الجمعة 24 شوال 1445 هـ | 03/05/2024 م - 11:27 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


أوباما.. وربيع بورما!
الإثنين | 03/12/2012 - 10:42 صباحاً

 

الاحد 11 محرم 1434الموافق 25 نوفمبر 2012

مستخدمًا اسم "ميانمار" الذي يفضِّله المجلس العسكري السابق والحكومة في حواره مع الرئيس ثين سين, بدلًا من اسم "بورما" الذي استخدمه في لقائه مع زعيمة المعارضة وحاملة نوبل السلام أونغ سان سو تشي وهو الاسم الذي يفضِّله الناشطون من أجل الديمقراطية في البلاد.. استطاع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن يُرْضِي جميع الأطراف.
وعلى هذا النهج كانت تصريحاته بشأن الإصلاح في البلاد؛ حيث صرَّح في المؤتمر الصحفي الذي يجمعه برئيس البلاد قائلاً: "نعتقد أنَّ عملية الإصلاح الديمقراطي والاقتصادي هنا في ميانمار التي أطلقها الرئيس يمكن أن تؤدِّي إلى خلق فرص تطوير هائلة", بينما قال البيت الأبيض: "إنَّ أوباما يضغط على ثين سين كي يبذل مزيدًا من الجهد بشأن العنف العرقي وانتهاكات حقوق الإنسان".
في هذا السياق, تطرّقت صحيفة "الإندبندنت البريطانية"  إلى زيارة أوباما لبورما, حيث قالت: "برغم من أنَّ التقدم الذي أحرزته بورما في الآونة الأخيرة في مجال التحول الديمقراطي يستحق التصفيق والإشادة ولاسيما بعد انتقال زعيمة المعارضة أونج سان سو تشِي من الإقامة الجبرية إلى قيادة المعارضة في البرلمان, إلا أنَّ بورما لا تزال تخطو خطواتها الأولَى ولم تصل بعد إلى الديمقراطية الناجزة، وهو ما يُحتمّ على الغرب استمرار الضغط لمواصلة الإصلاحات، لاسيما في ظلّ التحديات والاخْتِلال المستمر التي تستدعي حلولاً عاجلة".
وأضافت الصحيفة البريطانية: "صحيح أنَّ المجلس العسكري لم يعد في السلطة، لكنه ما زال يتحكم في كثير من مفاصل الحياة السياسية في بورما، كما أنَّ الإصلاحات الأخيرة لم تتطرق إلى المعتقلات المملوءة بالمعارضين، فضلاً عن المواجهات العرقية في ولاية راخين الغربية التي تواجه فيها أقلية الروهينجيا المسلمة حملة من العنف والتمييز بتواطؤ مع القوات الأمنية".
كما أشارت الإندبندنت إلى أنَّ المصالح التجارية الأمريكية في ميانمار قوية وكبيرة للغاية, لذا فربما يعوق هذا تسليط أوباما الضوء بشكلٍ قويٍّ على قضية مسلمي الروهينجا التي تثير جدلاً محليًا للمضي قدمًا في الأجندات الأخرى, مؤكدًا أنَّ العار سيلاحقنا جميعًا إذا فشل العالم في منع الكارثة الإنسانية المتوقع حدوثها في المستقبل القريب.
من جانبها, اعترضت بعض جماعات حقوق الإنسان على زيارة أوباما لبورما قائلة: "إنَّ أوباما يكافئ الحكومة شبه المدنية في البلاد قبل اكتمال الإصلاحات الديمقراطية, وهذا ما نفاه الرئيس الأمريكي باراك أوباما حيث قال: "إنَّ الزيارة ليست إقرار للحكومة هناك ولكنها اعتراف بالتقدُّم الذي تحقق في طي صفحة الحكم العسكري والتشجيع على المضي قدمًا في ذلك".
أما مجلة
"كريستيان ساينس مونيتور"  فقد قالت: "لقد أخطأ الذين قابلوا زيارة أوباما لبورما بالتشكيك ووصفها بالسذاجة ومكافأة لديكتاتور, حيث إنَّ البلاد شهدت تحولاً ديمقراطيًا هائلاً في عهد ثين سين, لكن البورميين قلقون من حقيقة هذه الإصلاحات وهل هي واقعية ولا رجعة فيها".
بيد أنَّ المجلة الأمريكية استدركت قائلةً لكن هذا لن يمنع أوباما أن يضغط أكثر في اتجاه هذه الإصلاحات, والتشديد على الحاجة لإعلام حرّ ومفتوح سواء في الصحف والإذاعة وشتى وسائل الإعلام".
وعن أعمال العنف الدائرة في غرب البلاد, قال باراك أوباما في خطابه: "لقد واجه شعب هذا البلد بما فيها اتنية الراخين، لفترةٍ طويلةٍ فقرًا مدقعًا واضطهادًا" داعيًا إلى إنهاء العنف الديني في غرب بورما، معتبرًا أنَّه «ليس هناك عذر» للعنف ضد المدنيين, مضيفًا أنَّ "الروهينجيا يتمتعون بالكرامة نفسها مثلكم ومثلي, وأنَّ المصالحة الوطنية ستأخذ وقتًا لكن حان الوقت لوقف الاستفزازات والعنف من أجل إنسانيتنا المشتركة ومستقبل هذا البلد".
برغم أنَّ العديد من المنظمات الحقوقية تندِّد بالانتهاكات التي يتجرعها إقليم "روهينجيا" ذات الأغلبية المسلمة في بورما في التقارير السنويّة الصادرة عنها, وبرغم كل هذا المعاناة والاضطهاد, فهل يكون لزيارة أوباما إلى بورما مفعول السحر, وتكون طاقة أمل للحريات والأقليات أم أنَّ تعهدات حكومة بورما ووعودها بإجراء إصلاحات شاملة في البلاد ستطيش وتذهب أدراج الرياح.

الأيام وحدها كفيلة بالإجابة على هذا التساؤل.

 

الإسلام اليوم/ خاص


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث