الثلاثاء 9 رمضان 1445 هـ | 19/03/2024 م - 07:50 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


هيومن ووتش : الجيش البورمي يحرق منازل قرب حدود بنغلاديش
الخميس | 21/09/2017 - 09:51 صباحاً
هيومن ووتش : الجيش البورمي يحرق منازل قرب حدود بنغلاديش

وكالة أنباء الروهنجيا ـ هيومن رايتس ووتش

قالت "هيومن رايتس ووتش": إن الجيش البورمي يحرق عمدا قرى الروهينغا قرب حدود بنغلاديش. يبدو أن أعمال الحرق المتعمد هذه، بعد إرغام السكان على مغادرة قراهم، محورية في حملة التطهير العرقي التي يقوم بها الجيش البورمي ضد السكان الروهينغا المسلمين بولاية راخين في بورما.

أصدرت هيومن رايتس ووتش صور أقمار صناعية جديدة وبيانات استشعار تبين أن 62 قرية في ولاية راخين الشمالية تعرضت لهجمات متعمدة بين 25 أغسطس/آب و14 سبتمبر/أيلول 2017. حددت هيومن رايتس ووتش من صور القمر الصناعي عالية الدقة، أن 35 من هذه القرى تعرضت لتدمير واسع النطاق، مع تعرض 26 قرية إضافية لحرائق كانت نشطة أثناء تفحصها بأجهزة استشعار الأقمار الصناعية البيئية.

قال فيل روبرتسون، نائب مدير قسم آسيا في هيومن رايتس ووتش: "يدعم بحثنا الميداني ما أشارت إليه صور الأقمار الصناعية بأن الجيش البورمى مسؤول بشكل مباشر عن الحرق الجماعي لقرى الروهينغا في ولاية راخين الشمالية. على الأمم المتحدة ودولها الأعضاء أن يفرضوا على وجه السرعة إجراءات على الحكومة البورمية لوقف هذه الفظائع وإنهاء ترحيل الروهينغا القسري من بورما".

أجرت هيومن رايتس ووتش تقييما مفصلا لأضرار المباني في 6 من أصل 35 قرية متضررة ووثقت دمارا كاملا تقريبا في كل حالة. وبلغ عدد المباني المدمرة 948 مبنى.

صباح 13 سبتمبر/أيلول، رصدت هيومن رايتس ووتش من بنغلاديش أعمدة كبيرة من الدخان الأسود الكثيف تتصاعد من قرية تونغ بيو ليت يار الروهينغية الحدودية في بلدة مونغداو. يُظهر فيديو، مؤكدا أنه التُقط من تلة تطل على القرية، عدة مبان تحترق في القرية غير المأهولة وشاحنتين كبيرتين بلون داكن على بعد مئات الأمتار. وصف سكان القرية، العالقون على الحدود، المركبات بأنها "شاحنات عسكرية" دخلت القرية من قبل. قال 3 قرويون شاهدوا الحرائق من التل إن الدخان انبعث من الحرائق في مباني القرية.

قالت فاطمة (50 عاما) التي فرت من تونغ بيو ليت يار، لـ هيومن رايتس ووتش، إنها بعد أن رأت الدخان يتصاعد من القرية، صعدت التلة لمعرفة إذا كان منزلها يحترق. عندما وصلت إلى الأعلى، رأت منزلها يلفه عمود من الدخان. كما احترقت منازل مجاورة أخرى. قالت إنها فرّت في 31 أغسطس/آب عندما وصلت شاحنات تحمل جنودا بورميين إلى القرية. قفز جنود من الشاحنات يحملون بنادق، وكانوا يخيفونها، لذلك ركضت مئات الأمتار في "المنطقة المحرمة" على حدود بنغلاديش. قالت فاطمة: "عندما رأينا الجيش هربنا فورا من القرية، ركض المئات. أخذنا أطفالنا فقط".

صعد محمد صاهد (50 عاما) نفس التلة، وقال إنه رأى شاحنتين وسيارة تحترق أمام منزله الذي كانت النار تأكله أيضا. قال إنه رأى 4 جنود على الأقل في القرية. قال ابنه محمد شوفي (24 عاما) إنه في وقت سابق من صباح ذلك اليوم، عاد وقرويان آخران إلى بورما، وكانوا متجهين إلى منازلهم للحصول على الخشب لأغراض الطهي في مخيمهم المؤقت على الحدود. لكن عندما كانوا لا يزالون على بعد مئات الأمتار من القرية، رصدهم 6 جنود بورميين وألقوا عليهم الحجارة باستخدام المقلاع. عاد القرويون الثلاثة عبر الحدود واختبأوا.

في وقت سابق هذا الأسبوع، رصدت هيومن رايتس ووتش مباشرة دورية عسكرية بورمية تعمل على بعد 600 متر من تونغ بيو ليت يار. قال لاجئون روهينغيون أيضا إنهم شاهدوا دوريات لا تقل عن 40 جنديا بورميا يعملون على بعد أمتار من السياج الحدودي ومئات الأمتار من القرية كل يوم تقريبا. قال عدد من الناس على الحدود إن مركز شرطة حرس الحدود البورمي يقع على بعد 200 متر من تونغ بيو ليت يار، وإنه منذ 31 أغسطس/آب، كان الجيش البورمي يحتل المنازل بشكل روتيني في القرية ويستخدم مركز حراسة الحدود.

يشير كشف الأقمار الصناعية لحرائق نشطة متعددة في 11 و13 سبتمبر/أيلول إلى أن القرى في مناطق جديدة من بلدة مونغدو تُستهدف الآن بالتدمير. بسبب غطاء السحاب الكثيف، من المؤكد تقريبا أن العدد الفعلي للقرى المتضررة من الحرائق في بلدات ماونغداو، بوثيداونغ، وراثيداونغ أعلى بكثير. أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين، إلى أن أعمال الجيش البورمي ترقى إلى التطهير العرقي. يبدو أن بيانات الحكومة البورمية تؤيد هذه الاستنتاجات. قال زاو هتاي المتحدث باسم الحكومة البورمية لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن 471 قرية استهدفت بـ "عمليات التطهير" التي يقوم بها الجيش، 176 منها فارغة و34 أخرى على الأقل مهجورة جزئيا.

تبعت عمليات الجيش البورمي في ولاية راخين الشمالية سلسلة من الهجمات المسلحة المنسقة من قبل " جيش خلاص روهينغا أراكان" في 25 أغسطس/آب ضد أكثر من 30 مركز شرطة حكومي بورمي ونقاط تفتيش ومكاتب حكومية وقاعدة للجيش. تدّعي الحكومة البورمية أن المسلحين وقروي الروهينغا مسؤولون عن حرق المباني في القرى في ولاية راخين، ولكنهم لم يقدموا حتى الآن أدلة على هذا الادعاء.

رغم أن "التطهير العرقي" [أو "التطهير الإثني"] لم يعرّف رسميا بموجب القانون الدولي، إلا أن لجنة من خبراء الأمم المتحدة وصفت التطهير العرقي بأنه "سياسة مقصودة تضعها جماعة إثنية أو دينية لتنقل بواسطة العنف أو بوسائل لبث الرعب، سكانا مدنيين تابعين لجماعات إثنية أو دينية أخرى من بعض المناطق الجغرافية... وهذا الغرض فيما يبدو احتلال أراض أو إقصاء الجماعة أو الجماعات التي يراد التخلص منها بالتطهير".

قال فيل روبرتسون: "مشاهد المركبات والجنود العسكرية البورمية في قرية للروهينغا تأكلها النار، يضع النقاط على الحروف في صور القمر الصناعي المثقلة بالدمار. على الحكومات المعنية توجيه رسالة إلى الجنرال مين أونغ هلاينغ، قائد بورما، وغيره من كبار القادة الذين يمكن أن يتورطوا في جرائم خطيرة، ما لم يتصرفوا بسرعة لوقف الفظائع ومحاسبة المسؤولين عنها".

 

 


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث