النخب في الجزائر تجهل خلفيات وراهن مأساة مسلمي بورما، ما دفع بتلفزيون "الوطن الجزائري" إلى تحريك القضية طيلة أسبوع كامل.

وكالة أنباء الروهنجيا -إرم الجزائرية:

ختمت قناة الوطن الجزائرية فعاليات أسبوع حقوق الإنسان والحريات الأساسية تضامنا مع مسلمي أركان بورما الذين يتعرضون لجرائم إبادة وانتهاكات ضد الإنسانية.

واعترف مدير الأخبار، نصر الدين قاسم ،في تصريح لشبكة إرم الإخبارية، بأن تنظيم أسبوع التضامن مع مسلمي بورما قد واجهته عراقيل لم تكن في الحسبان أبرزها عجز النخب الأكاديمية والسياسية عن فهم ما يجري في هذه البقعة من الأرض.

جهل النخب
وأوضح قاسم وهو أيضا كاتب صحفي متخصص في الشؤون السياسية، أن “الحقيقة الصادمة هي التعتيم الإعلامي على ما يجري من انتهاكات تحدث يوميا أمام مرأى ومسمع العالم أجمع”، مضيفا أن ” هذا الواقع ينسحب على الجزائر بنخبها السياسية والأكاديمية والإعلامية”.

ويدافع قاسم عن “دور الإعلام في تنوير الرأي العام بالحقائق وعدم الاكتفاء بدور المتفرج على جرائم الإبادة وانتهاك الحقوق والحريات”.

ويكشف المتحدث أن الجهة المنظمة راسلت سفير ماليزيا في الجزائر لكنه رفض التعاطي مع الدعوة للحديث عن دور بلاده في “قبر” ملف مأساة الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم حسب تقارير حقوقية رصدت شهادات حية لمسلمي الروهينغا الذين تعرضوا لأبشع صور القتل والتنكيل والتهجير.

ويبرز نصر الدين قاسم أن تنظيم هذه الفعاليات يأتي تكريسا لمفهوم الإعلام النضالي الذي ينير الرأي العام ويدافع عن قضايا الأمة وينصر المضطهدين في العالم، حتى يجد هؤلاء من يحمل قضاياهم حين يتخلى عنهم العالم المتواطئ.

في سياق ذي صلة، كشف الإعلامي ذاته أن أشهر الدعاة والمشايخ المعروفين في العالم العربي والإسلامي رفضوا التعاطي مع الدعوات الموجهة إليهم قصد المشاركة في فعاليات أسبوع الحريات والتضامن مع مسلمي بورما.

غياب إرادة الأقوياء
بدوره، صرّح خبير القانون الدولي الجزائري فوزي أوصديق للقناة المنظمة لأسبوع التضامن مع الروهينغا أن “قضية مأساة مسلمي بورما ليست وليدة اليوم وإنما هي تمتد إلى سنوات الأربعينيات حين انطلقت كمسألة هوية ثم صارت عنوانا للإبادة وانتهاك كل قيم الحرية والإنسانية”.

وشجب أوصديق المقيم في قطر منذ سنوات، “تواطؤ المجتمع الدولي الذي يغذيه غياب الإرادة السياسية وعدم وجود مصالح لدى الدول الكبرى في هذه المنطقة ولو كان ذلك لما استمرت مأساة المسلمين في هذه الرقعة الجغرافية طيلة هذه السنوات”.