الأحد 19 شوال 1445 هـ | 28/04/2024 م - 07:24 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


"نور الإسلام" لوكالة أنباء الروهنجيا: ما نتعرض له من ظلم واضطهاد بلغ حده النهائي
الأربعاء | 26/06/2013 - 05:38 مساءً

وكالة أنباء الروهنجيا - خاص
حوار : عطا الله نور الأراكاني - رئيس الوكالة

أكد "نور الإسلام عمر حمزة" رئيس منظمة أراكان الروهنجيا الوطنية (‏ARNO)‏)؛ أن غياب الوسائل ‏وتخاذل الصديق وعدم قيام الدول الإسلامية بواجبها تجاهنا؛ كان ذلك من أهم الأسباب في تغيب قضيتنا ‏عن الإعلام.‏

جاء ذلك في الحوار الذي أجرته وكالة أنباء الروهنجيا (‏RNA‏) مع السيد نور الإسلام في أثناء قدومه إلى ‏مكة المرمة لأداء العمرة والزيارة؛ حيث بين "نور الإسلام" أن البوذيين يظلموننا لأمور ثلاثة: سياسية، ‏وقومية، وطائفية، مؤكداً أن الروهنجيين يشعرون بمسؤولية المواطنة تجاه بورما، ويريدون العيش فيها ‏بسلام وأمان.‏

وكشف رئيس منظمة أراكان الروهنجيا الوطنية أن علاقة الصين مع بورما امتدت لأكثر من ستين عاماً، ‏ولن تنقطع تلك العلاقة في ستين يوماً، معتبراً إنشاء وكالة أنباء الروهنجيا بَداءَةً هامة لأجل ترقية الإعلام ‏الروهنجي في العالم.‏
مضيفاً إلى أن اتحاد روهنجيا أراكان (‏ARU‏) 
لم ينشأ بعد فعليا، مطالباً المجتمع الدولي - بناء على ‏الاتفاقات الدولية المبرمة - بحماية العرقية الروهنجية في العالم.‏

دعونا الآن نتابع الحوار مع السياسي الروهنجي المخضرم لنسبر أغوار ثقافته السياسية، ونغوص في ‏أعماق هذه الشخصية الهامة في التأريخ الروهنجي.‏

هلاَّ أَطْلعتنا على نبذة تعريفية عن سيرتك الذاتية قبل أن ندخل في الحوار:‏
أولاً أشكركم على إجراء هذا الحوار، وسيرتي الذاتية مختصرةً هي: أنا من مدينة "منغدو" ومن قرية ‏‏"شلخالي"، والدي اسمه عمر حمزة، تلقيت تعليمي في الصغر في قريتي، حتى درست الثانوية في مدينة ‏‏"منغدو"، ثم تلقيت الدراسة الجامعية متخصصاً في القانون، وفي عام 1994م تخصصت في السياسة ‏الدبلوماسية وحقوق الإنسان في جامعة استرالية، وفي نهاية عام 2004 حصلت على لجوء سياسي في ‏لندن، وهناك حصلت على درجة الماجستير في تخصص حقوق الإنسان.‏
والآن أرأس منظمة أراكان روهنجيا الوطنية (‏ARNO‏)
، وأنا متعاون مع جميع العاملين في القضية ‏الروهنجية على مستوى العالم.‏

كيف تنظر إلى الوضع الراهن لقضية مسلمي بورما؟
بكل اختصار أستطيع أن أقول: هناك شيء واحد مهم جداً، وهو أننا – نحن الروهنجيين- من السكان ‏الأصليين لأراكان، ولا يمكن فصل الروهنجيا عن تاريخ أراكان، ولا يمكن عزل الروهنجيا عن أراكان، ‏ونحن موجودون في أراكان قبل آلاف السنين، ونحن موجودون في أراكان مع تعاقب الحكومات، وبعد ‏الاستعمار البريطاني لأراكان نحن موجودون، وقبل البريطانيين بورما احتلت أراكان ونحن أيضاً كنا ‏موجودين فيها كمجتمع أصيل، حتى عند تحضر أراكان وتعرف العالم على أراكان كان في ذلك الوقت ‏يعرف أن أراكان للمسلمين.‏
وبعد استقلال بورما أيضاً نحن موجودون، والآن هم يطبقون فينا ثلاثة أنواع من القوانين: سياسية، ‏وقومية، وطائفية، فهم يظلموننا لأجل هذه الأمور الثلاثة، بسبب اختلافنا معهم في القومية وهم الأكثرية، ‏ولأجل اختلافنا معهم في الشعائر التعبدية.‏
ونحن كنا مجتمعاً مسالماً في أراكان، ولم نهجم عليهم أبداً، وكنا نقول للحكومة دوما إننا من هذا الوطن، ‏ونحن عاونّا المواطنين عند بناء الوطن، والآن أيضاً نحن نشعر بمسؤولية المواطنة تجاه هذا الوطن، ونريد ‏العيش في هذا الوطن بسلام؛ لذا نحن لم نقترف أي جريمة أو إثم حتى يجازونا بهذه الأفعال.‏

الديانة البوذية لديها ثمانية تعاليم أساسية، ومن أهم تلك التعاليم: عدم الخوض في المنازعات، واحترام ‏النفس البشرية.‏
والبوذيون في بورما خالفوا تلك التعاليم، مما جعل "الدالاي لاما" يقع في حرج كبير من تصرفات بوذيي ‏بورما، وأنا أخاطب بوذيي بورما - عبر وكالتكم -، وأقول لهم: إننا نحترم تعاليم دينكم، وإذا اتبعتم تلك ‏التعاليم فإنه لن يقع بيننا وبينكم أي خلافات، ونرجو منكم أن تتبعوا تعاليم ديننكم حق الاتباع.‏

هل تعتقد أن حكومة بورما سوف تغير من سياستها تجاه الروهنجيا؟
ما نتعرض له من ظلم واضطهاد بلغ حده النهائي، وقد عبر الظلم جميع الحدود، ولم يظل هذا الأمر شأناً ‏داخلياً لبورما، بل قد أصبح أمرا عالميا؛ وفي هذه الحالة نرى أن حكومة بورما – بسبب امتلاكها للقوة - ‏تستقوي على الضعيف بأي طريقة تشاء، وهذا شأن عالمي، ومسألتنا خرجت من الإطار المحلي، ووصلت ‏إلى العالمية، وحتى شعبنا من شدة الظلم وصلوا إلى دول كثيرة كبنجلاديش والهند وباكستان والسعودية ‏وأوروبا وكذا ماليزيا وتايلند.‏
وبعضهم ألقوا بأرواحهم في البحر بسبب ما يتعرضون له من ظلم واضطهاد وممارسات تعسفية، حتى ‏أصبح العيش في أراكان شبه مستحيلة، حتى الحيوانات يتعذر عليها العيش في تلك الظروف؛ لذا شعبنا ‏يذهبون حيث يجدون من مأوى ويرون من طريق ومسلك.‏
وفي هذه الحالة، وبسبب تأثير الظلم فينا وصل شعبنا إلى خارج حدود بورما، فأصبحوا لاجئين في ‏بنجلاديش والهند وباكستان والخليج واستراليا؛ فإذًا قضيتنا الآن قضية عالمية، وصبغتها صبغة عالمية؛ ‏فيجب على المجتمع العالمي المحافظة علينا والدفاع عنا.‏
وما آسف له هو أن المجتمع الدولي لم يشخص مسألتنا بالطريقة الصحيحة، فبعضهم يقول إنها "إبادة"، ‏والبعض الآخر يقول إنها "ظلم"، وعلى أية حال؛ فإن الأمر المعروف أن الروهنجيا لا يمكنهم العيش في ‏الوقت الراهن في أراكان بأي حال من الأحوال؛ فيجب على المجتمع الدولي حمايتنا والدفاع عنا، وبإذن الله ‏‏- تعالى- سنصل إلى حل لقضيتنا.‏

هل من حق عرقية الروهنجيا أن ترفع ملفاً للأمم المتحدة أو الجمعية العمومية لطلب مناقشة قضيتهم؟ ‏وما هي آلية الرفع؟
هناك نظام تسير عليه الأمم المتحدة، وحسب تلك الأنظمة فإنه لا يحق لنا رفع قضيتنا مباشرة إليها؛ لذا نحن ‏دائماً نقول "جريمة حرب"، وبعضهم يقول "إبادة"، وقناة الجزيرة عرضت فلماً وثائقياً وسمت الحالة ‏‏"إبادة"، وبعض الدول لا تريد الاعتراف بالإبادة، ويذكرون أنها جريمة حرب.‏
وفي كل الأحوال فإن المسألة - بلا شك - تعتبر جريمة عالمية، وبالرغم من هذا فإن المجتمع الدولي لا ‏يريد أن يتدخل مباشرة في حل قضيتنا وهذا أمر مؤسف.‏
وبحسب الأنظمة الدولية فإن مسالتنا ترتقي إلى أن يتم التباحث فيها في طاولة مجلس الأمم المتحدة ومجلس ‏السلام العالمي، وفي مجلس الأمن هناك خمسة أعضاء دائمين، وعشرة متغيرين، وجميعهم يصوتون ‏لاتخاذ أي قرار، ونحن نحملهم المسؤولية تجاه قضيتنا، وهم حتى الآن لم يؤدوا مسؤوليتهم تجاه هذه ‏القضية، وكان ينبغي عليهم حل هذه القضية منذ زمن بعيد، ويجب على أعضاء جمعية الأمم المتحدة  أن ‏يتحدوا ويتفقوا في حل هذه القضية.‏
المسالة الثانية: كذلك على رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) مسوليه تجاه قضيتنا، ومن أبرز مهام ‏‏(آسيان) حماية مواطني المنطقة، ونحن من مواطني المنطقة، ونتعرض لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد، ‏ومع ذلك فهي صامتة، وكان الواجب عليها من باب الإنسانية الدفاع عن قضيتنا.‏
ثالثا: لدينا الاتحاد الأوربي، وقد قرر هذا الاتحاد قبل سنين أن الروهنجيا يعيشون في ظلم واضطهاد، ‏ويجب منحهم جميع الحقوق ليعيشوا في وطنهم بأمن وأمان، والعديد من الدول الأوربية تتعاون مع حكومة ‏رئيس بورما "ثين سين" وتساعدها، ونحن لا نمانع ذلك، لكن كان الواجب عليها مطالبة بورما برفع الظلم ‏عنا وإعطاء حقوقنا. ‏
وخلاصة الكلام: أن مسؤولية المجتمع الدولي - بناء على الاتفاقات الدولية المبرمة – حمايتنا والدفاع عنا، ‏لكنه لم يقم بالواجب.‏

التقارب الحاصل بين الغرب وبورما هل يرضي الصين؟ ولماذا هي تلتزم الصمت حتى الآن؟
هذا سؤال جيد..‏
حكومة بورما ظلت - ولمدة ستين عاما- ضد المجتمع الدولي، وقد خالفت الصين جميع الدول في العالم ‏وعاونت بورما، وهذه العلاقة الوطيدة بين الصين وبورما لن تنتهي في يوم وليلة.‏
وأيضاً بورما ظلت على قيد الحياة بسبب الصين، والعلاقة التي امتدت لأكثر من ستين عاماً لن تنقطع في ‏ستين يوماً، وهناك في ساحة الحكم البورمية مجموعات وأحزاب، وبعض تلك المجموعات مازالت تجلس ‏في اجتماعات لعقد الاتفاقيات مع الصين.‏
الأمر الآخر، مصالح الصين قد تضررت نوعا ما بسبب علاقة بورما بالدول الغربية، والصين لها حقول ‏للغاز في أراكان،  ولم يتوقف العمل فيها حتى الآن، ولكن ما نريد أن نؤكد عليه هو أن على الدول الغربية ‏الضغط على حكومة بورما لتغير النهج الديموقراطي، ولمنح الناس الحقوق الإنسانية، ولكن هي لا تفعل ‏ذلك، وليست الحقوق مسلوبة فقط من الروهنجيا بل هناك عرقية الكاشين محرومون من حقوق الإنسان ‏أيضاً.‏

إذاً.. لماذا هي صامتة؟
أعتقد أن الوقت لم يحن بعد. ‏

لماذا لا نطرق أبواب الصين وروسيا؟
قضيتنا هي قضية إنسانية وسياسية أيضا، ولنا حقوق في أراكان منذ عهد الآباء والأجداد، ونحن يجب علينا ‏أن نعمل لكي نعيش بسلام وأمان، ونحن محرومون من المواطنة والإغاثة والسكن، وقد هدموا حياتنا ‏وشتتوا أسرنا، وفي هذه الحالة؛ فإن الصين تستطيع أن تساعدنا، وأيضاً الولايات المتحدة تستطيع ذلك، ‏وكذلك هناك دول كبرى مثل بريطانيا والصين يستطيعون بدون اختلاف حل قضيتنا، وأعتقد أن الصين ‏وأمريكا ودول أخرى لديها القوة، وكذلك الدول الإسلامية التي هي - تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي- ‏يستطيعون الالتقاء لحل قضيتنا؛ لأنها مسالة إنسانية  بالدرجة الأولى، ثم هي مسالة سياسية بالدرجة الثانية.‏

إذًا.. هل تواصلنا مع الصين وروسيا في هذا الخصوص؟
الصين وروسيا تعلمان جيداً أبعاد قضيتنا، وكان من المفترض التواصل مع تلك الدولتين.‏

لماذا ظلت القضية الروهنجية مغيبة عن الإعلام أكثر من ستين عاماً؟
في هذه المسألة أمور كثيرة: الأمر الأول: شعبنا لم يستطع تسيير القضية، والأمر الثاني: العالم لم يقف ‏معنا، والأمر الثالث: الدول الإسلامية لم يؤدوا واجبهم تجاه قضيتنا، والأمر الرابع: الدول المجاورة لبلادنا ‏كبنجلاديش – قصرت في السعي تجاه قضيتنا؛ فكل هذه الأمور كانت سببا في تغيب قضيتنا عن الإعلام. ‏
كذلك لم تتوفر لدينا وسائل إعلامية لنشر قضيتنا، فإذا كانت الوسائل غير متوفرة والأصدقاء غير ‏موجودين، والمساعدات لم تقدم لنا؛ فحتما سوف تكون القضية مغيبة.‏

كيف ترى الحركة الإعلامية للقضية الروهنجية في هذه الأوقات؟
هذا الحركة أفادتنا كثيراً، ولدينا مجموعات إعلامية كمجموعتكم (وكالة أنباء الروهنجيا)، وكلدان بريس، ‏وكذلك هناك إعلام عالمي تعاون معنا، وبسببهم انتشرت القضية، مثل مجموعات إعلامية في أوربا، ‏وهناك أيضا في استراليا وفي تايلند وفي كل مكان يعيش فيه شعبنا، قدحصل نشاط وتواصل بينهم وبين ‏الإعلام، وأصبحت هذه العلاقة وطيدة.‏
وفي جانب آخر، برز مجموعة من الإعلاميين كأمثالكم مع ظهور أصدقاء وجهات إعلامية تتعاون معنا؛ ‏لهذه الأسباب كلها انتشرت قضيتنا وعُرفت عند الناس.‏

ماذا تعني أرض بنجلاديش للروهنجيا؟ وهل تعتقد أنها قصرت مع الروهنجيا؟
علاقة شعبنا مع شعب بنجلاديش علاقة متأصلة ثقافياً وسياسياً، وبيننا وبينهم علاقات، وهي علاقة قديمة ‏ومفيدة للطرفين، الأمر الآخر- وبغض النظر تاريخ الشعبين-؛ فإن هناك حدوداً مشتركة طولها 145 ميلا، ‏منها 48 ميلا حدود بحرية والباقية حدود برية.‏
ولأهمية دول الجوار نردد هذا المثال: لو كان في بيتنا حريق؛ فإننا نهرب من هذا البيت إلى أقرب بيت ‏مجاور، وأراكان أصبحت مثل جهنم منذ سنوات؛ لذلك الناس يلقون أنفسهم في أقرب منطقة آمنة، ولو كان ‏في موضع بنجلاديش دولة أخرى غير مسلمة؛ فإن شعبنا كانوا يلجؤون إليها أيضاً، هذه مسالة إنسانية.‏
ودولة بنجلاديش دولة فقيرة، ونحن نشكر بنجلاديش على أنها حملت همنا وتحملتنا منذ مدة؛ حيث وفرت ‏مأوى للاجئين، وبالتزامن مع تلك الأمور فإننا نقول لبنجلاديش إنها من أهم أطراف الشهود في قضيتنا، ‏ولا يمكن لها أن تتخلى عن الوقوف معنا، وعندما تتهمنا حكومة بورما ظلماً وعدواناً بأننا بنغاليون وقدمنا ‏من بنجلاديش؛ فإن المسؤولية هنا تقع على بنجلاديش لكونها دولة ذات سيادة، وتقول: هؤلاء ليسوا شعبنا، ‏بل هم شعب بورما، ومن مصلحة بنجلاديش أن تقول ذلك، إذًا في يد بنجلاديش مفاتيح كثيرة، ومهما ‏أغلقت بنجلاديش حدودها فإن شعبنا المظلومين سوف يلجؤون إليها، ويحاولون الدخول إلى أراضيها، ‏سواء عبر البحر أو عبر البر أو حتى عن طريق الجبال؛ فكل تعاون من بنجلاديش وكل مساعدة منها ‏للشعب الروهنجي فإن الفائدة تعود إليها في الدرجة الاولى، وكل محاولة منها لحل قضيتنا فيها فائدة لنا ‏ولهم.‏

أنت عضو مؤسس في (‏ARU‏) ما تقييمك لأداء هذه المنظمة في الفترة الماضية؟
إنشاء وتأسيس اتحاد روهنجيا أراكان (‏ARU‏) كان لأمور عظيمة ومهمة، وكان الهدف الأبرز هو جمع ‏الكنوز والطاقات الأراكانية في مكان واحد، وتحت مظلة الاتحاد، وللأسف خلال عامين لم يتحقق ذلك، ولا ‏ألقي اللوم على أحد، وقد أسفت وحزنت كثيراً لأجل هذا، وجميع أعداء الشعب الروهنجي وفي مقدمتهم ‏حكومة بورما اهتموا لهذا الأمر كثيراً؛ لأنهم رأوا أن العمل قد بدأ بطريقة صحيحة، ولكن الاتحاد لم ينشط ‏في الأعمال المكلفة، فكان الأمر أصبح كالبيت الذي لا سقف له.‏

ماذا نحتاج لو أردنا أن يعمل جميع الروهنجيين في العالم وَفق منظومة واحدة؟
نحتاج للعمل لقضيتنا إلى نشطاء سياسيين، ونشطاء حقوقيين، ونشطاء في العمل الإغاثي، ونحتاج إلى ‏تفعيل الجانب التعليمي.‏

سيدي.. قصدت من سؤالي الأمور التي نحتاجها - نحن العاملين - في الشأن الروهنجي؟ ‏
نحتاج إلى كل ما يحتاج إليه أي شعب في العالم، من سياسة وثقافة وحقوق وتعليم، ونحتاج إلى العمل وَفق ‏برامج عملية لصناعة كوادر في كل تلك المجالات، وجميع شعبنا في الداخل والخارج عليهم تحديد الرؤية ‏والهدف، وأنا أرى أن علينا العمل بصفتنا عرقية أو أفرادا في داخل بورما، حتى نكون في بورما كسائر ‏العرقيات، لنا جميع الحقوق وعلينا جميع الواجبات كغيرنا من مواطني بورما، هذه هي غايتنا، وإذا كنا ‏نحتاج إلى التعاون مع الموك الراخين البوذيين لتحقيق هذه الغاية؛ فإننا نتعاون معهم، وفي حالة تعذر ذلك؛ ‏فإنا نرضى أن يكون لنا جزء خاص في أراكان.‏
لذا يجب علينا - نحن الروهنجيين- أن نعمل لتحقيق هذا الهدف، وقبل هذا كله يجب أن نترقى بالعلم، ‏ونوجد لأنفسنا فرصَ تلقي العلوم بأي صورة كانت، وأضرب مثالاً واحداً حول هذا الأمر: حكومة بورما لا ‏تسمح لأبناء المسلمين بالتقدم من الصف العاشر، فهل يعني هذا أننا نتوقف عن تلقي العلم؟ طبعاً لا، فلابد ‏أن نستغل كل فرص التعليم، سواء تعلمنا تحت شجرة أو في خيمة أو في أي مكان.‏
وأنت يا أخي عطا تفوقت في مجال الإعلام؛ فهل تعجز عن إخراج  شخص مثلك؟ حتما لا، بل تسطيع ‏ذلك، ولا تحتاج أن تُجلِسه في مدرسة أو كلية، بل تسطيع ذلك ولو تحت ظل شجرة، ونحن بحاجة إلى ‏التخطيط والبرامج العملية أكثر من النظريات، ونحتاج أيضا إلى الاقتصاد؛ لأننا إذا كنا لا نجد طعاماً ‏لنأكله، ولا نجد طريقة لإرشاد الناس للتجارة، فلا يمكن أن يعيش شعبنا إلا بالشحاذة، وهو ما لا نرضاه ‏أبدا، بل لا بد من الاقتصاد للتفادي ذلك.‏
لذا أرى إنشاء منظمات وجمعيات لتوفير هذه الأشياء لشعبنا، وإن توفر ذلك فإننا من ناحية أصلحنا ‏وضعنا، ومن ناحية أخرى عملنا على رفع معاناة شعبنا، مثل إنشاء اتحاد الروهنجيا (‏ARU‏)
؛ حيث كان ‏لدينا منسق للعلاقات الدولية للتواصل مع الحكومات والدول، وأيضاً منسق إعلامي، والإعلام سلاح ‏كالأسلحة الحقيقية، وأيضاً المنسق التعليمي ..إلخ ‏

وسبب عدم إنشاء اتحاد الروهنجيا (‏ARU‏) هو عدم تفعيل هذه الاقسام، ولو كانت جاهزة لكنا استطعنا ‏تحقيق بعض الأهداف.‏‏ ‏

سؤالي الأخير.. كثير من شعبنا عاشوا في بعض البلدان لفترات طويلة؛ خمسين أو ستين عاماً،  وتشبعوا ‏من ثقافات تلك الدول، وتعلموا لغاتها وتعودوا لبس زيها، مع ضياع لثقافتنا وهُوِّيتنا بسبب طول الفترة؛ ‏كل هذه التنوعات الفكرية والثقافية كيف يلتقونها في مكان واحد ؟
في هذه المسالة نحن نفتقد إلى الثقافة، وقد أنشانا قسم الثقافة في اتحاد الروهنجيا (‏ARU‏) للعناية بالثقافة، ‏والآن اتحاد الروهنجيا يفتقد إلى هذه الأشياء، كالبئر الفارغة من الماء، ولو نبع الماء في البئر سوف تصلح ‏كل هذه الأمور، ونحن إذا أنشأنا لجنة خاصة بالتعليم والثقافة سوف نرتقي إلى الأفضل - إن شاء الله-.‏

هل من كلمة أخيرة تودون توجيهها لمتابعي وجمهور وكالة أنباء الروهنجيا؟
أنا شخصياً أعتبر عملكم في مجال الصحافة والإعلام بَداءَة هامة لأجل ترقية الإعلام الروهنجي، فحاولوا ‏أن تقتدوا بمن سبقكم من ذوي الخبرة في الإعلام ورواد المؤسسات الإعلامية، سواء كانت وكالاتٍ أو ‏صحفًا أو قنواتٍ أو إذاعاتٍ، وهذه المسؤولية موضوعة على عواتقكم، وهي مسؤوليتكم، واعملوا على نشر ‏كل ما من شأنه ردم الخلافات، وحاولوا عبر وكالتكم التوفيق بين المختلفين، وتقريب وجهات النظر بين ‏المتفرقين.‏

في ختام هذا الحوار أشكركم على هذه الاجابات الضافية، وعلى قبولكم الدعوة، وإتاحة الفرصة للجلوس ‏معكم، ونشكركم - أيها القراء الأعزاء- على متابعتكم حوارنا مع السيد نور الاسلام عمر جعفر.‏
وإلى لقاءات أخرى مع شخصيات أراكانية روهنجية.‏


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث