الخميس 8 ذو القعدة 1445 هـ | 16/05/2024 م - 07:18 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


قضية بورما وقمة منظمة التعاون الإسلامي
الجمعة | 08/02/2013 - 09:22 صباحاً

قضية بورما وقمة منظمة التعاون الإسلامي
بقلم: د. ثري إبراهيم جابر - 
باحث سياسي

كشفت دراسة حديثة لعائشة الشيخ الطالبة في جامعة البحرين أن قضية بورما لم تحظ بالاهتمام المناسب من الإعلام، وخاصة الخليجي، فقد أظهر استبيان الدراسة أن 70% من الخليجيين المشاركين فيه، لم يعرفوا بوجود دولة اسمها بورما أو ميانمار قبل أن تنطلق الأحداث المعادية للمسلمين فيها، في 2012م. وأشار 74% من المشاركين في الاستبيان إلى أن وسائل الإعلام في الخليج لم تغطِ القضية البورمية بـشكل جيد، مرجعين السبب إلى أن الشعور بالانتماء العربي يغلب على الشعور بالانتماء الديني عند الغالبية بدليل التعاطف والتأييد الواضح مع القضية السورية، فيما أعاد آخرون السبب إلى اعتماد غالب وسائل الإعلام الخليجية في أخبارها الدولية على وكالات الأنباء وليس مراسلين خاصين، وكون التغطية في وكالات الأنباء قليلة نسبياً مقارنة مع تغطية القضايا الدولية الأخرى، قلّت تبعاً لها تغطية وسائل الإعلام الخليجية. وأوصى الاستبيان بناءً على نتائجه التي خرّجها، بتركيز وسائل الإعلام الخليجية، والإلكترونية منها خصوصاً، على تكثيف المتابعة لقضية مسلمي بورما.
ولمن لا يعرف بورما، أو ميانمار، فهي إحدى دول جنوب شرق آسيا، وتضم خليطا من الأعراق يصل إلى 140 عرقا، ويشكل المسلمون 15% من السكان متمثلين في عرقية الروهينغيا. ويعيش معظمهم في إقليم أراكان ويعدون من أفقر مواطني البلاد، كما يعدون أكثر العرقيات اضطهاداً في العالم. وشهد العام الماضي ارتكاب مجازر مروعة بحق هذه العرقية على يد قوات الحكم العسكري والأكثرية التي تعتنق الديانة البوذية. ورغم غياب الإحصاءات عن عدد الضحايا، وندرة الصور عما عانته أقلية الروهينغيا المسلمة، بسبب القيود الحكومية الشديدة، إلا أن تقارير دولية أثبتت ارتكاب انتهاكات خطيرة بحقهم، من قتل جماعي واغتصاب وحرق قرى بأكملها.
فإذا كان هذا حال وسائل الإعلام العربية، فليست منظمة التعاون الإسلامي بأفضل حال منه، وهي المنظمة التي تجمع كافة الدول الإسلامية، ففي وقت سابق من شهر يناير الماضي قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي عن حقوق الأقليات المسلمة في ميانمار وما تواجهه من حملات تطهير عرقي، ''اجتمعت اللجنة التنفيذية في مقر المنظمة، لبحث تداعيات الأوضاع المتردية التي يعيشها مسلمو ميانمار، إضافة إلى اجتماع يُعنى بالشق الإنساني من الأزمة بكوالالمبور، يهدف لدراسة الوضع الميداني بميانمار، وإمكانية تقديم المساعدات للاجئين والمتضررين، والبحث عن وسائل لإيصال المساعدات التي يتم جمعها لصالح المتضررين هناك".
لاحظ هنا الهدف من الاجتماع هو البحث عن وسائل لإيصال المساعدات. ثم جاء البيان الختامي لمؤتمر القمة 12 للمنظمة في القاهرة المنعقدة تحت عنوان (العالم الإسلامي.. تحديات جديدة وفرص متنامية) متضمناً "مطالبة السلطات في ميانمار بالسماح بإيصال المساعدات للجماعات المتضررة هناك. إلى جانب إدانة الأعمال الوحشية المتواصلة في حق مجتمع الروهينجيا المسلمين في ميانمار، والتي تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والعهود الدولية لحقوق الإنسان. مطالباً الأمانة العامة للمنظمة التنسيق مع سلطات ميانمار بخصوص زيارة وزراء الخارجية الأعضاء في فريق الاتصال المعني بالروهينجيا إلى ميانمار لتقييم احتياجات".
ظهر الهدف من الاجتماع سابق الإشارة إليه في مطالبة السلطات في ميانمار بالسماح للمنظمة بإيصال المساعدات للجماعات المتضررة هناك. فقد انعكست أخلاق الإسلام على المنظمة بشكل واضح، والذي يدعونا إلى الاستئذان قبل الدخول، فها هي المنظمة تطلب السماح من السلطات التي تقتل المسلمين بوحشية وبدم بارد، والتنسيق معها حول تقييم احتياجات الروهينجيا، فعن أي سماح وأي تنسيق تتحدثون هنا، ألم تسألوا أنفسكم ماذا ستفعلون إذا لم تسمح لكم السلطات في ميانمار، ولم توافق على التنسيق بخصوص زيارة وزراء الخارجية، أم ان هذا البيان فقط موجه إلى الإعلام الذي سيتعامل معه بشكل لحظي ومن ثم ينساه ويغفل عنه كعادته مع تلك القضية!!!

المصدر : صحيفة دنيا الرأي


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث