وكالة أنباء الروهنجيا - الأحد 11 نوفمبر 2012م
د. بسام الشطي
أكثر من خمسة أشهر من أعمال الابادة المنظمة التي تنتهجها حكومة مينمار بمساندة الطائفة البوذية على اخواننا المستضعفين من مسلمي أركان بورما وقد رأينا ورأى العالم صور حرق المنازل وحرق الاطفال والكبار وتعذيبهم والاعتداء على اعراضهم واموالهم ومساجدهم وطردهم من ديارهم.. فأحدثت مجازر ومذابح بالآف وهجرت مئات الألوف واستولت على أرضهم وممتلكاتهم.
الحراك السياسي الإسلامي والدولي على استحياء ولا يتعدى مواقف لتغطية اعلامية ونحن نأمل ان يتحرك المجتمع الدولي للضغط بكل حزم وشدة لوقف نزيف الدم والابادة والتهجير المنظم وذلك عن طريق زيارات الى رئيسهم وطرد سفرائهم وقطع المعونات عنهم وارجاع كل مواطنيهم من دول الخليج فقط حيث يتجاوز عددهم 55 ألف بورمي!
من يتابع ملف الروهينجا وسحب جنسياتهم بقرار مباشر من الحكومة العسكرية 1982م باتواهم فريسة على ايدي العصابات البوذية ومافيا الماغ الذين تدعمهم الحكومة وتمدهم بالسلاح وتقف من ورائهم لتنفيذ عمليات القتل والابادة والتطهير العرقي.
وصرح رئيس مينمار ثين سين: انه لا مكان للروهينجا المسلمين في اركان ولابد من ان يرحلوا الى أي دولة من دول الجوار.. فهذه دعوة تحريضية يدان بها رئيس دولة يدعي الديمقراطية في بلاده.
ان غياب الاعلام العالمي المتعمد والتكتيم المنظم عن قضية انسانية ورفضهم نشر مشاهد المأساة وصور المعاناة تنذر بكارثة حقيقية وسط ما يكتمون من حقد وكراهية ضد المسلمين وهذه لا شك انها مشاركة في الجريمة لحجم كارثة تحيق بالمسلمين، ان اعتداءات البوذيين ووحشيتهم وهم من ينادي بالاخلاق كشف انهم يبطنون العداوة ويتحينون الفرصة التي سنحت لهم في ظل ضعف المسلمين ليقوموا باحراق وتدمير مناطق شاسعة مأهولة بالسكان وأصبحت مناطق منكوبة وثكنات عسكرية تحت تهديد السلاح، واجبروا من تبقى منهم على اغلاق المساجد والمدارس والمتاجر واحراق مدخرات المسلمين واعتقالات التعسفية للشباب والرجال ومنع المسلمين من البيع والشراء ولاباكي للمسلمين الروهنجيا.
المشهد الآخر الموجع للقلب والدامي هو وضع مئات الآلاف من المشردين الذين اضطروا لترك قراهم في اوضاع انسانية صعبة للغاية بعد ان احرقها المجرمون البوذيون ليعيشون في العراء على المناطق الحدودية بلا طعام ولا شيء يسترهم عن حرارة الشمس وتقدر أعدادهم اكثر من مئة ألف.
ونفس الألم يتكرر عندما تشاهدهم في بنجلادش وقسوة معاملة بنجلادش لمن يحكم انها لا تتحمل عبئا اقتصاديا عليهم في ظل عدم وجود الدعم وربما يهاجمون من قبل الشعب ولا يستطيعون الدفاع عنهم.
ونفس الألم يتكرر عندما نرى عددا كبيرا منهم يموتون أثناء هروبهم في سفن هزيلة لا تتحمل الاعداد الكبيرة ثم يموتون في وسط البحر اثناء هروبهم من الموت والتعذيب.
ان شدة الأزمة ووطأة الألم والقهر التي تحيط بالمسلمين الروهنجيين يدفعنا كشعب وكأمة متابعين لواقعهم المرير ان نرسل المساعدات الرسمية مستعجلة ومد جسر جوي لانقاذ ما يمكن انقاذه وعلاجهم عبر الهلال الاحمر واظهار قضيتهم في صدر الصفحة الأولى في الاعلام، ويتولى قادتنا طرحها في الاجتماعات مع رؤساء الدول، ويعمل لها اجتماع اسلامي كبير بحجم المعاناة، وتحرك دولي واعلامي وعلى الاصعدة كافة، لتمكين المسلمين من الدفاع عن انفسهم وحماية انفسهم واعراضهم واعادة حقوقهم كاملة «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكى منهم عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى».
فآن الأوان لهذا التكاتف والتعاضد والتعاون على البر والتقوى وحتما سيسألنا الله عز وجل عما فعلنا لاخواننا هناك، ولابد من الدول السماح للجمعيات الخيرية القيام بحملة تبرعات تشرف علينا سفارات دولنا هناك، لايصال الاموال الى المستحقين.. نسأل الله ان يكشف عنهم كربتهم ويحفظهم ويحميهم ويفرج عنهم ويثبتهم على الدين ويعصمهم وذويهم ويرفع عنهم البلاء ويوحد صفوفهم ويثبت أقدامهم ويبدلهم من بعد الذل عزا ومن بعد الهزيمة نصرا ومن بعد القهر عدلا.
المصدر: صحيفة الآن
https://www.rna-press.com/