السبت 11 شوال 1445 هـ | 20/04/2024 م - 02:40 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


لاجئو الروهينجا يخاطرون بحياتهم في البحر للفوز بالجنسية الأسترالية
الخميس | 17/09/2015 - 09:01 صباحاً
لاجئو الروهينجا يخاطرون بحياتهم في البحر للفوز بالجنسية الأسترالية

وكالة أنباء الروهنجيا - (د ب ا)

كان سيد قاسم يعلم جيداً أنه سيموت لا محالة، وذلك في اليوم الخامس من رحلته بالبحر على متن زورق صغير طوله خمسة أمتار، وبصحبة عشرة رجال مكدسين داخله. وأبحر الرجل من إندونيسيا على أمل أن يصل إلى أستراليا من أجل الحصول على حياة أفضل لزوجته وأطفاله الأربعة، الذين ظلوا عالقين داخل مخيم مؤقت للاجئين في ماليزيا مخصص لقومية الروهينجا.

ولم يكن أمام قاسم أي مستقبل في المخيم حيث انتظر بلا جدوى لمدة 17 عاماً أن يستقر به الحال في أستراليا أو أي دولة أخرى.

وقال قاسم: «كان يتعين علي أن أفعل ذلك من أجل أطفالي، واضطررت لمحاولة عبور البحر إلى استراليا حتى يستطيع أطفالي الحصول على التعليم ويكون لديهم مستقبل، فليس هناك مستقبل في المخيم، ونحن كلاجئين ننتظر لعشرة أعوام، بل لعشرين أو ثلاثين عاما، ولكن من أجل ماذا؟».

وأضاف «إنني لا أريد أن تصبح جثتي طعاما للأسماك، ولكن يجب علي المحاولة من أجل أطفالي». وأوضح قاسم أنه عندما كان في الثامنة عشرة من عمره اعتقلته السلطات العسكرية في ماينمار وقامت بتعذيبه لمحاولته إقامة مدرسة تدار سرا لتعليم أبناء قومية الروهينجا، حيث لم تكن هذه السلطات تريد أن تصبح الأقلية المسلمة المعرضة للاضطهاد متعلمة وتخرج من دائرة الفقر».

وهرب قاسم إلى تايلاند ثم إلى ماليزيا، ولكنه شعر بأنه وقع في مصيدة ولم تعد أمامه فرصة للخروج من هذا الوضع، وعمل منسقا لصالح المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة داخل مخيم يؤوي 17 ألفاً من لا جئي الروهينجا ينتظرون بلا نهاية أن يتم توطينهم.
وعثر قاسم داخل المخيم على زوجة وأنجب منها أربعة أطفال، غير أنه لم تظهر أي بادرة تشير إلى أنه سيتم قبولهم كلاجئين وإضفاء الوضع القانوني عليهم. وقال «لم يكن لدينا أي شيء في المخيم الماليزي، لا مستقبل ولا تعليم ولا حقوق ولا مواطنة».

واستطاع قاسم بصعوبة جمع تسعة آلاف رينجت ماليزي (2329 دولاراً)، ودفع بالاشتراك مع تسعة أصدقاء له مبالغ مالية لشبكة تهريب البشر لإدخالهم إلى أستراليا.
وأضاف «إن الأمر كان مخيفا للغاية، وكان الماء يندفع إلى داخل الزورق طوال الوقت، وتعطل المحرك وانحرف الزورق عن مساره، وبدأ الزورق في التحطم، وبعد ذلك رأينا طائرة تحلق فوقنا والتقطتنا سفينة تابعة للبحرية الأسترالية وأنقذتنا من الموت». وأمضى قاسم 20 شهرا داخل مراكز الاحتجاز الأسترالية منتظرا قبوله كلاجئ. .
وفي عام 2012 وبمساعدة أحد المحسنين تم السماح لقاسم بالاستقرار في أستراليا كلاجئ، وبعد أربعة أعوام من شروعه في الرحلة الخطرة تم إعادة لم شمل الأسرة بانضمام زوجته وأطفاله الأربعة إليه في سيدني. ويستعيد قاسم ذكرياته قائلاً «إن ذلك كان أسعد يوم في حياتي، شكرا لك يا أستراليا». 


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث