا كَلَلِ
سَقَوْا أرضَكِ الظُّلْمَ قَهْرًا فَلَمْ * تُؤَنّبْهُمُ شِرْعَةُ الهَمَلِ
أَبادُوا.. تمَادَوْا.. بقَلْبٍ حَوَى * صُنُوفًا مِنَ الحِقْدِ والدَّغَلِ
تجلَّدْتِ حَتَّى استَبَدَّ الوَنَى * فَعَلِّمْتِ صَبْرًا ذَوِيْ العَذَلِ
ونادَى بَنُوكِ: ‹أيَا أمُّ هَلْ * رَمَقْتِ لِأَبْنَائِكِ الذُّلُلِ! ›
فأضْحَيْتِ أُمًّا رَؤُومًا فَمَا * بَرِمْتِ .. وَفُقْتِ عَلَى المَثَلِ
متى يَنْجلي عَنْكِ هذا الضَّنَى * فَنُنْشِدَ أُغْرُودَةَ الأَمَلِ ؟!
مَتَى تَنْتَشِي هَذِهِ الرُّوحُ ؟ أَوْ * تَبُثُّ بِنَا فُسْحَةَ الأَجَلِ ؟!
مَتَى نَقْرَأُ ”الفَتْحَ“ ؟ أَوْ نَبْتَنِي * بَدِيْلًا لِأَطْلَالِكِ الأُوَلِ ؟!
أحمد سويد - مكة المكرمة