وكالة أنباء الروهنجيا ـ خاص
(البوذية الحمراء)
إعداد مركز الدراسات والتنمية الروهنجية
في عام (1784) م اجتاحت موجة الكراهية إقليم أراكان، والتي أشعل نارها عباد بوذا حتى احتدمت العنصرية بين المسلمين والبوذيين؛ نتيجة التحريض الماكر من قبل الأحبار والرهبان!!
فأزاحت البوذية عن وجهها غطاء السلام الذي تنادي به في كل محفل!
وعلقت على صدرها نجمة الشيوعية الحمراء التي بدأت تشرب ماءها منذ انقلاب (ني ون) الشيوعي الغاشم مدعوما من قبل بعض إمبراطوريات الشيوعية عام 1962م.
حين تنفست الشيوعية في ثياب البوذيين ملأت الوطن دمارا وخرابا، وعجت العنصرية بكل خبث وفساد، وبدأت تنسج الدموية حكاياتها الحمراء خلف الإعلام بعيدا عن قوانين الأمم المتحدة وأعين الرقابة الدولية!!
فالشيوعيون -كما يعرفهم الجميع- أمة منغلقة غير منفتحة على العالم، وتمارس نشاطاتها في سر، ويلفها غموض مريب، وفيها وحشية قاتلة، وهي دموية حتى النخاع!!
يقول كثير من الناس: (إن الديانة البوذية ليست بوحشية، وهي للسلام أقرب)؛ ظنًّا منهم أن البوذيين في بورما لم يتشربوا من الشيوعية.
إنهم قد أبعدوا النجعة، وحادوا كثيرا عن الصواب في ظنهم هذا!
فالبوذيون في بورما متعطشون للدماء كما هو واضح في تعاملهم مع أبرياء عزل، بل مع الأطفال والنساء!!
إنهم يحملون في أيديهم الكتاب الأحمر، وبين جنبيهم قلوب الشيوعيين المتعطشة للدماء،
وهل أبقوا لمجرم فنا من فنون القسوة والظلم لم يطبقوه؟!
لقد مارسوا بحق المسلمين في أراكان شتى أنواع الوحشية التي لم تمارسها حتى جيوش المغول!!
فهل أبقى المغول شعبا كاملا في سجن لأكثر من ستة عقود لا يستطيعون الخروج ولا التنقل بين القرى؟!!
وجعلوهم في أتون القهر عبيدا أرقاء، يغتصبون نساءهم، ويقتلون رجالهم، ويمنعون مرضاهم من العلاج، ويعبثون بمبادئهم، ويعيثون في ديارهم فسادا وحرقا، وقد منعوهم من ممارسة شعائر دينهم، وهدموا مساجدهم، وذبحوا علماءهم، وانغمسوا في تطهير عرقهم ظلما وعدوانا، وقننوا قوانين جائرة عليهم، كتحديد النسل المحرم في الدين الإسلامي.
فعلوا كل ذلك وأكثر بعد إنكار مواطنتهم وسلب حقوقهم ومنعهم من امتلاك أدنى سلاح يذودون به عن أنفسهم، وكم من بريء يتجرع العذاب في سجونهم، ومنهم أطفال دون سن البلوغ!!
لقد طغوا وبغوا على جيلين من المسلمين.. جيل أثقله الجوع والهرم، وجيل اختنقت أحلامه في مهدها.. تغشى عليه المنايا وهي لم تزل في عمر الصبا والبراءة!!
إنها البوذية الحمراء التي تتغطى بلباس السلام أمام العالم!
وليست البوذية التي تحمل الرايات البيضاء وتحمل سنابل الرحمة!!
إنها بوذية قاتلة حمراء القلوب والعيون لا تعرف معنى الرحمة، ولا تتنفس من رئة الإنسانية طرفة عين!!
إنها التي بقرت بطون الحوامل ومثلت بأجنتها!!
إنها التي اغتصبت الصبايا ولم ترحم الطفولة!!
إنها التي أكلت لحوم المسلمين وأحرقتهم دون سبب!!
إنها التي اتخذت من الوحشية ديدنًا!!
إنها التي تقرأ في كتابها معاني الدموية والإرهاب!!
فإذا تواطأ البوذيون مع هذه الهمجية السافلة في أي بلد من البلدان فهم مثلهم، وليس لهم أن يدعوا السلام أو يرفعوا أعلام الأمان مع المسلمين.
فإذا فعلوا ذلك فهم جزء مشارك في الظلم، وليس لهم أن يصطفوا مع دعاة السلام في عالم التعايش الحر!!
لقد غيب الجهل حقيقة الممارسات الشيوعية عن أذهان معظم الناس حول قضية أراكان، وأصبحوا يكيلون معلوماتها بمكيال جائر؛ حيث يصبغونها بصبغة الخلافات المتبادلة، ويلبسون مجرمي الحرب ثياب خالص البوذية المسالمة في الأمصار!
لقد كان الناس في أمن ورخاء قبل الانقلاب العسكري الشيوعي، وكانت حياتهم قائمة على الحب والوئام، وكانت سنة التزاوج والتعايش تلقي عليهم بظلال السلام والأمان!
إن الديانة البوذية قد اصطبغت بالشيوعية داخل ميانمار منذ الانقلاب الدموي، فعاثت أظافرها الحمر في كل البلاد، وخنقت الحريات، وفرضت ديكتاتوريتها بالنار والحديد!
وهذه نقطة تغيب عن كثير ممن يكتب أو يتكلم عن قضية المسلمين في أراكان!
ونخشى إن استمر هذا أن يحيد الإعلام مستقبلا عن حقيقة الوحش الشيوعي الذي يسكن نفوس البوذيين في ميانمار، وأن يصفهم بأهل الديانة المسالمة، وهو ما يعد من أشد الظلم في حق الأراكانيين؛ فصوت الظلم أنكى من سيف الظالم!!