الأحد 6 جمادي الآخر 1446 هـ | 08/12/2024 م - 09:18 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


‏"أبو طاهر" لوكالة أنباء الروهنجيا: استعادة هوية الروهنجيا ومواطنتهم لا تتحقق إلا من خلال الحوار
السبت | 26/10/2013 - 12:30 مساءً

وكالة أنباء الروهنجيا – (حوار: عطا الله نور- المدينة المنورة): يعد المهندس "أبو طاهر" رئيس حزب اتحاد التنمية الوطني ‏‎ ‎‎(UNDP)‎أحد القادة الروهنجيين البارزين في الساحة البورمية، حيث ترشح في الانتخابات البرلمانية عام 1990م ممثلاً عن حزبه ‏الروهنجي (‏UNDP‏)، وفاز في الانتخابات البرلمانية عام 2010م، إلا أنه أقصي بتدخل مباشر من أعضاء في الحزب الحاكم، وحزبه ‏أحد الأحزاب الروهنجية الأربعة التي تكافح وتناضل داخل بورما من أجل إثبات عرقية الروهنجيا، وأصالتهم في البلاد.

وأكد "أبو طاهر" أن استعادة الهوية العرقية للروهنجيا، واسترداد المواطنة الكاملة لهم لا تتحقق إلا من خلال الحوار، ووفقاً للقانون.‏

جاء ذلك في الحوار الذي أجرته وكالة أنباء الروهنجيا (‏RNA‏) مع المهندس "أبو طاهر" أثناء قدومه إلى ‏مكة المرمة لأداء فريضة الحج ‏على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ضمن ضيوف الدولة لحج هذا العام 1434هـ.‏

وكشف "أبو طاهر" أن زعيمة المعارضة البورمية "أونغ سان سوشي" ملتزمة بحل قضية عرقية الروهنجيا لأسباب عديدة من أهمها: أن ‏والدها الجنرال "أونغ سان" بطل استقلال بورما حل بالفعل قضايا الروهنجيا مع زعيم باكستان الراحل "محمد علي جنّا" عام 1947م، لكنها في الوقت ‏الراهن تتعاطى مع القضية من زاوية كونها زعيمة سياسية.‏

دعونا نتابع الحوار مع السياسي الروهنجي لنتعرف على أفكاره ورؤاه، وليكشف لنا أسراراً عن عقليات النخب السياسية في أوساط بورما، ‏البلد المتعدد العرقيات والثقافات..‏

* سعادة المهندس.. بودنا - في البداية – لو تعطوا السادة القراء نبذة تعريفية عن معلوماتكم الشخصية؟
أهلاً وسهلاً: ولدت في بلدة "بوثيدونغ" في ولاية أراكان، ومتزوج ولدي ثلاثة أطفال، وتخرجت من معهد "رانغون" للتكنولوجيا في الهندسة ‏المدنية عام 1987م، وعملت في العلوم الهندسية في الخارج.‏
تعرضت للاحتجاز والحبس لمدة ستة أشهر في عام 1989م، بسبب نضالي من أجل قضيتي، وكنت مرشحاً لعضوية برلمان بورما في ‏انتخابات عام 1990م، وانتخبت ممثلاً عن حزبي الروهنجي في الانتخابات البرلمانية عام 2010م، ولكن تم رفض فوزي من قبل لجنة ‏الانتخابات التابعة للاتحاد، وبعد سنة واحدة من حالة الاستئناف تم رفض النتيجة أيضاً بتدخل من أطراف في الحزب الحاكم.‏
وأنا مؤسس الحزب الديمقراطي الوطني للتنمية، والآن رئيس حزب اتحاد التنمية الوطني ‏‎(UNDP)‎، وفرقة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.‏

* بحسب معرفتك للواقع البورمي.. ما العقلية التي يتعامل بها التيارات والأحزاب البوذية إزاء قضية الروهنجيا؟
هناك أطراف متطرفة في القوميات في اتحاد بورما، ولدينا قضيتان هامتان نناضل من أجلهما، وهما: استعادة الهوية العرقية للروهنجيا، ‏واسترداد المواطنة الكاملة لهم، فيجب استعادة هاتين المسألتين من خلال أسلوب الحوار معهم، ووفقاً للقانون والدستور.‏

* هل يمكن إجراء حلقات حوارية بين العرقيتين الرئيسيتين في أراكان (الروهنجيا والموك)؟‏
يجب أن يجرى الحوار أولاً بيننا وبين الحكومة، ولكن ينبغي على الهيئات الدولية والمراقبين الدوليين أن يلعبوا دوراً فاعلاً ومؤثراً ومباشراً ‏في الوصول إلى الحوار بيننا وبين الحكومة وعرقية الموك (الراخين)، كما يجب على المجتمع الدولي أن تقتنع بوجود عرقية الروهنجيا ‏في بورما منذ القدم، وبالتالي يجب عليهم ممارسة الضغوط لبدء حوار مع الروهنجيا.‏

* من وجهة نظرك.. ما هي أقرب الطرق لحل قضية الروهنجيا في بورما؟
من أسهل وأقصر الطرق هو العمل على استعادة الهوية العرقية للروهنجيا، واسترداد المواطنة الكاملة لهم كما ذلك سابقاً، ونحن بحاجة ‏إلى التغلب على ثلاث تحديات، وهي: إثبات تاريخ الروهنجيا في ولاية أراكان، وإلغاء قانون الجنسية المفروض عام 1982م، وعدم ‏العودة إلى إنكار الروهنجيا.‏
للتغلب على هذه التحديات الثلاثة؛ يجب اختيار ممثلين مؤثرين عن الجهات الفاعلة في كل طرف، مع وجود مراقبين وجهات دولية ‏لضمان عدم عودة هذه الممارسات.‏
وفي ذات الوقت؛ علينا أن نبدأ في بناء الثقة بين الأديان الأربعة في بورما، والمجتمعات المحلية،  والسلطات، وفي هذه الحالية؛ يجب ‏على مجموعة التوسط أن تلعب دوراً فاعلاً ومهماً.‏

* كيف نضغط على حكومة بورما للتفاوض والجلوس معنا على الطاولة؟
ذكرت أعلاه أن الوسطاء لابد أن يلعوا دوراً مهماً في العملية التصالحية، ويجب أن تكون حل قضية الروهنجيا بحلول مستدامة، من ‏خلال العملية السياسية، كما يجب ممارسة ضغوط للمشاركة البناءة في الحوار، إذ نحن بحاجة إلى إيجاد حل مستدام من خلال العملية ‏السياسية.‏

* ماهي الجهات العالمية التي يمكنها المساهمة في حل قضية الروهنجيا؟
نحن نعمل مع جهات عالمية عالية المستوي لحل قضية الروهنجيا، فقد شاركت في 488 اجتماعاً دولياً ومحلياً بشأن قضية الروهنجيا، ‏بما في ذلك لقائي برئيس الولايات المتحدة الأمريكية أثناء زيارته لبورما عام 2012م، وكذا التقيت بالعديد الوزراء، وأعضاء مجلس الشيوخ ‏الأمريكي، ورئيس وزراء المملكة المتحدة، ووزير الخارجية البريطاني، ووزير النواب.‏
وناقشت أيضاً مع وزير الخارجية الاسترالي، ومساعدة الأمين العام للأمم المتحدة، كما إني ناقشت قضية الروهنجيا مع مندوبين من ‏الاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكذلك منظمات دولية غير حكومية.‏
وأنا متعاون مع جميع الدبلوماسيين في "يانغون" (رانغون).‏
كما أنني بدأت الحوار مع السلطات البورمية والأحزاب السياسية في بورما.‏
والآن أعمل بشكل وثيق مع مجموعة الحكماء، التي تتألف من الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر، والأمين العام للأمم المتحدة السابق ‏كوفي أنان، والسيد مانديلا، ورئيس الوزراء النرويجي الأسبق، وبلجيكا، ومنهم حائزين على جائزة نوبل للسلام.‏
كل هؤلاء يجب أن يكون لهم أدوار في حل قضية عرقية الروهنجيا.‏

* حدثنا عن مواقف "أونغ سان سوشي" تجاه الروهنجيا؟
زعيمة المعارضة البورمية "أونغ سان سوشي" ملتزمة بحل قضية عرقية الروهنجيا، لأسباب عديدة من أهمها:‏
‏1.‏ أن والدها الجنرال "أونغ سان" بطل استقلال بورما حلها بالفعل مع زعيم باكستان الراحل "محمد علي جنّا" عام 1947م
‏2.‏ عقد اتفاق بين الجنرال الراحل "أونغ سان" وبين العرقيات البورمية، والذي أبرم في 27 يناير عام 1947م
‏3.‏ لأنها أصبحت رمزاً للديموقراطية في العالم
‏4.‏ لأنها حاصلة على جائزة نوبل للسلام.‏
لكنها في الوقت الراهن تتعاطى مع القضية من زاوية كونها زعيمة سياسية.‏

في ختام هذا الحوار أشكركم على هذه الاجابات الضافية، وعلى قبولكم الدعوة، وإتاحة الفرصة للجلوس ‏معكم، ونشكركم - أيها القراء ‏الأعزاء- على متابعتكم حوارنا مع المهندس "أبو طاهر" رئيس حزب اتحاد التنمية الوطني ‏‎ (UNDP)‎‏.‏
وإلى لقاءات أخرى مع شخصيات أراكانية روهنجية.‏




التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث