الأحد 26 شوال 1445 هـ | 05/05/2024 م - 01:16 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


الحقد الأعمى على مسلمي بورما
الإثنين | 01/04/2013 - 06:10 مساءً

الحقد الأعمى على مسلمي بورما: حين يقود الحقوقيون الانتهاكات
اقلية الروهينجيا تواجه عنفا منهجيا بمباركة من زعماء بوذيين ظلوا طوال عقود يناضلون من أجل الديمقراطية
بانكوك - من ديدييه لوراس - ميدل ايست أونلاين

باتت بورما التي تواجه منذ سنتين التحديات الناجمة عن الانفتاح السياسي، تدرك اليوم القدرة المدمرة لاعمال العنف المعادية للمسلمين التي يقف وراءها زعماء متطرفون من بينهم رهبان بوذيون من القوميين المتطرفين.

واسفرت مواجهات بين بوذيين من اقلية الراخين الاتنية ومسلمين من اقلية الروهينجيا المحرومة من الجنسية عن سقوط اكثر من 180 قتيلا ونزوح 125 الف شخص في غرب البلاد خلال العام 2012.

وامتدت موجة الحقد ضد الاقلية المسلمة الى مواقع التواصل الاجتماعي حيث وصفها البعض بانها مجموعة من "المهاجرين غير الشرعيين" و"الحقيرين".

ومنذ عشرة ايام اندلعت اعمال عنف اخرى تستهدف هذه المرة مواطنين بورميين مسلمين قدم بعضهم احيانا منذ اكثر من قرن من الهند او بنغلادش او الصين.

وسقط 43 قتيلا واحرق العديد من المساجد في منطقة شاسعة بوسط البلاد. وفي حين تناقضت الشهادات حول اندلاع اعمال العنف رجح المراقبون ان تكون وراءها عملية منسقة.

وقال جيم ديلا-جياكوما من مجموعة الازمات الدولية ان "الطريقة المنهجية والمنتظمة التي دمرت بها احياء بكاملها توحي بوضوح بان وراءها استعدادات قامت بها عناصر متطرفة".

واضاف ان "هناك عناصر استفزازية نشطة في البلاد لها اهداف متطرفة معادية للمسلمين ومن بينهم رهبان بوذيون نافذون".

وعلت اصوات من المجتمع المدني ورجال الدين تدعو الى الرد على هذا التصعيد في الخطاب الخطير واعمال العنف التي تعرقل المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية.

وقال ثيت سوي وون الذي شارك في تنظيم تظاهرة في رانغون "يجب علينا تفادي الخلافات العرقية والدينية" مؤكدا "لا بد من الحؤول دون امتداد الحريق".

وهذا التصعيد ناجم خصوصا عن اعضاء في القيادة البوذية كانوا طيلة عقود في طليعة النضال من اجل الديمقراطية واصبحوا الان يدعون البوذيين الى الزواج وتعاطي الاعمال فيما بينهم حصرا.

وانتشرت ملصقات صغيرة تحمل الارقام "969" ذات القيمة الرمزية للبوذيين على سيارات الاجرة والمحلات التجارية التي يفترض بها ان ترفض التعاطي مع الزبائن المسلمين.

ويتحدث الجميع عن رئيس دير ماندلاي اشين ويراثو الذي يتهم المسلمين باختراق الاحزاب السياسية في البلاد وبتشكيل خطر على البلاد.

كذلك يقول خطاب بث على الانترنت ان المسلمين "سيأخذون بناتنا باموالهم، سيرغمونهن على اعتناق الاسلام وسيصبح كل هؤلاء الاطفال يشكلون خطرا على البلاد، سيدمرون لغتنا وديننا".

وفي بلد ترى فيه الاغلبية البرماوية ان البوذية جزء لا يتجزء من الهوية الوطنية، يلقى هذا الخطاب تجاوبا.

لكن الرئيس ثين شين اراد الخميس، في اول خطاب الى الامة منذ بداية الاضطرابات، ان ينآى بنفسه عن ذلك الخطاب محذرا "الانتهازيين السياسيين والمتطرفين المتدينين" بانه "لن يتسامح" مع اعمالهم.

واعتبر الصحافي المستقل ماييل رينو ان الخطاب "شجاع" "وواضح جدا سواء في دعوته الى التسامح او عزمه في عدم السماح بتفاقم الوضع".

واضاف ان "هذه اول مرة في بورما يتوجه رئيس بورمي الى الشعب مباشرة ويتحدث عن متطرفين دينيين مستهدفا بوضوح رهبانا بوذيين".

لكن زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي التي اتهمت مرارا خلال الاشهر الاخيرة بمراعاة طموحاتها الانتخابية، تلزم الصمت بهذا الصدد وبعدما اتخذت موقفا متحفظا في 2012 لم تصدر تصريحا كذلك حول اعمال العنف الاخيرة.

وقال جيم ديلا-جياكوما "حان الوقت كي يواجه القادة السياسيون تحدي التاثير على الراي العام بدلا من اتباعه" مؤكدا ان على الزعيمة الحائزة نوبل للسلام ان "تستعد لتقف بشكل نشط لا لبس فيه الى جانب السلام والتسامح".


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث