وكالة أنباء الروهنجيا - الجزيرة نت
اهتمت صحف بريطانية اليوم بمحنة مسلمي الروهينغا الذين يفرون من الاضطهاد في ميانمار طلبا للنجاة في دول مجاورة، ولكنهم لا يجدون ما يتمنون وتزداد معاناتهم ولا صريخ لهم.
فقد أشارت صحيفة فايننشال تايمز في افتتاحيتها إلى أن نحو 25 ألفا من مسلمي الروهينغا الذين يعانون الاضطهاد في ميانمار (بورما) فروا منها بحرا في الأشهر الثلاثة الأولى لهذا العام بحثا عن حياة أفضل، لكنهم بدلا من ذلك وجدوا الأمرّين على أيدي المهربين العتاة وبعض الحكومات غير المتعاطفة، ومات منهم ما لا يقل عن ثلاثمائة نتيجة الجوع والجفاف والضرب، وهناك الآن ما بين ستة آلاف وعشرين ألفا يهيمون على وجوههم في البحر حيث نبذتهم السلطات في تايلند وماليزيا وإندونيسيا، وأصبح وضعهم مأساويا لدرجة قد تودي بحياة العشرات أو حتى المئات منهم.
وترى الصحيفة أن الحل الوحيد الدائم لهذه الهجرة الجماعية يكمن في ميانمار نفسها، وقالت إن الروهينغا يغادرون بهذه الأعداد الغفيرة لأنهم لا يرون مستقبلا لهم هناك. واعتبرت الصحيفة أن هذا قد يكون مكمن المشكلة وهو أن السلطات ربما تأمل أن تأزم الظروف للروهينغا قد يضطرهم للرحيل، وهو ما دعا إحدى المنظمات إلى أن تطلق على هذه الإستراتيجية "الإبادة الناعمة".
وحثت الصحيفة السلطات في ميانمار على عكس هذا التوجه وضرورة تقنين وضع الروهينغا وحذرت بأنه يجب على ميانمار أن تفهم أنه لا يمكن اضطهاد أقلية والإفلات من العقاب.
وختمت أن بإمكان رابطة دول جنوب شرق آسيا أن تلعب الدور الأكبر في هذه القضية بما أن نهجها الناعم هو الذي أخرج ميانمار من عزلتها العسكرية، وأضافت أن ماليزيا وإندونيسيا عليهما واجب خاص لإقناع ميانمار بأن السياسات المناوئة للروهينغا غير مقبولة.
ومن جانبها انتقدت افتتاحية تايمز محنة مسلمي الروهينغا وقالت إنها تمثل عارا على كل بلد ردهم ولم يؤوهم، وعارا على ميانمار التي ترفض الاعتراف بهم كمواطنين وتغض الطرف عن قمعهم، وعارا على الإنسانية فيما يعانونه بأيدي المهربين وتركهم لمصيرهم.
واعتبرت الصحيفة السبب الأصلي لهذه الأزمة هو الحكومة العسكرية الميانمارية التي تدعي انفتاحها على العالم وعلى الديمقراطية بينما تنكر الحقوق الأساسية للروهينغا، بما في ذلك حرية الحركة والتملك أو زراعة أراضيهم.
وفي السياق أشارت نفس الصحيفة إلى حال مهاجري الروهينغا العالقين في القوارب المهترئة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "توابيت عائمة"، وقالت إنهم يقتلون بعضهم بعضا بسبب ندرة الطعام والشراب حيث تم تسجيل نحو مائة حالة وفاة نتيجة شجار على الطعام على متن أحد القوارب، وهناك آخرون في قوارب أخرى ماتوا بسبب الجوع.
وجانب آخر من مأساة هؤلاء المهاجرين البؤساء ترويه صحيفة غارديان التي أشارت إلى أن نحو ثمانية آلاف منهم مشردين بين السواحل التايلندية والإندونيسية والماليزية ويتعرضون لأهوال القتل بسبب شح الطعام والماء ويلقى بجثثهم من القوارب. ومن صور المعاناة تعرض أسرة كاملة من أب وأم وابنهما للضرب حتى الموت وإلقاء جثثهم في المحيط.