الخميس 16 شوال 1445 هـ | 25/04/2024 م - 07:01 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


عنصرية بورما.. ممنوع دخول المسلمين في مناطق البوذيين!!
الخميس | 02/06/2016 - 08:27 صباحاً
عنصرية بورما.. ممنوع دخول المسلمين في مناطق البوذيين!!
لوحة أمام مدخل احدى القرى.. «ممنوع دخول المسلمين» ... (غارديان)

وكالة أنباء الروهنحيا - الوسط

عُلِّقت لافتة كبيرة باللون الأصفر على مدخل قرية ثوانغتان في ميانمار، وقد كُتب عليها: «ممنوع مبيت المسلمين. ممنوع استئجار المسلمين للمساكن. لا زواج مع المسلمين».

ونقلت صحيفة "القبس" الكويتية، أنه ومنذ شهر مارس/ آذار الماضي، حذت قريتان أخريان حذو هذه القرية ذات الأغلبية البوذية، الذين عبّروا عن رغبتهم في العيش بعيداً عن المسلمين، الأمر الذي يعبّر عن تصاعد التوترات الدينية التي تهدد تجربة الديمقراطية الوليدة في هذه الدولة الآسيوية.

فبعد عقود من الحكم العسكري، بدأت ميانمار مؤخراً حقبة جديدة بعد إجراء الانتخابات العامة، لكن بعض المؤسسات الرئيسية ما زالت تخضع لقبضة الجيش.

وقد شهدت البلاد في الأسابيع الأخيرة موجة من صعود النشاط القومي المتطرف، مثل تنظيم عشرات المسيرات أمام السفارة الأميركية في يانغون، لمطالبة الدبلوماسيين بالتوقف عن استخدام كلمة روهينغا، لوصف ملايين المسلمين من حبيسي المخيمات المعزولة غرب ميانمار. ويصر المتطرفون القوميون على انهم (أي الروهينغا) مهاجرون غير شرعيين جاءوا من بنغلادش.

تساؤلات

ولكن التصريحات العلنية القليلة التي صدرت عن حزب الرابطة القومية حول هذه القضية ليست مشجعة، بل ان تقارير أوردت ان الحزب طالب السفير الأميركي بعدم استخدام كلمة «روهينغا». أما وزير الأديان ثوارونغ كو فقد وصف المسلمين والهندوس بأنهم «أبناء وطن واحد».

ولكن الحقيقة ان الخطاب القومي المتطرف لم يجد من يتصدى له، بل هناك ممثلون له داخل الحكومة، الأمر الذي يثير التساؤلات حول مستقبل الأقليات في هذه البلاد!

الشبح

ثوانغتان، قرية صغيرة لا يزيد عدد سكانها على 700 نسمة، معظمهم مزارعون، وهي معزولة خلف سهول واسعة من الأشجار والمزروعات. وقام عدد من سكانها مؤخراً بتشكيل ما أطلقوا عليه «شبكة الشباب الوطني»، وهي مجموعة متطرفة تهدف إلى تطوير القرية وإبعادها عن متناول الأجانب، بعد ان قالوا إن أحد الغرباء جاء إلى القرية عام 2015، وزعم انه هندوسي ثم بدأ يشتري الأراضي، وعندها خلصوا إلى نتيجة مؤداها أنه مسلم.

وقال أحد القرويين إن «موضوع المسلمين هنا أشبه بالأشباح، نحن لم نر في حياتنا أي شبح، لكننا نخشاها». وأضاف ان ذلك الرجل كان أحد أفراد أقلية، تعارض اللافتة المعلقة على مدخل القرية. لكنه طلب عدم ذكر اسمه، خوفاً من أي ردود فعل انتقامية.

مواقف عدائية

وقد وجد أعضاء «شبكة الشباب الوطني» ان القادم الجديد وأفراد عائلته لا يمتلكون أي أوراق ثبوتية، وألمح أحدهم إلى انهم ربما جاءوا من بنغلادش.

وقال كاهن بوذي يدعى ماني تا: اذا عاشوا معنا فسوف تنشأ بعض المشكلات المتعلقة بالتبرعات والاحتفالات الدينية».

أما القادم الجديد، الذي اثار الشكوك حوله، فلم يكن سوى الشاب كيوان سان وين ابن الثمانية والعشرين ربيعاً ويعيش الآن في قرية يانغون التي تبعد مسافة ثلاث ساعات.

كيوان سان وين يقول انه كان يعيش في بانغون حين قرر والده الطاعن في السن ان يتقاعد ويعيش في الارياف، فاقترح عليه قريبه ان يقضي بقية حياته في قرية ثوانغتان وبالفعل فقد اشتروا بيتا خشبياً قديماً ورمموه، ولكن قوبلنا بمواقف عدائية من الكهنة والسكان المحليين.

مهمة سرّية

وبعد ان اشتروا قطعة ارض اخرى بهدف فتح مقهى، تلقى مكالمة عاجلة من والده يبلغه: «ارجوك يا ولدي ان تعود الى القرية، انهم لا يريدوننا بينهم»، ظناً منهم انهم مسلمون.

ويستذكر كيوان انه اكل لحم الخنزير أمامهم ولم يصدقوا انني لست مسلماً، وقالوا انني ادعي ذلك فقط وانني افعل ذلك من اجل التغطية على مهمة سرية انوي القيام بها كالجهاد، وجاء بعض اعضاء «شبكة الشباب الوطني» ليحذروه بأن احداً قد يقدم على حرق منزله، واخذت مجموعات من الشباب بالجري والمشي حول المنزل على مدار الساعة.

وابلغه رئيس الفريق انه لا يضمن امنه وامن اسرته، وهكذا باع منزله وغادر القرية الشهر الماضي، ويقول ان اعضاء «الشبكة» ظهروا بعد ذلك في موقع فيسبوك وهم يقفون الى جانب لافتة «عنصرية» جديدة.

قانون واحد للجميع

اما سان هناي،، ابن عم كيوان، فيرى ان «كل دين وكل شخص يجب ان يكون بمقدوره ان يعيش في كل جزء من البلاد، والجميع يجب ان يخضعوا لقانون واحد، لكن المتطرفين القوميين يريدون بسط سيطرتهم على القرية، اما كيوان فيقول: «نحن محظوظون حقاً لاننا بوذيون، فلو كنا مسلمين فسوف نعاني الامرّين في هذه القرية».

لقد بدا مؤخراً ان ميانمار قد عادت الى شفير العنف، الديني. فبعد خيبة الأمل التي مُني بها التيار القومي المتطرف الذي دعم حزب الاتحاد والتضامن المدعوم من الجيش، والذي خسر انتخابات نوفمبر الماضي، عادت المجموعات المتطرفة الى اثارة الاضطرابات.

ماثيو سميث، المدير التنفيذي لمجموعة «تعزيز الحقوق» Fortify Rights غير الربحية، يرى انه «الآن وبعد أن انقشع غبار الانتخابات، عادت الأمور الى سابق عهدها بالنسبة للمتدينين المتطرفين في شتى انحاء البلاد. وإذا لم تبرز حركة مضادة، فإن هذا الشكل من التطرف والتمييز الديني سوف يتمدد وينتعش، وبذلك يصبح العنف حتميا».

وتنفي «شبكة الشباب الوطني» اية صلة لها بمنظمة «ما باتا» القومية المتطرفة التي شنت حملة ارهابية ضد المسلمين على مدى السنوات الماضية.

وضع محفوف بالمخاطر

ويتهم البعض الكاهن المتطرف آشين ويراثو، بالتحريض على اعمال العنف الدموية من خلال صفحته على فيسبوك والتي ينشر فيها الإشاعات التي يطلقها جزافا عن المسلمين.

الناطق باسم وزارة الشؤون الدينية، نفى ان يكون قد سمع عن القرى التي تحظر دخول المسلمين، وقال ان الشكاوى بهذا الشأن يجب أن تأتي من المناطق».

ولكن الرابطة الوطنية من أجل الديموقراطية، تجد نفسها في وضع محفوف بالمخاطر، فالكراهية ضد الروهينغا تنتشر في كل مستويات المجتمع.

فقد نشرت مجلة تهتم بحقوق الإنسان رسما كاريكاتيريا يظهر فيه رجل نصف عار وهو يحمل لافتة كتب عليها «قارب الشعب»، في إشارة الى الأوضاع الخطيرة في البلاد.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث