الأحد 26 شوال 1445 هـ | 05/05/2024 م - 02:48 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


إخواننا من الـقتل إلى الـموت!
الأحد | 10/03/2013 - 05:57 صباحاً

عبد الله منور الجميلي
جريدة المدينة السعودية

سنوات طويلة وإخواننا (الأقلية الروهنجية المسلمة) في ولاية أراكان من بورما «ميانمار» يعانون من الحِـصار والقتل والاضطهاد والتشريد والتعذيب!!
ولكن ازدادت المعاناة خلال الأشهر الماضية حيث تمارس الغالبية البوذية بمباركة من حكومة بورما وبأيديها أعمال التطهير العرقي الوحشية والإبادة الجماعية المنظمة تجاه إخواننا بشتى صورها؛ مما اضطر عشرات الألوف منهم إلى الهروب بدينهم وأرواحهم وأعراضهم واللجوء إلى (بنجلادش) في مخيمات يموت الناس فيها من الجوع؛ وكأن مصير أولئك المساكين أن يهربوا من القتل على أيدي البوذيين إلى الموت جوعاً أو مرضاً!!
إخواننا يعانون، تُـنْـتَـهك أعراضهم، يموتون؛ بينما الـمجتمع الدولي قد تخلى عنهم وتجاهل قضيتهم؛ لأننا نحن المسلمين صامتون إلا من عدة محاولات وبيانات وتصريحات هنا وهناك.
فلا ضغوط سياسية واقتصادية وإعلامية حقيقية وفاعلة على حكومة بورما لوقف انتهاكاتها ومجازرها، فمازال بيان قمة مكة الإسلامية الاستثنائية التي عقدت في أغسطس الماضي وقراراتها دون فاعلية، وصوتاً بلا صدى!!
إخواننا في مخيمات اللجوء من الجوع والأمراض الوبائية يهلكون، ففي بنغلادش أربعة مخيمات حدودية يضم أحدها أكثر من (60000 لاجئ) يفتقدون لأبسط مقومات الحياة؛ بينما الجمعيات والمنظمات الإسلامية غائبة عن المشهد باستثناء بعض المبادرات التي أصبحت وأمست لاتسمن ولا تغني من جوع !!
أشقاؤنا في الدين يعيشون في مأساة حقيقية، بينما صورتهم غائبة عن الكثير من العلماء والوعّـاظ المسلمين المشهورين الذين يتابعهم الملايين، فأولئك الذين يتسابقون بأصواتهم وزياراتهم في بعض القضايا الأخرى؛ لا أثر يذكر لهم في دعم قضية (مسلمي أراكان)؛ ربما لأنّ تبنيها والتعاطي معها لن يزيد الجماهيرية ومتابعي (تويتر)، أو لأن أولئك المساكين لا يملكون آلات إعلامية أو قنوات فضائية!!
وأخيراً يكفي (صَـمْـتَـاً) فلابد أن يكون هناك حِـراك رسمي وشعبي إسلامي لنصرة أشقائنا في أراكان «ميانمار» على كافة الـصّـعُـد والمستويات، ومطالبة المجتمع الدولي بوقف ممارسات الظلم والاضطهاد والتمييز العُنصري في حقهم، والبحث عن حقوقهم وأهمها المواطنة والعيش الكريم في مناطقهم، واستعادة أراضيهم وممتلكاتهم التي تمت مصادرتها، والعمل على إجراء تحقيق دولي مستقل حول ما تعرضوا له من مجازر وتقديم المسؤولين عنها للعدالة، والمسارعة الآن بإغاثتهم في مخيماتهم، وتنظيم حملات إنسانية لمساعدتهم!

[email protected]


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث