الأحد 19 شوال 1445 هـ | 28/04/2024 م - 03:38 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


عطا الله نور: اقترح إنشاء مجلس وطني روهنجي لتوحيد كافة المؤسسات الروهنجية تحت مظلة واحدة
الأحد | 09/02/2014 - 06:52 صباحاً

وكالة أنباء الروهنجيا - (الأمة ـ خاص ـ هاني صلاح): تعرض الشعب الروهنجي المسلم والذي يشكل غالبية سكان ولاية أراكان في غرب بورما، لعقود من الإضطهاد والتهميش منذ استقلال بورما عن الاحتلال البريطاني في عام 1948م.

ومنذ هذا التاريخ، كان للشعب الروهنجية مؤسساته المدنية التي ظلت تطالب بحقه المشروع بالمشاركة في العملية السياسية وإدارة البلاد مع بقية العرقيات الأخرى في بورما خاصةً البوذية.

إلا أن حملات القمع التي تعرض لها مسلمو الروهنجيا على أيدي السلطات الجديدة في البلاد خاصةً خلال الحقبة العسكرية؛ دفعت بالملايين منهم للهجرة خارج البلاد إلا أنهم ظلوا يسعون لخدمة أهاليهم الذين مازالوا يعانون أشد المعاناة على أدي سلطات بورما، كما أنهم يسعون لتقديم يد المساعدة للفارين منهم والذين انتقلت معهم المعاناة في مخيمات اللاجئين بالدول المجاورة خاصةً في بنجلاديش التي لها حدود مع بورما.

وبمرور الوقت واستمرار معاناتهم؛ أضحت للشعب الرونجي العديد من المنظمات والجمعيات الروهنجية التي تنتشر في عدد من دول العالم، حتى وصل عددها لنحو 100 جمعية ومنظمة، وتتنوع مسارات تلك المنظمات حسب احتياجات الشعب الروهنجي سواء داخل بورما أو خارجها.

وبالرغم من اتحادها في الهدف، والمتمثل في توفير الأمن والرخاء لعرقية الروهنجيا المسلمة في بورما؛ فإن المنظمات الروهنجية تختلف عن بعضها في عدد من الجوانب، مثل العمل المنظم، والفعالية في الخدمة، والفئة المستهدفة، وغير ذلك.

حول دور المنظمات الروهنجية في خدمة الشعب الروهنجي المسلم والتحديات التي تواجهها وإمكانية توحيدة في مظلة واحدة تتحدث باسمها جميعاً أمام العام.. كان لـ"الأمة" هذا الحوار مع عطا الله نور الإسلام، رئيس وكالة أنباء الروهنجيا.

* في بداية حوارنا.. نرجو إلقاء الضوء على خريطة المؤسسات الروهنجية التي تقوم بدور ملموس في خدمة مسلمي الروهنجيا، سواء داخل بورما أو خارجها بدول العالم؟

** يوجد العديد من المنظمات والجمعيات الروهنجية التي تنتشر في عدد من دول العالم؛ فهناك جمعيات ومنظمات كثيرة في بنجلاديش وباكستان وماليزيا وبعض دول أوروبا، إضافة إلى وجود بعض المنظمات الرسمية في داخل بورما.

وتتنوع مسارات تلك المنظمات حسب احتياجات الشعب الروهنجي في العالم؛ فأكثر تلك المنظمات تتركز في المجال الإغاثي لما يعانيه اللاجئون الروهنجيون في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش من إعانات إغاثية وإنسانية.

وأيضاً اختصت بعض المنظمات في المجال التعليمي بإنشاء مدارس وكتاتيب في مخيمات اللجوء في بنجلاديش، وتقوم بتقديم خدمة التعليم لأطفال الروهنجيا المحرومين من الانخراط في المدارس الحكومية.

وتختلف المنظمات الروهنجية عن بعضها في عدد من الجوانب، مثل العمل المنظم، والفعالية في الخدمة، واتساع رقعة كل منها، وكثافة الجمهور أو الفئة المستهدفة، بالرغم من اتحاد الهدف، وهو توفير الأمن والرخاء لعرقية الروهنجيا المسلمة في بورما.

* هل يمكن إعطاء نبذة مختصرة لقراء "الأمة" عن تاريخ النضال المدني لمؤسسات الشعب الروهنجي المطالبة بحقوقهم المشروعة منذ استقلال بورما عن بريطانيا وحتى اليوم في الداخل والخارج؟

** بدأ الشعب الروهنجي يهتم بالنشاط الحزبي في عام 1947م، وقبل عام واحد من استقلال بورما عن بريطانيا؛ حيث تم عقد مؤتمر في هذا العام في مدينة "بينج لونغ" البورمية ضم جميع العرقيات الموجودة في البلاد، وتم استثناء العرقية الروهنجية وإبعادها عن الاتفاقات التي تمت في هذا المؤتمر، وأبرزها تقاسم السلطة بعد الاستقلال.

وعندها شعر بعض السياسيين والأكاديميين الروهنجيين في داخل بورما أن مكيدة كبيرة تحاك ضد عرقيتهم، فأنشأوا تكتلاً سياسياً بقيادة جعفر الأول؛ للمطالبة بحقوقهم في المشاركة في الحكم والسلطة.

وبعد استقلا بورما في 1948م تم حرمان الروهنجيا من المشاركة في الحكم، فنشطت مجموعة أخرى من المتعلمين وطلبة الجامعات الروهنجيين في إنشاء مجموعات للمطالبة بحقوقهم المشروعة، فتم التضييق عليهم من قبل الحكومة مما اضطر الكثير منهم إلى الهرب إلى خارج البلاد، وعلى وجه الخصوص إلى بنجلاديش.

وهناك تم إنشاء أول منظمة سياسية وحقوقية في تاريخ الروهنجيا، وكانت تسمى (RPF).

ثم استمر إنشاء المنظمات الروهنجية في عدد من دول العالم التي هاجر إليها الروهنجيون البورميون، حتى وصلت الآن إلى أكثر من مائة منظمة، وفي مختلف المجالات والمسارات السياسية والحقوقية والإغاثية والقانونية والإعلامية.

وأما في داخل بورما؛ فقد ظل النشاط السياسي محظوراً على جميع العرقيات إبان الحكم العسكري في البلاد، ولكن في السنوات الأخيرة، وبعد انفتاح بورما على العالم؛ تم السماح لعدد من المنظمات الروهنجية بالتسجيل لدى الحكومة وممارسة نشاطاتها السياسية، ولكن ما زالت هذه المنظمات تفتقد إلى العديد من التسهيلات وحرية الطرح والمبادرة والعمل.

* ما هي أبرز التحديات التي تواجه هذه المؤسسات؟

** هناك تحديات كبيرة أمام تلك المنظمات الروهنجية المنتشرة في عدد من دول العالم، وأبرز تلك التحديات:
1 - حتى الآن لم تستطع عدد كبير من تلك المنظمات بالتسجيل الرسمي في سجلات الدول التي أنشأت فيها كمنظمة مسموح لها بالعمل وفق قوانين ذلك البلد.
2- تشكو تلك المنظمات من شح الموارد المالية، وعدم وجود دعم مادي تخول لها العمل وتقديم الخدمات.
3 - كما أنها لم تجد حضناً دافئاً من عدد من حكومات الدول بتبنيها، ورعايتها، وتوفير المناخ الملائم لممارسة أنشطتها الحقوقية أو السياسية أو الإعلامية أو الإغاثية.

فمثلاً المنظمات الروهنجية في بنجلاديش جلها تعمل بطرق متخفية نظراً لامتناع حكومة بنجلاديش الحالية من منحها التصاريح اللازمة بالصفة الروهنجية، فتضطر إلى العمل تحت مظلة منظمة بنجلادشية، واستخراج تصاريح على أساس أنها منظمة بنغالية وليست روهنجية، وبالتالي هي ملزمة بتقديم خدماتها للشعب البنغالي أيضاً، فما تجمعه من مواد إغاثية لا تذهب أكثرها للفئة المستهدفة.

وأما المنظمات الروهنجية في داخل بورما فهي تعمل في المجال السياسي والحقوقي فقط، كما أشرنا إلى ذلك سلفاً.

* كيف يمكن للمؤسسات الروهنجية في داخل البلاد، وفي ظل ما نسمعه من اضطهاد للأٌقلية الروهنجية المسلمة، من العمل هناك؟

** كما ذكرنا سابقاً؛ أن المنظمات الروهنجية داخل بورما نشأت حديثاً، وتم تسجيل أربع منها لدى الجهات الرسمية كجهات لها الحق في ممارسة العمل السياسي والحقوقي داخل البلاد، والمشاركة في الانتخابات البلدية والبرلمانية.

لكنها مازالت تعاني من العقلية الدكتاتورية والتسلطية من الفئة الحاكمة والسياسيين البارزين في البلاد، في ظل كثافة المنظمات البوذية من مختلف العرقيات والقوميات.

وهذه المنظمات شاركت في الانتخابات البرلمانية في عام 2011م، وفاز بعضها بمقاعد في البرلمان، وتم إقصاء أخرى وترجيح منظمات بوذية عليها ظلماً وعدواناً، منها على سبيل المثال منظمة (UNDP).

وفي الجملة، فإن المنظمات الروهنجية داخل بورما لا تستطيع العمل بآليات صحيحة، وكثير من مواد الدستور يقف عائقاً أمام أنشطتها وبرامجها.

* هل هناك جهة واحدة تتحدث باسم الأقلية الروهنجية المسلمة أمام السلطات الرسمية في بورما؟

** لا توجد حتى اللحظة جهة واحدة تتحدث مع سلطات بورما باسم الأقلية الروهنجية، فكل منظمة من المنظمات الأربع لها تواصل مع الحكومة.

* ما مدى التعاون والتنسيق بين كافة هذه المؤسسات الروهنجية في داخل وخارج البلاد؟

** للأسف الشديد لا يوجد تنسيق وتعاون بين المنظمات الروهنجية في الداخل والخارج بالمعنى الصحيح، فهناك تواصل محدود واشتراك بسيط في تنفيذ بعض البرامج والأعمال، في الوقت الذي ينبغي أن تكون متعاونة مع بعضها بآليات تحالفية وشراكات عمل لتحقيق أكبر قدر من النجاح في مهامها.

* ما هى أبرز التحديات التي تعوق هذا التعاون؟

** ومن أبرز التحديات التي تواجه تلك المنظمات؛ اختلاف العقليات وأنماط التفكير والأيدولوجيات الفكرية والثقافية لدى قادتها وأعضائها البارزين، وهذا الأمر الخطير نشأ بسبب اختلاف أماكن نشأتهم وإقامتهم في دولهم العالم، بعد أن اضطروا للخروج من بورما، ومع نشوء جيل جديد في بلاد المهجر تشبع من ثقافات تلك الدول، ولا ينتمي إلى موطنه الأصلي إلا على استحياء!

* إذن.. كيف يمكن التغلب على هذه الاختلافات والتي تولدت عن بيئات مختلفة عن بعضها في الثقافة والفكر؟ وهل يمكن أن تتوحد كافة هذه المؤسسات تحت مظلة واحدة تتحدث باسمها جميعاً؟

** للتغلب على هذه الاختلافات وإيجاد تعاون وتحالف بين الجميع، لا بد من وجود ما يلي:
1 - تبني هذه المنظمات من جهة أو دولة في العالم بالدعم والمؤازرة، مع الإشراف التام على أعمالها وأنشطتها.
2 – توفير مجال ومكان لعقد اجتماعات كل ثلاثة أشهر لقادتها، للتشاور والتحاور ووضع خارطة طريق لعملها.
3 - إنشاء مجلس وطني روهنجي، وهو بالفعل أمر تؤيده كل المنظمات الروهنجية بهدف تمثيل الشعب الروهنجي أمام المجتمع الدولي ودول العالم، ويمكن أن يكون رئيس كل منظمة روهنجية عضو في هذا المجلس.
4 - السماح بإنشاء مكتب رئيسي في ذلك البلد، ومكاتب فرعية في عدد من بلدان العالم.
5 - تخصيص فرق متفرغة للعمل في هذه المكاتب والتواصل مع الحكومات في تلك الدول.
6 – رعاية المكاتب بالدعم المادي والمؤازرة وتقديم التسهيلات لحرية عمل الناشطين الروهنجيين في العالم.
بمثل هذه الطريقة يمكن أن تتحد كافة هذه المؤسسات تحت مظلة واحدة للتحدث باسم الشعب الروهنجي في العالم.

* هل هناك تواصل بين المنظمات الروهنجية أو بعضها مع بعض حكومات دول العالم؟ وما هو موقف ودور تلك الحكومات إزاء دعم الدور الذي تقوم به هذه المنظمات الروهنجية في دعم قضيتها العادلة؟

** نعم هناك تواصل مع عدد من المنظمات الروهنجية وبعض الحكومات في العالم، فالمنظمات التي نشأت في دول أوروبا كلها لها تواصل مع حكومات الدول الأوروبية بل مع الاتحاد الأوروبي، وتحظى بدعم مناسب من تلك الدول الأوروبية، مع تفهم وتقبل للأدوار التي تقوم بها تلك المنظمات، وبالتالي أنه قد سمح لها باستخراج التصاريح اللازمة لممارسة العمل وإقامة الأنشطة والفعاليات على أراضيها.

أما ما عدا تلك الدول فيختلف الأمر باختلاف القوانين والأنظمة في كل دولة.

* ما هو موقف منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات الإسلامية الدولية مثل رابطة العالم الإسلامي من المنظمات الروهنجية؟ سواء بالسلب أو الإيجاب؟ وماذا تريدون من هذه المنظمات الإسلامية الكبرى من القيام به؛ لدعم دوركم في منظمات الروهنجية؟

** منظمة التعاون الإسلامي قامت بدور طيب في توحيد كلمة الروهنجيين في العالم، وذلك عندما استضافت مؤتمر المنظمات الروهنجية في عام 2011م في مقر المنظمة بجدة، بدعم وتنظيم من المكتب البورمي الأوروبي (EBO)؛ حيث تمخض من ذلك المؤتمر إنشاء اتحاد يمثل جميع المنظمات الـ 25 التي شاركت فيها، وسمّي هذا الاتحاد باتحاد أراكان الروهنجيا (ARU)، وتم إنشاء خمس لجان تنسيقية، ومجلس تشاوري، ومجلس تأسيسي.

وفي عام 2013 تم عقد مؤتمر ثاني لإعادة انتخاب المدير العام الذي انتهت فترته الأولى، وبإشراف منظمة التعاون الإسلامي، ولكن لم يحضر في هذا المؤتمر عدد كبير من قادة المنظمات المؤسسين للاتحاد لأسباب معينة، والذين شاركوا في المؤتمر الأول، مع دخول عدد كبير من المنظمات الحديثة، والتي ليس لأكثرها أي نشاط أو تفاعل في أرض الواقع، مع منع مشاركة وسائل الإعلام الروهنجية في هذا المؤتمر، مما سبَّبَ انشقاقاً كبيراً بين المنظمات وقادة العمل الروهنجيين في العالم.

ولكن.. في شهر سبتمبر من عام 2013 عقد أكثر من 54 من قادة العمل الروهنجي مؤتمراً في بانكوك عاصمة مملكة تايلاند، برعاية ودعم من المكتب البورمي الأوروبي (EBO)، وتم تشكيل اتحاد للتحدث باسم الأقلية الروهنجية المسلمة في العالم.

وشارك في هذا المؤتمر لأول مرة رؤساء منظمتين روهنجيتين رسميتين من داخل بورما؛ ليكون العمل منسقاً بين الداخل والخارج، مع رسم خارطة للطريق، ووضع تصور للعمل في المستقبل، وإنشاء ست مجموعات عمل، ولجنة خاصة للتواصل مع الحكومات والدول في العالم.

وهذه الاتحاد يعمل بكل جد ونشاط، وسيجتمع للمرة الثانية في غضون الشهور القادمة، ليعلن عن قرارات أخرى تصب في صالح الشعب والقضية الروهنجي.

ونحن نريد من المنظمات الإسلامية في العالم الإسلامي أن تقوم بجهد إيجابي في العمل على توحيد الصف الروهنجي، دون التدخل لترجيح كفة على أخرى، ومن المهم توصيل رسالة لجميع المتواصلين معها بضرورة العمل وفق شراكات تحالفية وتعاون وتواصل لخدمة القضية وتحقيق الهدف المنشود.

كما أرجو – وعلى وجه الخصوص – من منظمة التعاون الإسلامي العمل على تقديم تسهيلات للشعب الروهنجي في عدد من الدول الأعضاء في المنظمة؛ وتتمثل تلك التسهيلات في الآتي:
1 - تسهيل سبل التعليم والدراسة الجامعية، وتسهيل إجراءات القبول.
2 - منح الأوراق والثبوتيات التي تخول لهم ممارسة حياتهم اليومية في كل بلد يقيمون فيه كما فعلت – مشكورة- المملكة العربية السعودية.
3 - الاتفاق مع دول أعضاء المنظمة لمنح الروهنجيين وثائق سفر موحدة تمكنهم من التنقل والسفر كما هو المعمول به في الدول الأوروبية.

* وفي ختام حوارنا.. ما هى الرسالة التي ترغبون إرسالها عبر "الأمة" إلى المجتمع الدولي؟

** أتمنى كشخص مسؤول ومعني بالقضية الروهنجية في العالم أن تكون للحكومات وقفات جادة مع قضيتنا، والسعي بجهد أكبر لإيقاف نزيف الدم اليومي في أراكان، والعمل على صد البوذيين عن تنفيذ مخططاتهم في القضاء على العرقية الروهنجية في بورما، وإخلاء ولاية أراكان منهم.

كما أرجو من حكومات الدول العناية بالإعلام الروهنجي الناشئ، بالدعم والمؤازرة والرعاية، وتبني وسائل الإعلام الروهنجية لتعمل على نشر القضية، وتعريف العالم بممارسات حكومة بورما ضد مسلمي الروهنجيا.

ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا بوجود إعلام خاص للشعب الروهنجي يعمل بالتنسيق مع شعبنا في الداخل.

وختاماً أشكر موقع صحيفة الأمة على اهتمامها ومتابعتها للشأن الروهنجي، ونشاطها في نشر أخبار شعبنا وقضيتنا، فبارك الله في جهود القائمين عليه، ووفقنا وإياهم لكل خير، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث