الأربعاء 15 شوال 1445 هـ | 24/04/2024 م - 05:27 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


تقرير 2: الأوضاع الإنسانية للاجئين الروهنجيين في ماليزيا
الأربعاء | 19/08/2015 - 02:18 صباحاً
تقرير 2: الأوضاع الإنسانية للاجئين الروهنجيين في ماليزيا

وكالة أنباء الروهنجيا – خاص

عطا الله نور – ماليزيا:

يقدر عدد اللاجئين الروهنجيين في ماليزيا حوالي مائة وستين ألف نسمة، جلهم نزحوا على فترات متعددة منذ بداية اضطهاد حكومة بورما لهم بعد نيل الاستقلال عام 1948م، واستمرت الهجرات بعد عام 1962م عندما وقع الانقلاب العسكري وكرّس الطائفية في البلاد، وكان نصيب الروهنجيا من هذا التكريس حظًا وافرًا.

وكالة أنباء الروهنجيا كان لها شرف زيارة تلك المناطق في مملكة ماليزيا، والتعرف على أحوال اللاجئين الروهنجيين هناك من زوايا متعددة، نوردها تباعًا عبر سلسلة تقارير صحفية.

أماكن الإقامة:

ينتشر اللاجئون الروهنجيون في ماليزيا في عدد من الولايات الست عشرة، إلا أنهم يتمركزون في ثلاث ولايات رئيسة، وهي: ولاية سلانجور، وولاية كوالالمبور، وولاية بيننانغ. وأول أرض تطؤها أقدام الروهنجيين في أثناء فرارهم إلى ماليزيا هي جزيرة لنكاوي المحاذية لحدود تايلاند، فيصلون إليها عبر القوارب الخشبية، ومن ثَم ينتقلون إلى باقي ولايات ماليزيا.

خارطة توضح تقسيم الولايات في مملكة ماليزيا

الوثائق والثبوتيات:

بعد وصول اللاجئ الروهنجي إلى ماليزيا يتقدم بأوراقه إلى مكاتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) ليسجل اسمه في سجل اللاجئين؛ حيث ينتظر دوره ليتسلم بعد مدة تتجاوز العام الواحد بطاقة تعريفية تثبت أمام الجهات المختصة أنه من اللاجئين المقيمين في أرض الوطن، فتخول له بعد ذلك ممارسة بعض الأعمال الوظيفية ذات الدخل المحدود.


لاجئة روهنجية تبز بطاقة صادرة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين

المهن والحِرَف:
بعد وصول اللاجئين الروهنجيين إلى ماليزيا ينخرط معظم الرجال في مهنة باتوا يعرفون بها، وهي مهنة تقليم الأشجار، وقص الحشائش من أرصفة الطرقات، أو ما يسمى بجزارة العشب؛ سواء كان العمل باليد عبر مقصات خاصة، أو بالمعدات المخصصة لهذه المهنة.

التقينا بالشيخ أبي عمر السلطاني، وهو مدير منظمة الاتحاد الإسلامية لنهضة الروهنجيا؛ حيث قال: إن هذه المهنة تعد مهنة مبتذلة في عرف الشارع الماليزي؛ فهي لا يمارسها المقيم هناك فضلاً عن المواطن الماليزي، وربما يتطور اللاجئ الروهنجي ليتعاقد مع البلديات لاستلام منطقة بكاملها؛ ليقوم بعد ذلك بتشغيل اللاجئين الروهنجيين الذين وصلوا حديثاً إلى هناك.


آلة تقوم بجز الحشائش في الشوارع والطرقات

وأضاف: أن بعض اللاجئين يعملون في تنظيف الشوارع، أو بيع البضائع، وربما تكون بعض المهن والأعمال ممنوعة ممارستها للاجئين بحسب قوانين البلاد، إلا أنهم يُضطرون للعمل فيها تكسبًا لقوت أولادهم وأسرهم.

أوضاعهم المعيشية:
يعيش معظم اللاجئين الروهنجيين في ماليزيا في فقر مدقع وبشكل مقلق؛ وذلك بسبب حجم الأزمة وقلة الدعم المقدم لهم من قبل الجمعيات والمنظمات الدولية؛ مما يشكل ضغطا كبيراً على أوضاعهم المعيشية.

وبحسب تقديراتنا الشخصية فإن ثلثي اللاجئين يعيشون تحت خط الفقر، في حين أنه يعيش واحد من كل ستة لاجئين في فقر مدقع، ويعيشون في منازل مستأجرة، ومعظمها مبنية من الصفائح المعدنية، أو من الخشب القديم؛ مما يسهل على أشعة الشمس ومياه الأمطار التسرب إلى داخل المنازل.

يقول الشيخ محمد إلياس، وهو رئيس الجمعية الخيرية الاجتماعية: يفتقر ربع منازل اللاجئين الروهنجيين إلى الكهرباء، ولا توجد لديهم وسائل لتبريد الماء أو حفظ الطعام، وأيضًا يشكون نقص المراحيض في منازلهم، ومن ناحية أخرى يشكل الإيجار عبئًا كبيرًا على الأسر، ما أجبر أعدادًا كبيرة من اللاجئين على مشاركة السكن مع أسر أخرى لتقليل الإنفاق.


نموذج لمسكن روهنجي مستأجر، وهو مبني من الخشب ومسقوف بالصفائح

الجمعيات والمنظمات:
وذكر أحد الناشطين الحقوقيين الروهنجيين في ماليزيا، ويدعى "فريد" أن المجتمع الدولي ما يزال مقصرًا في دعمه للاجئين الروهنجيين في بلاد المهجر؛ مما ينبئ بمخاوف مستقبلية، مثل تسرب المزيد من الأطفال من المدارس بحثًا عن العمل، وسيتعرض الكثير من النساء إلى خطر الاستغلال، وسيؤثر ذلك سلبًا في الأوضاع المعيشية للاجئين الروهنجيين في ماليزيا، وأكثر الفئات عرضة للمخاطر هم المسنون والأسر التي ترأسها النساء.


بعض الماليزيين المتعاطفين مع اللاجئين الروهنجيين

وأضاف: نشط عدد من الجمعيات والمنظمات لخدمة وإعانة الروهنجيين في ماليزيا؛ حيث يقيمون حملات لجمع التبرعات، وبخاصة في المناسبات الدينية، كشهر رمضان، وعيد المولد النبوي، والنصف من شعبان، وأيام عاشوراء؛ فيبدؤون بحملات عبر وسائل الإعلام، وفي الأسواق لجمع التبرعات وإيصالها للمحتاجين من اللاجئين الروهنجيين.

وبين أبو عمر السلطاني: أن أفرادًا من الميسورين من أنحاء العالم يأتون إلى هنا لتقديم المعونات للاجئين الروهنجيين، أو يرسلون مندوبين من طرفهم، فيصلون إلى العاصمة "كوالالمبور أو بعض المناطق القريبة من العاصمة، إلا أن الأماكن النائية والبعيدة تُحرَم الحصولَ على تلك المعونات.


جمعية إغاثية روهنجية مصرحة في ماليزيا

كما نشط بعض الجمعيات الروهنجية هناك؛ حيث تقوم بعمل جيد إما بشكل مستقل أو بالتنسيق مع جمعيات ومنظمات ماليزية؛ وذلك لتقديم المساعدات وإيصالها للاجئين الروهنجيين في مختلف المناطق التي يعيشون فيها.

الاحتياجات:
بعد اطلاعنا على أوضاع شريحة لا بأس بها من اللاجئين الروهنجيين في ماليزيا؛ تبين لنا أن أول الاحتياجات هي كفالة الأيتام؛ حيث يكون الأب إما متوفيًا، أو عاجزًا عن العمل، أو محبوسًا بسبب مخالفات الإقامة ونظام العمل، أو موجودًا، لكنه في دولة أخرى، وصل إليها في أثناء الهروب من ظلم واضطهاد البوذيين في أراكان.

ثم يأتي بعد ذلك تقديم المواد الإغاثية والغذائية للأسر المحتاجة، وبخاصة في ولاية "بيننانغ" وجزيرة "لنكاوي"، وأيضًا تقديم الملابس للأطفال والنساء، وتوزيع الحجاب الشرعي عليهن، كذلك تقديم الإعانات للمدارس والكتاتيب التي تعلم الأطفال الروهنجيين القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد أفردنا تقريرًا خاصًا عن التعليم الروهنجي في ماليزيا.. أحوال.. واحتياجات..


إحدى حملات الإغاثة ل
منظمة الاتحاد الإسلامية لنهضة الروهنجيا في ماليزيا

كما أن اللاجئين الروهنجيين هناك محرومون من أكل اللحوم، حتى في عيد الأضحى لعجزهم عن ذبح الأضاحي، وعدم حصولهم عليها من المجاورين، وأيضًا يحتاجون إلى إعانات للعلاج في المستوصفات، بل إلى بناء مستوصفات أيضًا في أماكن وجودهم في عدد من الولايات.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث