وكالة أنباء الروهنجيا - (تقرير: عطا نور - تصوير: مختار محمد - بانكوك): زارت وكالة أنباء الروهنجيا (RNA) يرافقها قناة (آر فيجين) الروهنجية مركز اعتقال اللاجئين الروهنجيين في بلدة "كاشينا بوري" بجنوب غرب تايلاند، بالقرب من الحدود الجنوبية الغربية لبورما، وذلك يوم الاثنين الماضي (4 نوفمبر).
خريطة توضح موقع مركز الاعتقال في جنوب غرب تايلاند
التنسيق والانطلاق:
وقبل الانطلاق إلى البلدة التي تبعد عن العاصمة التايلاندية "بانكوك" حوالي 180 كم، تم التنسيق للزيارة من قبل عضو البرلمان التايلاندي المسلم السيد "سامات مالولام"؛ حيث تحدث إلى المسؤولين في إدارة الجوازات بتسهيل أمور الزيارة، وتمكيننا من لقاء المعتقلين الروهنجيين.
الوصول إلى البلدة:
وفي فجر يوم الاثنين 4 نوفمبر انطلقنا مستعينين بالله - تعالى-، برفقة السيد أنور – رجل أعمال روهنجي في بانكوك –؛ حيث وصلنا بلدة "كاشينا بوري" في حوالي الساعة 9:30 صباحاً، وفور الوصول اتجهنا إلى مركز جوازات البلدة (الترحيل)؛ حيث كان في استقبالنا نائب رئيس المركز العقيد "ناشيتا"، والملازم أول "كولامينا"، وعضو في المسار الإعلامي لمركز الجوازات.
أثناء استقبال أعضاء المركز لوسائل الإعلام الروهنجية
ومبنى المركز يتكون من دورين؛ الدور الأول مكاتب إدارية، يتوسطها مدخل من المنتصف مع سلم للصعود إلى الدور الثاني، وأما الدور الثاني فعبارة عن عنبرين، مساحة كل عنبر تقريباً 10 أمتار في 10 أمتار، مع توفر دورات للمياه داخل كل عنبر.
مبنى مركز الاعتقال، وتتضح العنابر في الطابق العلوي
اجتماع مع نائب مدير مركز الاعتقال:
بعد الاستقبال والترحيب، تم عقد جلسة في قاعة الاجتماعات الكبرى بالمركز؛ حيث حصل التعارف بين الطريفين، ومن ثم بدء الحوار؛ حيث وجهنا لنائب رئيس المركز عدداً من الاستفسارات حول وضع المعتقلين في هذا المركز.
الاجتماع بنائب مدير المركز، وحوار مفصل عن المعتقلين
حوار وسائل الإعلام الروهنجية مع إدارة المركز:
* كم عدد المعتقلين في هذا المركز؟
- كان في البدء 150 شخصاً، ونظراً لضيق المكان تم ترحيل عدد من المعتقلين إلى مراكز أخرى تتبع إدارة الجوازات، وحالياً يوجد 110 أشخاص فقط.
* منذ متى وهم معتقلون هنا؟
- منذ عشرة أشهر
* كيف وصلوا إلى هذا المكان؟
- وصلوا بالقوارب إلى الشاطئ القريب من البلدة، وبعد اعتقالهم من قبل الشرطة البحرية التايلاندية تم تحويلهم إلى مركز الجوازات؛ لأنهم لا يحملون أي وثائق ثبوتية.
* هل يسمح لهم بالخروج من المركز للصلاة أو لأي أمر آخر؟
- لا نسمح لهم بالخروج من المعتقل أبداً، وهم يؤدون خمس صلوات في داخل المعتقل.
* كيف يقضون أوقاتهم في المركز؟
- يمضون ساعات طويلة في الصلاة والدعاء إلى الله - تعالى-، وبخاصة في الليل، وأيضاً يمارسون الرياضة لمدة أربع ساعات يومياً؛ لأنهم لا يمارسون العمل ولا يمشون ولا يتحركون؛ لذا نسمح لهم بممارسة الرياضة.
* كم أعمار المعتقلين؟
- أعمارهم ما بين 19 وحتى 49 عاماً
* هل المعتقلون يسببون لكم أي مشاكل؟
- لا، لا يسببون لنا أي مشاكل، بل هم طيبون مطيعون للأوامر، ونحن نحبهم ونتعاون معهم لأنهم غير مذنبين، ونعتبرها مسألة إنسانية، ويعرضون على الطبيب مرة واحدة في كل أسبوع، ولو اشتكى أحدهم من مرض أو علة فيتم استدعاء الطبيب وعرض المريض عليه.
* ماذا عن أكلهم وطعامهم؟
- هم يتناولون 3 وجبات يومية، ونقدم لهم الأكل الإسلامي، ونوعية الطعام نوعية جيدة.
* ماذا عن مستقبلهم؟
- لا ندري، ولكن حسب علمنا أن بعضهم تم تسليمهم للحدود البورمية بناء على اتفاق مسبق.
لقاء المعتقلين الروهنجيين:
بعد انتهائنا من الاجتماع والحوار تم السماح لنا بزيارة المعتقلين لمدة 10 دقائق فقط، بسبب أننا أتينا في وقت غير وقت الزيارة المعتاد، وتم منعنا من التصوير في العنابر.
صورة أرشيفية لمركز الاعتقال
صعدنا إلى الدور الثاني، وكان العنبر الأيسر خالياً تماماً، والعنبر الأيمن فيه عدد كبير من المعتقلين، وكانوا في أثناء صعودنا يمارسون الرياضة، ويرتدون قمصاناً برتقالية اللون ذات أرقام كتبت باللون الأسود، وكان برفقتنا جميع الضباط في المركز، وكان الملازم أول "كولامينا" يناديهم بصوت مرتفع: "بويو بويو" (أي اجلسوا اجلسوا باللغة الروهنجية)، وعندما شعر المعتقلون الروهنجيا أن هناك زواراً قدموا لزيارتهم أتوا إلى باب العنبر سراعاً، وسلموا علينا بصوت واحد، فرددنا عليهم السلام، ورأينا شباباً يعلو وجوههم النور، وأكثرهم يرتدون القبعات (الكوفية)، وسألناهم ما أخبارهم؟ ومن أي بلدة هم؟ فتبين أنهم من مختلف بلدات أراكان، إلا أن أكثرهم من منطقة "بوثيدونغ"، وعرفناهم على أنفسنا، وأننا نتبع الإعلام الروهنجي: (RNA) و(آر فيجين)، ففرحوا وابتسموا وذكروا أنهم يعرفونها.
ثم سألناهم كيف وصلوا إلى هنا؟ فأفادوا أنهم وصلوا بالقوارب، وتم اعتقالهم من قبل الشرطة البحرية، وتمت إحالتهم إلى مركز الاعتقال هنا، وسألناهم أيضاً عن أوضاعهم الصحية، فأفادوا أنهم على خير، وسألناهم عن أكلهم، فقالوا الحمد لله أكلنا طيب.
وعرفناهم أننا أتينا من مكة المكرمة لزيارتهم، والتعرف على أحوالهم، ونقل أخبارهم للعالم عامة وللشعب الروهنجي خاصة، ونحن لسنا جهات إغاثية، بل نحن وسيلة إعلامية هدفها نقل الأخبار الحقيقة إلى الشعب الروهنجي في العالم.
المغادرة:
عند انتهاء الوقت المخصص للزيارة؛ أشعرنا نائب مدير المركز بذلك، فودعنا المعتقلين، وسلمنا عليهم، وطلبوا منا الدعاء لهم، وأوصيناهم بذلك أيضاً.
أثناء مغادرتنا لمركز الاعتقال
الخروج من المركز:
عند خروجنا من المركز شكرنا الضباط، وتم التقاط صور تذكارية، وسألني الملازم أول "كولامينا" هامساً في أذني: لماذا يواظبون على التمارين في معظم أوقات النهار؟ فقلت: لعلهم بحاجة إلى ذلك، فابتسم، وودعناهم راجعين إلى العاصمة "بانكوك".