الخميس 16 شوال 1445 هـ | 25/04/2024 م - 03:58 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


مسلمو بورما.. صائمون رغم القتل والتعذيب والتشريد
الخميس | 30/06/2016 - 11:28 صباحاً
مسلمو بورما.. صائمون رغم القتل والتعذيب والتشريد

وكالة أنباء الروهنجيا - 

يعيش مسلمو بورما مآسي إنسانية يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان من هول ما يحدث لهم، فالمجازر اليومية ومحاولات التطهير العرقي من قبل جماعات بوذية متطرفة أفقدت شهر الصيام بريقه وتراجعت العادات الرمضانية في ظل سلسلة مجازر تكررت منذ استقلال بورما عام 1948، حيث يتعرضون لعمليات إبادة جماعية مما اضطر الكثير منهم إلى اللجوء إلى عدد من الدول، فرارًا مما يتعرضون وباتت حياتهم قائمة على الجهود الإغاثية من جانب المؤسسات الخيرية والإنسانية التي تسعى إلى تقديم يد العون والدعم لهم.
وتستغل بعض الدول والجهات الإغاثية شهر رمضان المبارك لتكثيف جهود الإغاثة وإرسال المساعدات والمواد الغذائية داخل بورما، حيث يعانى السكان من النقص الحاد في المواد الغذائية وارتفاع الأسعار فضلًا عن الاضطهاد والمأساة الإنسانية التي يتعرضون لها بالتهجير والإبادة والتضييق المتواصل عليهم في جميع أمورهم ومعايشهم، مع عدم قدراتهم على إنتاج المواد الغذائية بأنفسهم.

ويواجه مسلمو ولاية آراكان الواقعة في غرب بورما أوضاعا مأساوية في الوقت الراهن، بعدما تحولت المواجهات التي يشهدها الإقليم إلى حرب شاملة ضد المسلمين في بورما، حيث تجوب مجموعات مسلحة بالسكاكين وعصي الخيزران المسنونة العديد من مناطق وبلدات ولاية أراكان، تقتل كل من يواجهها من المسلمين وتحرق وتدمر مئات المنازل، وخاصة في منطقة 'مونغاناو' في شمال الولاية، إضافة لمدينة 'سيتوي' عاصمة ولاية آراكان.
وحسب ما نشر عن الناشط البورمي محمد نصر فإن مسلمي إقليم أراكان في دولة بورما، يتعرضون حاليا لأبشع حملة إبادة من قبل جماعة 'الماغ' البوذية المتطرفة، وتنتشر هذه الجماعات الراديكالية البوذية في أماكن تواجد المسلمين في بورما بعد إعلان بعض الكهنة البوذيين الحرب المقدسة ضد المسلمين.
ويضطر مسلمو إقليم أراكان للتنقل في ساعات الصباح الأولى فقط وبعدها يلجؤون إلى مخابئ لا تتوفر فيها أي من مستلزمات الحماية، خوفا من الهجمات الأشد في تاريخ استهداف المسلمين في بورما.

15% من سكان بورما مسلمون
يبلغ عدد سكان بورما أكثر من 50 مليون نسمة، منهم 15% مسلمون، حيث يتركز نصفُهم في إقليم أراكان ـ ذي الأغلبية المسلمة.

تهجير 1.5 مليون مسلم وقتل مئات آلاف:
يعود تاريخ الإسلام في بورما إلى عام 1430 م حين أقيمت أول مملكة إسلامية في ولاية أركان أوراخين بقيادة سليمان شاه، وكان معظم رعايا هذه المملكة من المسلمين البنغال والهنود والتجار العرب الذين تزاوجوا عبر القرون مع البورميين من سكان المنطقة واستمر الحكم الإسلامي لثلاثة قرون قبل أن تدمرها مملكة البورميين المجاورة عام 1784، وفي عام 1824 دخلت بورما تحت الحكم البريطاني فزاد عدد المسلمين بفضل الجنود الذين جلبهم البريطانيون من الهند للسيطرة على بورما وكان أكثر من نصفهم مسلمين.
وفي عام 1942 تعرض المسلمون في بورما لمذبحة كبرى على يد البوذيين الماغ، راح ضحيتها أكثر من مئة ألف مسلم وشرد مئات الآلاف.
وفي كل مرة يندلع فيها الصراع كانت الحكومة البورمية تستغل الصراع لتنزع من المسلمين أراضيهم وتحوّلهم إلى مشردين أو لاجئين، حيث تم تهجير مليون ونصف المليون مسلم إلى بلدان عديدة في تواريخ مختلفة ذهب القسم الأكبر منهم إلى بنجلاديش المجاورة وغيرها من الدول.
وبعد استقلال بورما عام 1948 فشل المسلمون في إنشاء دولة مستقلة بولاية أركان وهكذا تحولوا إلى أقلية مضطهدة بين أكثرية بوذية وحكومات غير محايدة، وزادت أعمال القمع تجاههم بعد استيلاء الشيوعيين على السلطة عام 1962 وتطبيق خطط مدروسة لتهجيرهم أو تذويبهم في المجتمع البوذي. ومن الممارسات التي كانت ضدهم هدم المساجد وإغلاق المدارس ومصادرة الأراضي ومنع ذبح الأبقار في عيد الأضحى.

حرمان مسلمى الروهنغيا من حقوق المواطنة:
أصدرت الحكومة البورمية في عام 1982 أصدرت الحكومة قرارًا يقضي بحرمان المسلمين من عرقية الروهنغيا من حقوق المواطنة والجنسية البورمية واعتبرتهم منذ ذلك التاريخ مهاجرين بنجاليين غير مرغوب فيهم رغم أن بورما نفسها تتضمن 120 عرقية معترفا بها.

الأمم المتحدة: مسلمو أراكان الأكثر اضطهادا في العالم:
تعتبر ولاية أراكان همزة الوصل بين آسيا المسلمة والهندوسية وآسيا البوذية، وتعد الأقلية المسلمة في بورما بحسب الأمم المتحدة أكثر الأقليات في العالم اضطهادا ومعاناة وتعرضا للظلم الممنهج من الأنظمة المتعاقبة في بورما. وأعادت الأحداث الدامية الأخيرة التي تعرض لها المسلمون في إقليم أراكان المسلم في بورما مآسي الاضطهاد والقتل والتشريد التي كابدها أبناء ذلك الإقليم المسلم منذ 60 عاما على يد الجماعة البوذية الدينية المتطرفة (الماغ) بدعم ومباركة من الأنظمة البوذية الدكتاتورية في بورما، حيث أذاقوا المسلمين الويلات وأبادوا أبنائهم وهجروهم قسرا من أرضهم وديارهم وسط غيابٍ تام للإعلام أن ذاك إلا في القليل النادر.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث