وكالة أنباء الروهنجيا - الأناضول
نقل مهربو البشر، آلاف الأشخاص إلى جنوب شرق آسيا هذا العام، عبر شبكة غير رسمية من السماسرة المنتشرين في جميع أنحاء بنغلاديش، بحسب مصادر. وبينما يشكل لاجئو روهينغيا المسلمون، الذي فروا مباشرة من الاضطهاد في ميانمار، النسبة الأكبر من 4 آلاف مهاجر، ينتشرون حاليا في نقاط متفرقة بين خليج البنغال وبحر أندامان، فبينهم آخرون غادروا بنغلاديش المجاورة.
ويستهدف السماسرة في بنغلاديش، لاجئي روهينغيا، الذين غادروا ميانمار، ولكنهم ما زالوا ينفرون من الحياة في مخيمات اللاجئين، وكذلك بنغلاديشيون يعيشون في المناطق الشمالية والجنوبية الغربية التي تعاني نقص التنمية والتغير المناخي.
وقال مسؤولون، وسكان محليون، وأسر ضحايا الإتجار بالبشر، في أحاديث لمراسل وكالة الأناضول، إن الضحايا يتم جمعهم في نقاط على طول الساحل الجنوبي الشرقي لبنغلاديش، بين مدينة وميناء "شيتاغونغ" التجاري، و"تيكناف"، قرب الحدود مع ميانمار، عقب إقناع السماسرة لهم، واختطافهم في بعض الأحيان.
وقال زاهد حسين (28 عاما)، الذي وصل بنغلاديش عندما كان طفلا، ويدرس الآن لأطفال روهينغيا: "يقول (سماسرة) إن قاربا قويا كبيرا، قادم من تايلاند. ويقولون اذهبوا إلى بعض المواقع، مثل شيتاغونغ، جزيرة سانت مارتن أو تشيراديب، واركبوا زوارق هناك".
وتحت ستر الليل، يُنقل المهاجرون إلى سفينة صيد أكبر راسية في عمق البحر (على مسافة بعيدة من الساحل)، وفقا لرئيس خفر السواحل في تيكناف، الرائد بحري إم. شهيد حسين تشودوري.
وقال تشودوري "إنهم (السماسرة) يجمعون الناس على متن قوارب صغيرة، ربما قوارب صيد. التي يسهل تحركها للغاية، ويصعب علينا اكتشافها في الليل"، لافتا إلى أن أفراد الطواقم على متنها مدججون بالسلاح.
وبدوره قال مامون ملا، (19 عاما)، وهو بنغلاديشي تم إنقاذه من البحر بعد أن قفز من قارب المهربين: "كانوا حوالي 8 أو 10 أشخاص، يحملون أسلحة وهددوا بقتلنا إذا لم نتعاون معهم"،
وتتجه القوارب من خليج البنغال، نحو أدغال جنوب تايلاند على الحدود مع ماليزيا، حيث يحتجز المهربون الضحايا لحين دفع أسرهم فدية، (مقابل إطلاق سراحهم).
وفي وقت سابق، من مايو/ آذار الجاري، عثر على أكثر من 30 جثة لأشخاص من روهينغيا وبنغلاديش في مقابر جماعية في أدغال تايلاندية، ما سلط الضوء على قضية الاتجار الدولي في خليج البنغال، وحفز حملة الحكومة.
وأشارت الأمم المتحدة العام الماضي، أن قرابة 500 مسلم روهينغي لقوا حتفهم غرقًا في 2012، بسبب تحطم القوارب التي تنقلهم، فيما يواجه العديد ممن استطاعوا الوصول إلى تايلاند خطر قيام القوات الأمنية هناك باعتقالهم، وطلب فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، وفي حال عدم الدفع تقوم تلك القوات ببيعهم إلى عصابات الدعارة، أو إلى المزارع، أو صيادي الأسماك.