الإثنين 20 شوال 1445 هـ | 29/04/2024 م - 04:09 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


مأساة أراكان المسلمة أن ما فيها حلوات
الأحد | 21/10/2012 - 08:04 مساءً

* إعلامي كويتي

12/07/2012

بقايا خيال
في الوقت الذي كان جيش هتلر ينفذ مذبحة تاريخية وإبادة جماعية في حق ستة ملايين من اليهود من سكان الدول التي احتلتها القوات النازية خلال أربعينات القرن الماضي, وتحديدا في العام 1942, كان البوذيون وفي السنة نفسها يمارسون القتل الجماعي في حق المسلمين في ولاية أراكان التي كانت دولة مسلمة قائمة بذاتها منذ عام 1430 ميلادية, واستمرت فيها لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن إلى أن هجم عليها البوذيون من بورما (مينمار) عام 1784 ميلادية, ليبدأوا سلسلة من المذابح والإبادات الجماعية في حق قرى المسلمين.
وإذا كان اليهود قد استطاعوا أن يستغلوا هذه المحرقة البشعة لصالح قضاياهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية خلال السنوات السبعين الماضية من خلال إقناع الدول الكبرى بتأسيس دولة إسرائيل والسيطرة على الإعلام العالمي للدفاع عن قضاياهم, فقد فشل المسلمون بجميع فئاتهم ومذاهبهم وطوائفهم فشلا ذريعا ليس في حماية مسلمي فلسطين وبورما وغيرهما من التعرض لمذابح جديدة على مرأى ومسمع من العالم أجمع, ولكن لينجحوا على الاقل في الدفاع عنهم إعلاميا فقط.
أنا لا أهتم بمذاهب هؤلاء المسلمين البورميين الذين يطلق عليهم "الروهنج", فهم أولا وأخيرا بشر لهم ما لغيرهم من حق في العيش بأمان حتى لو كانوا يهودا أو بوذيين, فالأديان في نهاية المطاف فكر ورأي ولا دخل لنا في هذا, ولكن أن يسكت المسلمون كلهم عما يجري لهم من مذابح على أيدي البوذيين البورميين, فهذا ما يثير الدهشة والاستغراب, بل ويثير الاشمئزاز من نفاق المسلمين وأسلوبهم الغريب في الكيل بمكيالين.
فكم كويتيا أو خليجيا أو عربيا يعرف أي شيء, أو أي معلومة بسيطة عن أراكان الدولة المسلمة منذ القرن السابع الميلادي التي احتلتها دولة بورما البوذية سنة 1784?. وكم واحدا من هؤلاء يعرف أن منذ احتلال أركان وسكانها المسلمين العزل يتعرضون لأشد أنواع التعذيب والتنكيل من السكان البوذيين? وكم من هؤلاء يعرف أن في عام 1942 وقعت مذبحة كبرى ضد مسلمي أراكان استشهد فيها أكثر من مئة ألف مسلم, وتم تهجير نحو 1.5 مليون مسلم إلى بنغلاديش  بين عامي 1962 و 1991 بسبب الدين?
وهل يعرف مسلمو الغرب الآسيوي ان في انتخابات منيمار حصلت أراكان على 46 مقعداً في البرلمان, أعطي منها 43 مقعداً للبوذيين وثلاثة فقط للمسلمين? وإنه حتى بعد الانتخابات, لم تعترف السلطات الحكومية في بورما - التي يحكمها الجيش - بعرقية سكان أراكان رغم المطالبات الدولية المستمرة?. وهل يعرفون ان في بداية شهر يونيو الماضي, أعلنت الحكومة البورمية أنها ستمنح بطاقة المواطنة للعرقية الروهنجية المسلمة في أراكان, فغضب السكان البوذيون لأنهم يدركون ان هذا القرار سيؤثر في حجم انتشار الإسلام في المنطقة, فخططوا لإحداث الفوضى في مناطق المسلمين?
وهل يعرف المسلمون انه قبل نحو شهر هاجم أكثر من 450 بوذيا حافلة تقل عشرة علماء مسلمين كانوا عائدين من أداء العمرة, وربطوا هؤلاء العلماء من أيديهم وأرجلهم وإنهالوا عليهم ضربا بالعصي حتى استشهدوا جميعا? وهل يعلم المسلمون الذين يتسابقون في الدعوة إلى الدين الإسلامي في أفريقيا, أن العبرة تكمن في الحفاظ على أرض وعرض ومال المسلمين أولا وليس في زيادة عدد المسلمين?
لماذ يعرف المسلمون المتطرفون المتشددون كل شيء عن مسلمي الشيشان وعن مسلمي الجمهوريات السوفياتية الجنوبية وعن مسلمي البوسنة والهرسك وكل الدول التي تحتضن الجميلات من المسلمات, ويستذبحون في الدفاع عن قضاياهم حتى لو كانت قضايا تافهة أو هامشية, ولا يعرفون شيئا عن الدول الإسلامية التي تفتقر إلى الجمال الأنثوي حتى لو كانوا يتعرضون لمذابح عرقية أو دينية ومذهبية?

المصدر : موقع السياسة


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث