جعفر أبو صفا الأحوازي - جاد
21.05.2014

بسم الله الرحمن الرحيم

إنّ الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم اما بعد.

حول علاقة شيخ خزعل مع الروهنجيين المسلمین الأراکانيين آنذاك والغرض من التركيز حول هذه الحقبة الزمنية هو المكانة والدور البارز الذي كان یلعبه شيخ خزعل وتطلعاته حول الأمة الاسلامية واالعربية من جانب ومكانة الأحواز في العالم من جهة أخرى طبعاً القارئ يتفاجئ حول هذه العلاقة واحتواء شيخ خزعل للروهنجيين الذین یعانون الیوم فی بورما واعطائهم الأهمية اللازمة والعناية بهم وبمعتقداتهم وتقاليدهم الدينية حيث تم بناء مسجد لعمالهم الذين كانوا يعملون في مصفاة عبادان بأمر الشيخ خزعل الکعبي رحمه الله في سنة 1921 حتى يستطيعون يؤدون صلاتهم فیه ومن خلال هذا الحدث التاريخي يتضح للقارئ والمتابع ما مدى علاقة الشيخ خزعل بالأمة الاسلامية وأفكاره الوحدوية وهذه واحدة من مجموع الأسباب التي جعلت بريطانيا تتخلى وتخون كل الوعود والمعاهدات بينها وبين الشيخ خزعل وتسلّم الأحواز على طبق من ذهب بيد رضا بهلوي المقبور وإحتلال الأحواز من قبل بما تسمى بجغرافية ايران الحالية.

وحتى لا اطيل على القارئ الكريم اذهب معكم بتفاصيل بناء الجامع .
تم بناء هذا الجامع على ضفاف شط العرب وعرف بجامع الروهنجيين وبالفارسي تم تبديل اسمه بمسجد رنكونيها وتم تزوير تاريخ بناء الجامع حتى وصل عند العامة يتداول انه كان مرقصاً للبريطانيين آنذاك وهذه كلها من أسباب المحتل الذي عمل جاهداً ان يمحي كل ما هو عربي وإسلامي في أرض الأحواز وكل شبراً من الأحواز الا والمحتل أراد ان يبدلها ويمحيها حتى لاتكون لهذا الشعب أرضا وتاريخا، ولكن بفضل الله ومن ثم الشعب العربي الأحوازي الذي يناضل ويجاهد بكل مايمتلك من قوة، افشل ويفشل المحتل وكل مخططاتة بأذن الله تعالى.

طبعاً الجامع تم بناءه اولاً بأمر الشيخ خزعل الكعبي امير الأحوازوتم البناء في سنة 1921 لعمال مصفاة النفط في عبادان حيث كانت المصفاة تجمع عمال كثر من اروبا والهند وآسيا عامةً وكان من ظمن العمال المسلمين هم الروهنجيين والعمال الآخريين من الهند ليستطيعوا ان يقيمون الصلاة والمناسبات الدينية وهذه نقطة مهمة في تاريخ الأحواز وتوضح الصورة بشكل واضح طبيعة الشعب العربي الأحوازي وعلاقتة بالأمة الاسلامية وشيخ خزعل كما يذكر أنه شيعي على الرقم من ذلك ولكن كان ليس صفوي وهذه طبيعة الشعب العربي الأحوازي في كل التاريخ الاسلامي امتلك حب آل البيت ولم يخسر الصحابة ولم يكن لا ناصبي ولا رافضي في كل الفترات إلى يومنا هذا ومن ضمن تحركات الشيخ خزعل دعوة السيد أمين الحسيني مفتي الديار الفلسطينية ومساعدتة لترميم بيت المقدس والمسجد الاقصى وهذا خير دليل على ما ذكرت وارجع بكم لتفاصيل بناء المسجد في عبادان وما مر به إلى يومنا هذا في ظل الإحتلال الفارسي حيث تم بناء المسجد بالطريقة المعمارية الاسلامية وامتزج بلبناء الفن المعماري الهندي ايضا وفيه من الزخرفة والأشكال الهندسية المعمارية وساعد ببناءه أهل السنة البلوش وهذا دليل آخر على علاقة الأحواز ببلوشستان ويمتلك الجامع أربعة قبب ومنارتيين واستخدمت فيه الألوان المختلفة للزخرفة ولجمال الجامع ويذكر أن الألوان وبعض مواد البناء المستخدمة تم جلبها من الهند والشئ الرائع في البناء هو جعل نفقين تحت أساس البناء لمنع تسرب الرطوبة لأعمدة البناء ويتكون الجامع من رؤية مزينة بلأسمنت والجص وعملت فيها أشكال وزخرفات فنية رائعة وحديقة ومكان للغسيل والوضوء وفيه ثلاث مقابض لسحب الهواء و196 متر مربع واحة خلفية وجمع ذلك الوقت أهل عبّادان وقامت فيه الصلاة وجمع بين أهل السنة والشيعة واجتمعت فيه صفوف إسلامية لتدريس الشريعة ولتعليم القرءان.

ومن الأسماء الذين كانوا أئمةً للجامع هم كلتالي : الشيخ محمد أسلم راجا، رانجاني أو الروهنجي عبدالرشيد، وبعد وفاته إبنه "افضال رجا و أول إمام الذي أدى صلاة الجماعة الأولى هو الحاج ملاء شعبان الهندي وبعده محمدجواد مولوي مختار زهی ، مولوی ریغي البلوشي ، مولوی قادری و مولوی علاء الدین من سكان بنغلادش وعلقت أنشطة المسجد بعد ما كان يجمع الأطفال والشباب لتعليم القرءان والعلوم الإسلامية بعد إندلاع الحرب العراقية "الايرانية" وبعد الدمار الذي لحق بمدينة عبّادان ونزوح أهلها وقامت سلطات الإحتلال الفارسي ببناء مركز شرطة حدودية رقم 12 على الجامع وبعدها أراد المحتل أن يجمد الأنشطة الإسلامية السنية وقام بإغلاق الجامع 29 آذار/مارس1999 وإدخاله بقائمة الآثار المرقم 2289، وتم فتح الجامع للزوار المهتمين بالآثار التاريخية في مايو 2007 وهذه جريمة من جرائم الإحتلال بحق شعبنا الأحوازي وذلك التاريخ التليد.

واسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد والنصر على الاعداء أنه قادر على ذلك وكتب على نفسه نصر المؤمنين كما جاء في قوله تبارك وتعالى . (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ )الروم47