السبت 18 شوال 1445 هـ | 27/04/2024 م - 05:35 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


رئيس وكالة أنباء الروهنجيا لـ (علامات): الغرب يكافئ حكومة بورما على مذابحها ضد المسلمين
الأربعاء | 15/05/2013 - 09:39 مساءً

وكالة أنباء الروهنجيا : (علامات أونلاين)
حاوره في القاهرة / مجاهد مليجي - 2013-05-15 18:02:22

أعرب الشيخ عطا الله نور الإسلام الأركاني المنسق الإعلامي للمجلس الروهنجي الأوروبي (ERC) ومؤسس وكالة أنباء الروهنجيا (RNA) عن تفائله من أن تفجر المذابح والقتل والحرق ضد المسلمين في بورما بشكل عام ومملكة أراكان بشكل خاص إنما هي مما يأتي في قول الله تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) مشدداً على أن ما يحدث الآن هو بداية انفراج، حيث إن القاصي والداني على علم الآن بما يجري للمسلمين في بورما؛ في العالم العربي والإسلامي وفي الغرب، وذلك يجعل الكثيرين يسألون عن واجبهم ما يؤكد أن القضية لم تمت وأن فرج الله قريب.

وأوضح أن الغرب الذي وقف وراء نكبة فلسطين هو الذي يقف وراء نكبة الشعب المسلم في بورما والذي يقارب عدده العشرة ملايين مسلم في بورما، مستنكرا أن ترفع بريطانيا العقوبات عن حكومة بورما مكافأة لهم على القتل والحرق الجماعي للمسلمين في بورما، بدلاً من السعي لرفع الظلم ووقف المذابح ضد المسلمين..
كما عرج حول العديد من القضايا التي تناولها في هذا الحوار الذي اختص به "علامات" عقب وصوله الأراضي المصرية للتعريف بالقضية البورمية في قلب العالم الإسلامي مصر ...

* كيف بدأت هذه الحرب الشرسة ضد المسلمين في بورما؟
** بورما بها 140 عرقا، تعترف الحكومة بـ 135عرقية منهم وترفض الاعتراف فقط بـ5 عرقيات من ضمنهم الروهنجا وأغلبهم في إقليم أراكان الذي يتعرض للاضطهاد والتمييز ضده منذ أكثر من60 عاما، وهناك عرقية مسلمة من العرقيات التي تعترف بهم الحكومة البورمية، ولكنها في نفس الوقت لا تعترف بالإسلام كدين عموما في بورما، وهناك تشديد على المسلمين بعدم رفع الآذان أو إبراز أي مظهر يدل على المظهر الإسلامي؛ سواء الحجاب أو العمامة أو غيرها من المظاهر الدينية الإسلامية، كما يُخضعون المدارس الإسلامية لرقابة شديدة وكذلك الكتب والمجلات الإسلامية، ولا تسمح الحكومة بها إلا في أضيق نطاق.

ومن اللافت للنظر أن الحكومة البوذية قامت في نهاية مارس 2013 باستهداف عرقية مسلمة كانت تعترف الحكومة بها وتعتبرها من مواطني بورما في ولاية اسمها "مكتيلا" وتحديدا في بلدة "باجو"، وحتى في العاصمة رانجون أحرقوا مدرسة إسلامية لهذه العرقية من المسلمين، واستشهد 13 طالباً من حفاظ القرآن أثناء نومهم، حيث أشعلوا النيران في المبنى أثناء نوم جميع الطلاب، وفي السابق كانوا يقتصرون على محاربة الإسلام لاجتثاثه من جذوره فقط في ولاية أراكان التي ظلت تعاني منذ أكثر من 254 عاما على يد البوذيين المتطرفين في بورما، الأمر الذي يؤكد أن حربهم ضد المسلمين حربا تأخذ الطابع الطائفي الديني البغيض.

* ما هو سبب سعي البوذيين للقضاء المبرم على المسلمين وعدم قبولهم والتعايش معهم كأقلية؟
** السبب ببساطة أن بورما هي قبلة الديانة البوذية في العالم حيث إنه توجد في بورما معابد قديمة وكثيرة مقدسة لملايين البوذيين الذين يحجون إلى تلك المعابد في كل عام، وهي بمثابة - مكة قبلة المسلمين- وهي دولة دينية بامتياز تسير الحكومة البوذية فيها وفق استشارات الرهبان ويعظمون دينهم وفق إرادة هؤلاء الرهبان الذين يرون الخطر في وجود الإسلام على خط التماس معهم حيث انتشر دين الإسلام في جنوب آسيا حتى وصل إلى بلاد البنغال ثم مملكة أراكان وتوقف الفتح الإسلامي في أراكان بجنوب شرق آسيا وظلت بذلك مملكة أراكان هي على خط التماس من جهة الشرق بين البوذية والإسلام ويسكنها مسلمي الروهنجا وهم يمثلون الحد الشرقي لبلاد الإسلام تلك المملكة "أراكان" دامت أكثر من 354 عاما وحكمها 48 ملكا مسلما ثم سقطت في عام 1784 عندما احتل ملك بورما مملكة أراكان وحولها إلى ولاية من ولايات بورما.

* كيف تكون ميانمار دولة دينية وقادتها قتلوا وسحلوا الرهبان البوذيين عندما عارضوهم؟
** الحكومة العسكرية عندما انقلبت على الحكومة المدنية عام 1962 واتخذت المنهج الشيوعي منهجا للبلاد ورغم عسكريتهم وشيوعيتهم كانوا إلى عهد قريب ضمن التيار الديني، وكان المستشارون الكبار لهم من الرهبان.. وأن ما حدث من مظاهرات قام بها الرهبان البوذيون ضد الحكومة الشيوعية الحاكمة قبل أكثر من عامين كان بغرض السعي لقلب نظام الحكم والدعوة لذلك، وكان على أجندتهم طلبا للتضييق على المنظمات الإسلامية المعترف بها من الحكومة وعندما مسوا السلطة كان شيء طبيعي أن تحاربهم الحكومة المستبدة.

*كيف ترون الوضع الاقتصادي لبورما التي تعد قبلة البوذيين ويحج إليها الملايين وتعاني الفقر؟
** الوضع الاقتصادي في بورما بشكل عام هو وضع جيد وأفضل من وضع جارتها بنجلاديش، وهي دولة بها موارد طبيعية كثيرة وهناك خيرات وموارد طبيعية لم تستغل حتى الآن مثل الذهب والغاز والنفط والأحجار الكريمة، ولكن الحكومة الشيوعية لم تستغل هذه الخيرات ولم تفتح البلاد للاستثمارات الضخمة وهي فقط رمت نفسها في أحضان الصين الشيوعية التي سرقت خيرات بورما، والحقوق المدنية مسلوبة من كثير من العرقيات والآن هناك 8 عرقيات تحارب حكومة بورما حرباً مسلحة، وعلى سبيل المثال ذلك عرقية الكاشين وهي مسلحة ولديهم جيش مستقل وتقع مناطقهم على حدود مع الصين وهناك آبار نفط وغاز طبيعي تسيطر عليها هذه العرقية وتقوم الحكومة البوذية بمحاربتها للاستيلاء على هذه الثروات، والمنهج الشيوعي عادة يظلم الجميع ويؤمم ثروات البلاد لفئة قليلة هي الفئة الحاكمة.. ولكن إذا كان هناك حرب لعرقية معينة فإن المسلمين الروهانج يقاتلون لأجل دينهم ولأجل أنهم مسلمون ولذلك فالروهانجا والشعب المسلم مضطهدين ومسلوب منهم الكثير من الحقوق إلى جانب الحرب الدينية، وكانت جميع الأحزاب تؤيد الحكومة البورمية وهم من البوذيون ويباركون القمع الواقع على المسلمين للأسف حتى اليوم.

* ما هي حقيقة عدد المسلمين في بورما؟
** حسب آخر إحصائيات قامت بها حكومة بورما البوذية في عام 2007 من خلال التعداد السكاني أكدت فيه أن عدد المسلمين تجاوز 8 مليون مسلم من إجمالي 55 مليون نسمة هو عدد سكان بورما "ميانمار" وكان الروهانجا يتجاوز عددهم 4 ملايين مسلم فقط في ولاية أراكان؛ إلا أن المسلمين الروهانجا مورست ضدهم أكثر من 20 مذبحة منظمة، ووصل عدد الشهداء من النساء والأطفال والشيوخ مئات الآلاف، وقتل عشرات الآلاف منذ يونيو الماضي وحتى اليوم، وهناك عشرات الآلاف الذين هربوا وفروا من بلادهم خوفا من القتل أو الحرق.

* ما حقيقة ما قامت به منظمة التعاون الإسلامي في بورما من السعي لفتح مقر لها وموقف الحكومة البورمية من ذلك؟
** المنظمة تبذل جهودا جبارة ولاسيما في العام الأخير ونسقت مع كثير من الدول الإسلامية وغير الإسلامية وجهات حقوقية في العالم وتواصلت مع حكومة ميانمار لفتح مكتب إغاثي في مدينتي رانجون العاصمة واكياد في ولاية أراكان، ولكن الحكومة وجدت معارضة شديدة من الأحزاب البوذية المتطرفة واعترض البرلمان في أغلبه على موافقة الحكومة للسماح لمنظمة التعاون الإسلامي بفتح المكتب ولا تستطيع الحكومة التراجع بعد أن وقعت اتفاقا رسميا وتقاضت مساعدات مالية تجاوزت 50 مليون دولار، ولكنها افتعلت الأحداث وأوعزت للرهبان وهذه الأحزاب للخروج في مظاهرات لإلغاء الاتفاقية، وكانت اشترطت أن توزع الإغاثة لجميع المتضررين مسلمين وغير مسلمين، وأن تأتي بالمساعدات تسلم إلى حكومة بورما وحكام الولايات على أن يوزعونها بأنفسهم ومعهم مندوب من المنظمة، وكذلك ممارسة التعمية الإعلامية وملاحقة أي وسيلة إعلامية من قبل حكومة أرادت إلغاء الاتفاقية، والآن تزعم أنها تنتهج الديمقراطية منهجا وبالتالي البلاد الغربية تعاطفت مع حكومة ميانمار التي رفعت شعارات الديمقراطية، وتقف الحكومة البوذية وراء مظاهرات شكلية رافضة لوجود منظمة التعاون الإسلامي في ميانمار واستندت إلى هذه المظاهرات المفتعلة لإلغاء الاتفاقية.

* ما تقييمكم لقرار رفع العقوبات عن بورما من حكومة بريطانيا؟ ماذا يعني؟
*** تعودنا من الغرب ألا ينظر إلا إلى مصالحه ولا أدل على ذلك من قضية فلسطين، ومن مصلحة بريطانيا الآن أن ترفع عقوباتها لفتح مجال أمام شركاتها بغض النظر عن المذابح التي ترتكب بحق المسلمين وجميع المنظمات الحقوقية بالعالم، والأمم المتحدة وصفوا ما يحدث ضد الشعب البورمي في أراكان ومختلف الولايات البورمية بأنهم أكثر الشعوب المضطهدة في العالم، وحكومة بورما تم تصنيفها أيضا بأنها من أسوأ الحكومات في العالم، ورغم ذلك رفعت بريطانيا العقوبات في نفس اليوم الذي أصدرت المفوضية العليا لشئون اللاجئين تقريرا في 153 صفحة أدانت فيه ممارسات الحكومة البورمية واتهمها بأنها شريكة في هذه المجازر البشعة التي ترتكب بحق المسلمين في بورما.

* كيف ترى موقف زعيمة المعارضة الحاصلة على جائزة نوبل اون سان سوجي؟
*** هناك معلومة مغروسة في أذهان كثير من الناس وبعض الروهانجيين بأن الجنرال "اون سان" والد سوجي زعيمة المعارضة الحالية هو أفاد السملين، ولكن حينما بدأ العمل لأجل استقلال دولة بورما دعا إلى عقد مؤتمر عام 1947 الميلادي في منطقة اسمها (بونج لانج) دعا جميع العرقيات إلا العرقية الروهانجية المسلمة لأجل توقيع اتفاقية بتقاسم السلطة في البلاد وتسلم لحكومة بريطانيا، وأعلن الجنرال اونغ سان أنه يضمن حقوق جميع العرقيات، ومن ذلك اليوم ابعد هو المسلمين عن السلطة، وهو والد زعيمة المعارضة الحالية "سوجي" التي أبعد والدها المسلمون، وهي الآن زعيمة المعارضة ورئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان البورمي، وتقوم بدور الوساطة بين الحكومة البوذية المستبدة وبين العالم الأوروبي حتى صارت سوجي موالية للحكومة وليست زعيمة للمعارضة كما كانت من قبل.

كما أن موقفها الأخير مما يتعرض له المسلمون مخزي تماما للغاية عندما قال مدير مكتبها إن السيدة سوجي لا تعترف بعرقية الروهانجا وتعتبرهم مهاجرين من بنجلاديش وليسوا بورميين، وهنا أفصحت عن موقفها بكل وضوح، ومنذ اندلاع الأحداث في يونيو 2012 لم تتحدث بشيء سوى تصريحات أزّمت قضية الروهانجا وذكرت أنهم شعب غريب يعيشون في البلاد وترى أنهم ليسوا مواطنين، وهذه السيدة التي نالت جائزة نوبل كان يحتم عليها ألا تُقر هذه المذابح والظلم حتى ولو من باب الإنسانية ولكنها لم تفعل!

ولكن موقفها مما تعرض له الرهبان على العكس من ذلك.. فعندما تنازعت الحكومة مع بعض الرهبان البوذيين حول الحفر في منجم نحاس هاجمتهم الحكومة وألقت عليهم قنابل وقتلت عددا قليلا منهم، وفوجئنا بزعيمة المعارضة تخرج وتفقدت أوضاع الرهبان وضغطت على الحكومة لإجبارها على الاعتذار للرهبان بزعم حقوق الإنسان وذلك عام 2012 ، والحكومة شكلت لجنة تحقيق برئاستها وأدانت الحكومة وأجبرتها على تعويض الرهبان ماديا وادبيا ووقف التنقيب عن النحاس، بينما نجدها تتجاهل الإبادة الجماعية ضد المسلمين وعشرات الآلاف يقتلون ويهجرون ويغتصبون، ولا نعول عليها خير ونعتبرها موالية للحكومة بالكلية.

* ما رؤيتكم لمستقبل القضية البورمية؟
** أنظر إلى القضية بأنها إن شاء الله ستؤول إلى خير وأن ما يتعرض له المسلمون في هذه المنطقة هو خير سيأتي بعده الفرج إن شاء الله، كما أن الحراك الذي حدث حول هذه القضية خير بأذن الله، والمسلمون في آسيا وإفريقيا وأوروبا استشعروا وجود قضية للمسلمين في بورما، وبدأ البعض يسأل عما هو واجبهم تجاه إخوانهم في بورما.

* الخليج والعلاقات التجارية؟
*** ليس عندي معلومات عن حجم التعاملات التجارية بين بورما وبين الدول العربية، وأظن أنها ضعيفة، وأفسر هذا بأن حكومة بورما كانت مقيدة بالعقوبات الدولية لعشرات السنين ولم تكن هناك علاقات إلا متاخرا وبعض الدول العربية تفتح سفارات في بورما والعكس بصورة شرفية، ولو كان هذا سلاح أدعو العرب لاستخدمه.

* ماذا عن المجلس الروهنجي الأوروبي؟
*** المجلس الروهنجي الأوروبي مسجل رسميا في هولندا وله فروع في ألمانيا والدنمارك والنرويج والسعودية وبنجلاديش وتتوسع تدريجيا  ، وهي على صلة كبيرة مع منظمة التعاون الإسلامي لخدمة القضية البورمية ونصرتها على عدد من المسارات.. الأول سياسي بالتخاطب مع الحكومات والاتحادات الأوروبية والإنسانية والمنظمات الدولية من أجل حل القضية سياسيا، والمسار الثاني هو مسار إغاثي بإيصال المواد الإغاثية عن طريق علاقات مع منظمات إغاثية داخل البلاد بالتعاون مع منظمة اوروبية داخل أراكان أثناء الأحداث، كما أن هناك مسارا ثقافيا بنشر ثقافة الانتماء للعرقية الروهانجية وهويتهم وقضيتهم ونحتاج إلى أن يكون كل روهانجي في العالم على وعي للمطالبة بحقوق إخوانه، والمسار الرابع هو المسار الإعلامي وهو سلاح فعال ونحن نعمل منذ سنوت طويلة والآن نعمل في المجلس الروهنجي في المسار الإعلامي لفك الحصار عن ولاية أراكان وبورما بشكل عام، لأن مسلمي بورما يختلفون عنهم بينما نعتبرهم مواطنون ولكن لا يمكن أن نغفل ذلك، ونظهر للعالم حقيقة ما يجري هناك.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث