الأحد 19 شوال 1445 هـ | 28/04/2024 م - 06:49 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


ميانمار وفنزويلا.. الأقوياء ينتقمون
السبت | 02/01/2016 - 09:19 صباحاً

جاكسون ديل* - الإتحاد الإماراتية
السبت 02 يناير 2016

قبل ربع قرن، افترضت حكومة بولندا الشيوعية أن بإمكانها السماح بإجراء انتخابات حرة بينما تقوم بالتلاعب في الهيكل القانوني المحيط بها، حتى تظل في السلطة حتى في حالة خسارتها. وكان هذا سوء تقدير فادح. فالتصويت اللاحق لحركة «التضامن المعارضة» كان ساحقاً لدرجة أنه أقنع النظام على التنازل عن السلطة على الرغم من القواعد التي أسسها. وهكذا، أثبتت بولندا قوتها الطبيعية من التصويت الشعبي الحاسم - وحددت المعضلة التي كافحتها الحكومات الاستبدادية منذ ذلك الحين.

وهناك على وجه الخصوص نظامان يواجهان الآن ما قد يطلق عليه معضلة الشيوعيين البولنديين. النظام العسكري لميانمار، المعروفة باسم بورما، و«الاشتراكيين البوليفاريين» كما يطلقون على أنفسهم في فنزويلا، وكل منهما نظم انتخابات في خريف هذا العام بحيث إنهم حتى لو خسروا، فإن الهياكل الدستورية والسياسية التي أنشؤوها لضمان سلطتهم ستنقذهم. وقد كتب جنرالات ميانمار أحكاما دستورية تمنحهم ربع مقاعد البرلمان، فضلا عن السيطرة على وزارات قوية، بغض النظر عن نتائج الانتخابات. وفي كاراكاس، فإن نظام «تشافيستا» (أو مؤيدي شافيز) لنيكولاس مادورو قال لنفسه إنه سيظل في الرئاسة، وأن الجيش والمحاكم في جانبه حتى وإن خسرت الأغلبية في الجمعية الوطنية.
ولم يحسب أي منهما أنه سيُسحق من قبل المعارضة. لكن الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية لزعيمة المعارضة «أون سان سو تشي» فازت ب 390 مقعداً، من إجمالي 498 مقعداً مطروحاً لانتخابات المجلس التشريعي ذو الغرفتين. وبالمثل، كان أداء ائتلاف المائدة المستديرة للوحدة الديمقراطية جيداً، حيث حصل على 112 من إجمالي 167 مقعدا في الجمعية الوطنية. وكلاهما قام بنسف الحواجز الماضية التي افترضت الأنظمة أنها ستحتويهم. وكانت الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية (إن إل دي) لديها الأصوات لانتخاب الرئيس القادم لميانمار بنفسها. أما المائدة المستديرة للوحدة الديمقراطية (إم يو دي) فقد حظيت بثلثي الأغلبية، ما يعني إن بإمكانها إعادة صياغة الدستور الفنزويلي وتقصير الفترة المتبقية لمادورو أو تعريضه للاستفتاء.

فما العمل؟ من الرائع مشاهدة نظامين يحاولان المناورة للخروج من الزاوية التي أربكت البولنديين - لا سيما أنهما تبنا استراتيجيات مضادة تقريبا. وحتى الآن يحاول جنرالات ميانمار المضي في مسار التفاوض، على أمل عقد صفقة تحفظ لهم امتيازاتهم. أما كبار أنصار شافيز في فنزويلا، في المقابل، يبدو أنهم عازمون على تقويض أو مقاومة انتصار المعارضة بروح فدائية - على أمل أنهم قادرون على الفوز في الصراع على السلطة.

وحتى الآن، فإن نهج ميانمار يبدو وكأنه يؤتي بثماره. صحيح أن «أون سان سو» تقول إنها ستختار الرئيس القادم، لأنها ممنوعة من تولي المنصب، والسيطرة على الحكومة من «فوق». لكن كبار المسئولين في الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية يقولون أيضا إنهم سيتحركون ببطء لتحدي امتيازات الجيش، بما في ذلك سيطرته على قطاعات واسعة من الاقتصاد.

ومنذ انتخابات السادس من ديسمبر، دعا رئيس المجلس الوطني إلى اجتماع «الكونجرس الشعبي» غير المنتخب ونصبه في مبنى البرلمان. وألمح مادورو أن الجمعية الوطنية المنتهية ولايتها، والتي ستظل في منصبها حتى الخامس من يناير، ربما تنقل صلاحياتها إلى «كونجرس» جديد. وفي الوقت نفسه، سارع الحزب الحاكم الأسبوع الماضي لتعيين 13 عضوا جديدا في المحكمة العليا، التي كانت بالفعل تحت سيطرة الحكومة.

محلل سياسي أميركي


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث