وكالة أنباء الروهنجيا - مصر العربية:
جبريل محمد
"سان مين هتيك" طفل يبلغ من العمر 14 عامًا حينما كان يعمل في مصنع للحديد قطعت إحدى اﻵلات عددا من أصابع يده، لتكون ثمنًا للطفرة الاقتصادية التي تعيشها ميانمار، وتدفع المزيد من اﻷطفال إلى المصانع. بحسب وكالة اﻷنباء الفرنسية.
"هتيك" واحد من الآلاف من عمال المصانع الشباب الذين يحركون عجلة النمو السريع لميانمار بعدما بدأ المستثمرون في التدفق على البلاد بعد نحو نصف قرن من الحكم العسكري.
ومع وجود طفل من بين كل خمسة أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و 17 عامًا في سوق العمل، فإنّ ميانمار الفقيرة واحدة من أسوأ بلدان العالم في مجال عمل الأطفال.
وبحسب الوكالة، الكثير من هؤلاء اﻷطفال يساعدون عائلاتهم بمسح اﻷرضيات، والعمل في المتاجر، أو المقاهي، أو للمساعدة في اﻷعمال المنزلية.
بجانب الكثير من اﻷطفال الذين يعملون في مصانع القطاع الخاص التي جعلت ميانمار أسرع الاقتصادات نموًا في المنطقة، حيث من المتوقع أن يبلغ متوسط النمو نحو 7 % خلال السنوات المقبلة.
ونقلت الوكالة عن هتيك قوله:" لا أستطيع فعل ما أريده .. لذلك أشعر بالاكتئاب.. أريد إطعام عائلتي".
وصرف المصنع للطفل 2.5 مليون كيات (1800 دولار) لدفع نفقات العلاج، وقالت والدته "تين تين هتاي" إنها أخذت المال لدفع الفواتير الطبية والتأكد من أن شقيقيه سوف يظلا في المدرسة.
وقال "سان وين" زعيم اتحاد محلي ساعد في التفاوض للحصول سان مين هتيك على تسوية: العديد من الآباء يدفعون أطفالهم للعمل لمساعدة أسرهم".
ويسمح القانون في ميانمار للأطفال الذين يبلغون الـ 14 عامًا الدخول لسوق العمل، ولكن بشروط من بينها العمل 4 ساعات فقط، وعدم العمل في الصناعات الخطرة.
لكن الخبراء يقولون إن هناك القليل من الوعي بالقوانين والكثير من الأطفال يرسلون للعمل فى بلد يعيش فيه واحد من كل أربعة أشخاص تحت خط الفقر.
وتعد هذه القضية مشكلة بالنسبة للشركات الغربية التي تسعى إلى الاستفادة من العمالة الرخيصة فى ميانمار؛ حيث إن الحد الادنى للأجور يعادل 33 سنتًا فى الساعة، أي أقل من تايلاند، وكمبوديا، والصين، وإندونيسيا.
وقالت متحدثة باسم شركة "اتش اند ام" إن الشركة تعمل مع موردين وخبراء الصناعة لضمان توظيف العمال الشباب، وفقًا للقانون ومعاملتهم "باحترام".
وانتقدت رابطة مصنعي الملابس في ميانمار الأسبوع الماضي الادعاءات بأن عمل الأطفال منتشر فى هذا القطاع.
وقال "سليم بنايسا" من منظمة العمل الدولية إن الأطفال الذين يعملون خارج المصانع غالبًا ما ينتهي بهم المطاف إلى وظائف أكثر خطورة، مثل جمع القمامة أو العمل الجنسي.
وأضاف: الأطفال سوف يعملون على أى حال ... وهذا أمر مقبول تماما، حتى من قبل الأطفال أنفسهم .. إخراج الأطفال من العمل دون الدعم والمتابعة قد يدفعهم إلى أشكال أكثر استغلالا أو خطرا من العمل".