الخميس 18 رمضان 1445 هـ | 28/03/2024 م - 06:51 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


تطبيقات الهواتف الذكية تنقل أخبار ميانمار للاجئي الروهينغا
الجمعة | 27/10/2017 - 06:15 صباحاً
تطبيقات الهواتف الذكية تنقل أخبار ميانمار للاجئي الروهينغا

وكالة أنباء الروهنجيا ـ الشرق الأوسط

جلس ممتاز الحق الذي ينتمي إلى أقلية الروهينغا المسلمين في متجر البقالة الذي يملكه عند سفح تل بمخيم للاجئين في بنغلادش في استراحة من عمله وراح يستمع لتسجيل صوتي على هاتفه المحمول، بينما تحلق حوله أطفال وبعض المارة للاستماع لآخر الأنباء من ميانمار.

ويقول ممتاز الحق (30 عاما)، وهو يشغل رسالة صوتية على خدمة «واتساب» يشرح المتكلم فيها مقترحات حكومة ميانمار لإعادة اللاجئين إلى قراهم: «أستمع لها لأني أحصل على بعض المعلومات عن وطني».

ويعيش ممتاز الحق في بنغلادش منذ موجة سابقة من العنف في ولاية أراكان بميانمار عام 1992 غير أن عدد اللاجئين ارتفع بشدة في الأسابيع الأخيرة ليتجاوز 800 ألف بعد عملية عسكرية واسعة شنها جيش ميانمار تسببت في فرار نحو 600 ألف من الروهينغا إلى بنغلادش.

وقد وصل عشرات الآلاف من اللاجئين المرهقين ومعهم قليل من الأرز وبضعة أوان وهاتف محمول يعمل ببطارية شمسية رخيصة، وكثيرون منهم يتعطشون لأنباء عما يدور من أحداث في الوطن.

لقلة المصادر الإخبارية بلغة اللاجئين الأصلية وتدني مستوى التعليم بينهم أصبحت الرسائل الصوتية ورسائل الفيديو عبر تطبيقات مثل «واتساب» و«فيسبوك» و«يوتيوب» بمثابة الإذاعة التي تنقل الأخبار للروهينغا المسلمين، طائفة الأقلية في ميانمار، التي هرب معظمهم إلى بنغلادش خوفا على حياتهم بسبب «التطهير العرقي» الذي مارسه جيش ميانمار والميليشيات البوذية ضدهم.

منع المنظمات الدولية من دخول المناطق التي يقطنها الروهينغا أو القرى التي حرقت وطردوا منها في ميانمار جعلهم يستقون معلوماتهم من مواقع التواصل الاجتماعية التي تحتوي أحيانا على الكثير من الأخبار الملفقة وغير الدقيقة.

وذكر تقرير لوكالة «رويترز»، أن البوذيين في ميانمار منعوا الأربعاء الماضي موظفين في مجال الإغاثة من زيارة مخيم للنازحين المسلمين في وسط ولاية أراكان.

وقال مسؤول إداري إقليمي ونشط لـ«رويترز»: إن نحو عشرة من مواطني ميانمار يعملون لحساب جمعية «ريليف إنترناشيونال» الخيرية التي لها مقران في الولايات المتحدة وبريطانيا أُجبروا على المغادرة بسبب احتجاج سكان من البوذيين الذين يشكلون أغلبية في بلدة مايبون. وتأخر تسليم المساعدات الغذائية للمسلمين في مايبون وسُمح بدخولها بعد تفتيش من ممثلين عن البوذيين.

وقال بيير بيرون، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): إن حادثة الأربعاء تعد أحدث مثال على العقبات الهائلة التي تواجهها منظمات الإغاثة الإنسانية في ولاية راخين.

وظهرت عشرات المجموعات على «واتساب» لسد هذا الفراغ في المعلومات. ويتنوع ما يتم بثه بين لقطات، درجة وضوحها ضعيفة، لأعمال عنف وقوائم بأسماء وأعداد المفقودين، أو حتى شرح من أحد المتعلمين لكيفية التأقلم مع الحياة في المخيمات.

وفي متجر يبيع المشروبات الباردة بمخيم ليدا للاجئين أدار رجلان بث «أخبار واتساب» من خلال مكبر للصوت. وروى رجل وهو يلهث مشهدا قيل إنه من قرية في منطقة بوتيداونغ في ميانمار. وتولى الترجمة لـ«رويترز» لاجئ يدعى محمد زبير. وقال زبير مترجما ما يصدر من خلال مكبر الصوت ومستخدما لفظا شائعا في بنغلادش ويشير إلى البوذيين في ولاية أراكان، وينم عن ازدرائهم «إنهم يحاصرون القرية. نحن نتعرض للهجوم من الجيش و(البوذيين)... بعض الناس أصيبوا بجروح خطيرة». وقال زبير عن فحوى البث «أثق فيها ثقة مطلقة». ولم تتمكن «رويترز» من التحقق من صحة هذه الرواية.

وفي العادة، تضم مجموعات «واتساب» مئات الأعضاء، وهو ما يعني أن انتشار المعلومات يتوقف على من ينقلونها. ولا يعرف كثيرون من المستمعين من هو صاحب الرسالة أو مدى الثقة في أمانة المتكلم. وقال البعض: إن من الشائع تلقي تقارير قديمة أو غير دقيقة.

وقال لاجئ داخل مقهى في مخيم كوتوبالونج «في بعض الحالات نتلقى رسائل صوتية عن قرى تحترق في ميانمار. وعندما نتصل بالناس في تلك القرى نكتشف أنه لا شيء يحدث». وقال آخرون: إن مشاهد بالفيديو لأعمال عنف قيل إنها صورت في قرى بميانمار ثم اتضح أنها مصورة في دول أخرى.

ويخشى كثيرون أيضا أن تكون طبيعة مجموعات «واتساب» التي لا تخضع لضوابط سببا في زيادة فرص الأصوات الحريصة على أهداف خاصة بدلا من مجرد نشر الحقائق.

فمن أنشط الجماعات استخداما لـ«واتساب» في نشر رسائلها جماعة جيش أراكان لإنقاذ الروهينغا (أرسا). وقال عدد من اللاجئين في بنغلادش إنهم ليس لديهم أي فكرة عما إذا كانت الرسائل التي ينشرها بعض الناس ممن لهم أرقام هواتف مسجلة في الشرق الأوسط أو مناطق أخرى من آسيا هي فعلا لأعضاء في جيش «أرسا». كما يخشى اللاجئون أن تسعى السلطات الأمنية في بنغلادش لمراقبة الرسائل وتبحث في المخيمات عن أنصار أرسا.

وفي ذلك المقهى في مخيم كوتوبالونج توقف اللاجئون عن الاستماع للرسائل عبر مكبرات الصوت خلال ساعات النهار، وأصبحوا يفضلون الاستماع إليها سرا أثناء الليل.

ومع ذلك، يقول كثيرون من الروهينغا: إن منصات التواصل الاجتماعي تلعب دورا أساسيا في الحفاظ على الروح المعنوية بين أفراد الطائفة. وقال ممتاز الحق صاحب البقالة «شعب الروهينغا ليس منظما... ولا يمكنهم أن ينفسوا عن شعورهم بالإحباط بأي وسيلة أخرى. ولذا فإن تلك هي وسيلة الاحتجاج».


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث