الأحد 19 شوال 1445 هـ | 28/04/2024 م - 02:18 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


«مسلمو بورما .. مذبحة العصر» الحلقة (1)
الثلاثاء | 30/04/2013 - 06:44 صباحاً

يوسف عبد الرحمن - الأنباء الكويتية
الثلاثاء 30 أبريل 2013

التنكيل والتجويع والترويع والتعدي على المحصنات وحرق المصاحف أبرز وسائل اضطهاد مسلمي أراكان
الأقلية المسلمة تحتاج إلى مساعدة إخوانهم في كل مكان
28 ألفاً أبعدتهم الحكومة البورمية إلى باكستان الشرقية في عام 1967 و200 عائلة عام 1974 وماتوا جميعاً من الجوع والعطش

شعب الروهينجيا في اقليم اراكان يواجه الابادة على يد القوات البورمية والعصابات البوذية وتحت سمع وبصر وانظار العالم «المتحضر» الرافع لواء حقوق الانسان والمدافع عن الحريات في كل مكان! هذه الابادة تجسدها تقارير وصور وتصريحات يكشفها هذا الملف ويسلط الضوء على الجرائم التي ترتكب بحق افراد هذا الشعب المسلم المكافح والذي لا جريرة له سوى تمسكه بدينه في هذه البقعة المظلمة من العالم.

الملف يطرح الاسئلة الاهم ويجيب عنها: ما اسباب هجرة المسلمين من بورما وخاصة اقليم اراكان؟ وماذا تعرف عن قانون المواطنة في بورما؟ وماذا تعرف عن درجات الجنسية وكيف طرد قرابة المليونين من مسلمي اراكان الى الحدود المجاورة عبر التاريخ؟

الملف يطرح القضية من جذورها ويعيد توثيقها في هذه الحلقات.
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها..
أيها الناشطون في الحراك السياسي في العالم الإسلامي والوطن العربي..
أيها المستخدمون لشبكات الإنترنت بأطيافها المتنوعة..
أيها الفيسبوكيون في كل مكان وزمان..
أيها التويتريون المغردون في هذا العالم الحر..
أيها اليوتيوبيون المتابعون للمشاهد المرثية..
أيها الانستغراميون المتراسلون بالصور..

انني اليوم أناشدكم بالله وباسم الإنسانية ان تفزعوا معنا لشعب اسمه الروهينجيا في إقليم اراكان في بورما..
انني اليوم أخاطب الضمائر الحية من أجل أن نفضح النظام البورمي المجرم ونعمل معا لإحالته الى المحاكم الدولية ومنظمات حقوق الإنسان في العالم.

أيها الشرفاء في هذا العالم الحر اننا نناشدكم الوقوف معنا متضامنين لفضح الاجتياح البورمي البوذي والذي لايزال يعمل ويقوم بمذابح العصر لإبادة شعب الروهينجيا المسلم المسالم.

ان دعوتنا اليوم موجهة للإعلام الإسلامي المتخاذل الذي يشاهد ما يحدث في بورما ويسكت عن كلمة حق بهؤلاء المستضعفين الذين تسحقهم السطوة البوذية الغاشمة في بورما.

إن هذا الملف موجه الى قادة الحراك السياسي في الأمتين العربية والإسلامية لنصرة شعب الروهينجيا ولن أذكركم بأبطال سورية لأنهم عرفوا الطريق بأن النصير هو الله عز وجل متوكلين على شعبهم السوري العظيم وجيشهم الحر والله ناصرهم.

إن الصراع في الروهينجيا غير متكافئ فالمسلمون هناك لا يملكون ترسانة الأسلحة التي يملكها الجيش البورمي المجرم.

ان صمود أبطال سورية أمام هذه الحرب الجائرة من النظام السوري الغاشم هي نفسها تحدث بشكل آخر من النظام البورمي وكلاهما سواء، أنظمة مجرمة وأصحاب ادعاءات باطلة.

ان صمود السوريين هو أحد أسباب صمود أبطال شعب الروهينجيا خاصة في هذه الشهور الأخيرة التي جرت خلالها أحداث جسيمة في دمشق واراكان.

إن دعاة الأمة مطالبون اليوم بأن يفتوا المسلمين عن قضية الجهاد في سبيل الله ، وهل الجهاد الآن فرض عين في سورية واراكان؟

انني في هذا الملف الساخن عن شعبنا المظلوم في الروهينجيا أدعو كل المتابعين الى معرفة تفاصيل هذه القضية من أجهزة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء ، ونشر التفاصيل والصور وإثارة هذه القضية في مجتمعاتنا ومؤسساتنا ومنظماتنا ومنتدياتنا لإثارة الناس ، كل الناس لنصرة اخواننا في أراكان المسلمة ونداء شعب الروهينجيا المسلم لاخوانه في كل مكان.. تابعوا هذا الملف الشامل:

جذور تاريخية
قضية المسلمين في بورما لها جذور تاريخية وخاصة منطقة اراكان، وقد كان يحكمها ملوك مسلمون حتى عام 1084 م وذلك لعدة قرون مضت، كما استعاد المسلمون الحكم خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادي، حيث حكمتها اسرة اسلامية من سنة 1404 حتى عام 1622، وكانت اوضاع المسلمين في بورما بصفة عامة قبل الاستعمار البريطاني يعيشون في هدوء وامان دينيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا، ولم يكن هناك اي خلاف بين الطوائف والديانات المختلفة، ولا يوجد اي تنازع او تناحر بين الطوائف المختلفة، وكان الامن والامان سائدين في اراكان، بل ان عددا من الملوك المسلمين قد حكموا اراكان في المدة من 1737 حتى عام 1785، وقد عثر هناك على عملات معدنية مكتوب عليها كلمة «لا اله الا الله»، وكان لها قضاة من المسلمين ومنهم دولة قاض والقاضي ماردان موجور والقاضي عبدالكريم خندقان الى ان وطئت اقدام الاستعمار البريطاني في بورما وكانت سياسة بريطانيا سياسة مزدوجة وهي زج المنازعات والخصومات واثارة الفتن الداخلية والاختلافات المذهبية والطائفية وذلك لتشتيت وحدة المسلمين ووحدة المواطنين وايقاع النزاعات والخصومات بين الشعوب المختلفة.

واستطاعت بريطانيا إحكام قبضتها على شعوب هذه المنطقة بهذه الطريقة الخبيثة وامتصت خيراتها وخيرات البلدان التي وقعت تحت سيطرتها، فمنذ العهد البريطاني توالت التعديات والتجاوزات التي تتعرض لها الاقليات الاسلامية في بورما بصورة عدوانية استفزازية وتشتمل على جميع انواع الاضطهادات من مادية ومعنوية بشكل يرمي الى اجتثاث الاقليات المسلمة في بورما والقضاء على عقيدتها الاسلامية باستخدام جميع الوسائل من ابادة وتعذيب واضطهاد وتنكيل وتجويع وترويع وتعد على المحصنات وحرق المصاحف والابادة الجماعية التي يتعرضون لها دوما والهجرات الجماعية كما حصل في عام 1967 حوالي 28 الفا ابعدتهم حكومة بورما الى حدود باكستان الشرقية (بنغلادش حاليا)، كما تم في عام 1974 ابعاد 200 عائلة لاحدى الجزر الصغيرة النائية، فقد ماتوا جميعا من الجوع والعطش وتفشي الامراض بينهم، كما تم ابعاد اكثر من 300 الف مسلم تاركين ديارهم وذلك هربا من الاضطهاد والتعذيب والتنكيل الى بنغلادش. وفي عام 1978، وبناء على نبأ لوكالة الاسوشيتدبرس، اوردت جريدة «المدينة» في عددها 5561 سنة 1401هـ ان اثنين من مسلمي بورما، تمكنا من الفرار بعد عدة ايام ، صرحا بان سلاح البحرية البورمية قام بمذبحة للمسلمين هناك قتل فيها نحو 300 مسلم من مسلمي بورما، فيا أمة الاسلام هذه هي اوضاع الاقلية المسلمة في بورما، نناشدكم باسم الاسلام ان تكونوا صفا واحدا وان تكونوا سندا لبعضكم والمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا، بادروا في مساعدة اخوانكم في الاسلام بالاقليات في شتى بقاع الارض، خاصة المسلمين في بورما ومد يد العون لهم ماديا ومعنويا واجتماعيا وسياسيا وذلك اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى».

فالأقليات الاسلامية في بورما تحتاج الى مساعدة اخوانهم المسلمين، حيث انهم اصبحوا شعبا بلا هوية وبلا جنسية لأن حكومة بورما تنكر على استحقاقهم للجنسية البورمية، وقد سحبوا البطاقات من المسلمين وذلك حتى لا يتمكنوا من ابراز هويتهم عند الطلب، واعتبرت حكومة بورما المسلمين اجانب ولهم حرية طرد المسلمين متى شاؤوا ذلك.

فأناشد الامة الاسلامية باسم الاسلام وباسم الاخوة في الاسلام ان يمدوا يد العون والمساعدة لهؤلاء المطرودين من ديارهم بإعطائهم فرصة العيش في بلدانهم الاسلامية ومعاملتهم كأبنائهم مقتدين في ذلك قوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة).

هذا وضع المسلمين في بورما، فمن يمد يد العون لهم يا ترى؟ شاءت الاقدار ان يكونوا مطرودين من ديارهم وان يكونوا بلا هوية وبلا جنسية، ولماذا؟! لأنهم مسلمون متمسكون بالشريعة الاسلامية، هذا حال المسلمين في بورما.

فالرسول صلى الله عليه وسلم جعل الاخاء الركيزة الثانية في الاسلام، الاخاء الذي يجعل من الكل في المجتمع المسلم في خدمة الفرد، الاخاء الذي يحول المسلمين الى جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، الاخاء الذي ذابت فيه العصبيات الجاهلية والذي سقط فيه فوارق اللون والنسب والوطن، لقد استقبل الانصار، لايمانهم العميق بالله سبحانه وتعالى وبدعوته ورسوله، المهاجرين استقبالا باهرا لم يتكرر في تاريخ البشرية الى يومنا هذا، حتى انه ما نزل مهاجر على الانصار الا بقرعة هكذا يكون الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم.

غداً .. الحلقة الثانية


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث