الجمعة 9 ذو القعدة 1445 هـ | 17/05/2024 م - 03:38 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


جواهر بوذا وابن لادن البورمي!
الأحد | 12/05/2013 - 06:30 صباحاً

حلمي الأسمر - الدستور
[email protected]
12-05-2013

 

شير الأرقام الثلاثة (969) إلى ما يسمى جواهر بوذا الثلاث، لكنها الآن تستعمل كرمز للحملة القومية المعادية للإسلام التي يقود معظمها رهبان بوذيون متمركزون في منطقة ماندالاي وسط بورما، حيث تنتشر في مدن بورما كافة ملصقات زاهية الألوان تحمل رقم «969» وتبدو بريئة للوهلة الاولى. إلا أن الأرقام تشير في الحقيقة إلى حملة معادية للإسلام يقودها رهبان بوذيون متشددون.

هذه الملصقات سببت الكراهية ما أدى الى اندلاع أعمال عنف دموية ضد المسلمين خلال الأسبوعين الماضيين في كافة أنحاء البلاد.

الراهب البوذي «ويراثو «Wirathu الذي يحب أن يُطلق على نفسه اسم ابن لادن البورمي سُجن العام 2003 بتهمة التحريض على الاضطرابات، لكن تم اطلاق سراحه العام 2012 بموجب عفو عام. ومنذ ذلك الوقت وهو يرأس الحربة لحركة 969 سريعة الانتشار حيث يقوم بإلقاء الخطب التي تدعو البوذيين لدعم حركة 969 ومقاطعة المتاجر التي يملكها مسلمون.

ومنذ بدء الحملة خلال الأشهر الماضية تأججت المشاعر ضد المسلمين. ففي شهر آذار (مارس) الماضي اجتاحت الحملات العدائية ضد المسلمين مدينة «ميكتلا « لمدة 3 أيام نتج عنها إحراق مساجد ومنازل وأماكن عمل للمسلمين بالإضافة إلى استشهاد حوالي 40 مسلما، بعضهم حرق حيا، وكتب برذاذ ملون على بقايا حطام المحال التي يملكها المسلمون رقم 969. وكل ذلك حدث ويحدث تحت سمع ونظر الشرطة التي لم تحرك ساكناً.

قبل فترة نشرت مجلة بي بي سي مقالة للكاتب آلان سترثن هو محاضر تاريخ في جامعة أكسفورد أوصل القارئ فيها إلى نتيجة مرعبة وهي لوم الضحية أي المسلمين على إبادة المسلمين في بورما، ويقول في خلاصة مقاله إن الناس ترى بما يسمى الإسلام الراديكالي سببا لعوامل عديدة في الصراعات حول العالم، ويعتقد البوذيين أنهم ضحايا استهدف بالدعوة إلى الإسلام ويرون أن عليهم التصرف بقسوة كما هو الحال مع سلوك المسلمين بحسب زعم الكاتب!

في أسلوب معهود لدى القنوات ووسائل الإعلام الغربية العنصرية توصل تحليل مجلة بي بي سي إلى خلاصة مفادها أن الكهنة البوذيين هم أكثر رجال الأديان سلمية بين كل الأديان الأخرى متسائلا عن سبب تحريض الرهبان البوذيين على قتل المسلمين في بورما. ويزعم أن الرهبان البوذيين يتجنبون قتل النفس البشرية من مبدأ السلمية على أنها جوهر التعاليم البوذية!

ويبرر في ضوء لجوء الرهبان إلى التحريض بخطاب الكراهية ضد المسلمين ولقتلهم بل الانضمام إلى حملات عنف تودي بقتل العشرات بما فيهم الكبار والأطفال وحرقهم أو قتلهم بطرق شنيعة رغم أن الأقلية المسلمة هناك تتميز بسلميتها وتجنبها لإثارة المشاكل.

العداء الموجه ضد المسلمين في بورما يقوده حوالي969 راهبا أبرزهم اشين ويراثو ومن المفارقات الذي يسمي نفسه بـ»بن لادن بورما.» كما أسلفنا.

هذا صوت متواضع، نطلقه من هذا المنبر، لعله يصيب أذنا لم تزل تسمع، أو عينا لم تزل ترى، أو قلما لم يزل يكتب، أو سلطة لم يزل فيها شيء من الإنسانية، لتوقف هذه الحملة البوذية العنصرية ضد مسلمي بورما، الذين يبدو أنه لا بواكي لهم على الإطلاق!

لو فعلها داعية مسلم، ضد دين آخر، ترى ماذا كان سيقول عنه العالم؟

ويسألنوك عن السلفيين الجهاديين، و»التطرف» الإسلامي، وجبهة النصرة!


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث