وكالة أنباء الروهنجيا - صحفية الدستور
لم يكن أمامي خيار آخر، فقد كنت أعرف أن مغادرة سوريا عن طريق التهريب مسألة حياة أو موت، لكن فرصة الوصول حيًّا إلى أوروبا واردة، بينما لو كنت قد بقيت في دمشق لكنت فارقت الحياة منذ مدة طويلة، كلمات قالها "لاجئ سوري" هرب من بلاده متجهًا نحو ألمانيا.
كل يوم يزداد معاناة السوريين مما يحدث لهم من حالات عنف وحروب ببلدهم؛ مما فتح لهم الطريق للهرب وعدم الاكتراث بما سيحدث لهم بالطريق، هل سينجون من مخاطر الطريق أم سيموتون كباقي أفراد عائلتهم؟، لذا سعى بعض السوريين للهروب من دمشق إلى كافة الدول الأوروبية.
وسرد أحد اللاجئين قصته إلى الإذاعة الألمانية "دويتشة فيلة"، قائلاً: كنت أودع عائلتي كل صباح؛ لأنني لم أكن أعرف فيما إذا كنت سأعود في المساء إلى البيت أم لا، وفي طريقي إلى العمل كنت أمر عبر سبعة حواجز أمنية.
وقال: إن هروبه إلى ألمانيا كان يحمل له الأمل في الحياة، ومن دون مهربين كان الأمر مستحيلاً، مضيفًا: إنه باع منزله مقابل 17 ألف دولار مع أن قيمته الحقيقية تفوق 80 ألف دولار، وتفرق شمل عائلته وذهبت زوجته وولده للعيش عند أهلها.
ووصف اللاجئ رحلة الألف ميل، والتي بدأها بحصوله على تصريح للسفر إلى لبنان ليوم واحد، ومن ثم إلى تركيا، قائلاً: "في طريقي إلى مدينة إزمير الساحلية، تعرفت على رجال سوريين وقررنا البقاء سويا، ولم يكن من الصعب الوصول إلى المهربين، فالكل يتحدث عن ذلك علنا، فقط عليك السؤال، وهو ما فعلنا وبعد مكالمة هاتفية مع أحدهم قضي الأمر".
وأكد اللاجئ، أنه سيهرب مرة ثانية إذا سنحت له الفرصة، قائلاً: "إذا قامت أوروبا والعالم بمطاردة المهربين، فإن ذلك لن يمنع الناس من البحث عن ملاذ وطريق للهروب، وإذا أجبرت مرة أخرى فإنني سأقوم بذلك ثانية، لأنني في سوريا كنت ميتًا لا محال".
وعلى الرغم من نجاة هذا اللاجئ، نجد الآلاف غيره يلقون حتفهم، فقد غرق نحو 200 من اللاجئين قرب السواحل الليبية، وذلك بعد انقلاب قاربين يحملان نحو 500 مهاجر، الخميس الماضي، حسبما ذكرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
وذكرت الوكالة أن المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مختلفة، من سوريا وبنغلاديش وعدة بلدان من منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا، حيث قال "مزمل حقو"، الدبلوماسي البنغالي، إن ثمة خمسة ضحايا بنغاليين على الأقل بين الغرقى، من بينهم طفل عمره ستة أشهر، وذلك من أصل 31 بنغاليًا كانوا على متن المركبين.
وقالت شبكة "BBC" البريطانية: إن القارب الأول غرق في وقت سابق، يوم الخميس، وعلى متنه نحو 50 شخصًا، في حين كان القارب الثاني الذي غرق لاحقًا يقل نحو 400 شخص.
وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، صورًا لغرق اللاجئين بتلك القوارب معبرين عن استيائهم إزاء ما حدث.
واستنكر المدونون أفعال حكام العرب تجاه اللاجئين السوريين، وعدم الاهتمام لشأنهم وتركهم يواجهون الموت، فيما استنكر البعض ما يحدث للمسلمين عامة وسط صمت الحكام العرب.