الإثنين 20 شوال 1445 هـ | 29/04/2024 م - 10:43 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


مسلمو الروهينجا .. ضائعون بين بورما وبنجلاديش
الخميس | 22/11/2012 - 11:18 صباحاً

04/11/2012 - 1:47pm

مأساة المسلمين الروهينجا في بورما (ميانمار) ليست وليدةَ اليوم أو الأشهر الأخيرة عندما طفت مشكلتُهم على السطح جراء تجدد أعمال العنف ضدهم من قبل حشود البوذيين بتحريض من الرهبان وعلى أعين السلطات والحكومة، وإنما ترجع تلك المأساة إلى سنوات بعيدة وتحديدًا إلى العام 1982م عندما صدر قانون ينص على أن أي أقلية في البلاد لا تستحق الجنسية الميانمارية إلا إذا ثبت أنها كانت موجودة في البلاد قبل عام 1823م، أي قبل الحرب الأنجلو-بورمية الأولى.

 

وبموجب هذا القانون يُحرم حاليًّا 800 ألف مسلمٍ سنِّي المذهب من الجنسية الميانمارية رغم أن زعماء الروهينجا يؤكدون أنهم عاشُوا في هذه البلاد قبل ذلك التاريخ بكثير (1823م). وتتعامل السلطات البوذية في ميانمار مع الروهينجيين على أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنجلاديش المجاورة بذريعة أن اللكنة التي يتحدث بها الروهينجا تشبه لكنة أهالي مدينة شيتاجونج الواقعة في جنوبي شرقي بنجلاديش قرب الحدود مع ميانمار.

ومع تعرضهم لموجات عنف وحشية من قبل البوذيين المتطرفين في ظل تواطؤ من السلطات الرسمية، يلجأ المسلمون الروهينجا للفرار عبر الحدود البحرية إلى بنجلاديش المجاورة رغم المخاطر التي يواجهونها في الطريق، لكنهم يرون ذلك أهونَ من بطش البوذيين بهم، الذين لا يتورعون عن إحراق قرى المسلمين بما فيها من نساءٍ وذرية دون أدنى رحمةٍ في مشاهد تتقطع لها الأفئدة وتنفري لها الأكباد!! وذلك كله بتحريض من الرهبان البوذيين الذين يرون أن الروهينجا يشكلون خطرًا على البوذية التي يدين بها أغلبية الميانماريين.

 

ولعلَّ في المعتقدات الباطلة ذات الطابع الوثني التي عليها أتباع البوذية، تلك الديانة المخترعة من قبل البشر البعيدة عن وحي السماء؛ ما يكشف عن سر هذه القسوة والتجرد من الرحمة والشفقة، بل ومن معاني الإنسانية، في جرائمهم بحق المسلمين الروهينجا.

وتشير بعض التقارير الحقوقية إلى أن عدد اللاجئين المسلمين الروهينجا في بنجلاديش تجاوز 700 ألف لاجئ، المسجل منهم لدى وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة 30 ألف لاجئ فقط؛ ولذلك لا يتمتع بقية اللاجئين غير المسجلين حاليًّا بالحماية من جانب المفوضية؛ لأنهم وصلوا بعد توقف حكومة بنجلاديش عن منح مرتبة اللاجئ للروهنجيين المسلمين المهاجرين من ميانمار. وتتعلل السلطات في بنجلاديش بأنها غير قادرة على تحمل أعبائهم المالية، وتقوم بإعادة قوارب محملة بالنساء والأطفال من الروهينجا إلى ميانمار مجددًا حيث يواجهون الموت هناك.

 

وتتعامل السلطات في بنجلاديش مع المسلمين الروهينجا بشكل قاسٍ، حيث تشن حملات من الاعتقال التعسفي والطرد غير القانوني والاعتقال القسري ضدهم، في محاولة واضحة لردع تدفق المزيد من اللاجئين الفارين من القمع. وقد أدى الاعتقال التعسفي والطرد القسري من قبل السلطات البنجالية إلى تقييد محاولات الخروج من المخيم غير الرسمي؛ ما دفع اللاجئين إلى تسميته بالسجن المفتوح؛ لأن اللاجئين يخشون مغادرة المخيم، بحسب تقارير حقوقية.

وما بين بطش المتطرفين البوذيين وتعنت السلطات في بنجلاديش تبقى تلك الجماعة من المسلمين السُّنَّة ضائعة لا ناصر لهم ولا معين في ظل صمت دولي مريب، رغم أن الأمم المتحدة تصف المسلمين الروهينجا بأنهم من أكثر الأقليات تعرضًا للاضطهاد في العالم.

 

ويتساءل المرء في أسى بالغ: أين المسلمون من هذا الذي ينال إخوانهم، ولديهم من وسائل الضغط والأسباب المادية ما يمكنهم من تخفيف آلامهم ورفع المعاناة عنهم؟!!

المصدر: موقع مركز التأصيل للدراسات والبحوث.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث