الأربعاء 15 شوال 1445 هـ | 24/04/2024 م - 07:15 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


تقرير 1: التعليم الروهنجي في ماليزيا.. أحوال.. واحتياجات..
الأربعاء | 05/08/2015 - 10:53 صباحاً
تقرير 1: التعليم الروهنجي في ماليزيا.. أحوال.. واحتياجات..
لقطة عامة لمدرسة المهاجرين في مدينة "كلانغ" بماليزيا

وكالة أنباء الروهنجيا – خاص

عطا الله نور – ماليزيا: يقدر عدد اللاجئين الروهنجيين في ماليزيا حوالي مائة وستين ألف نسمة، جلهم نزحوا على فترات متعددة منذ بداية اضطهاد حكومة بورما لهم بعد نيل الاستقلال عام 1948م، واستمرت الهجرات بعد عام 1962م عندما وقع الانقلاب العسكري وكرس الطائفية في البلاد، وكان نصيب الروهنجيا من هذا التكريس حظاً وافراً.

وكالة أنباء الروهنجيا كان لها شرف زيارة تلك المناطق في مملكة ماليزيا، والتعرف على أحوال اللاجئين الروهنجيين هناك من زوايا متعددة، نوردها تباعاً عبر سلسلة تقارير صحفية.


خارطة عامة لمنطقة دول جنوب شرق آسيا

دول الجوار البورمي

لم يجد مسلمو الروهنجيا أمامهم طريقاً إزاء الممارسات العنصرية والاضطهادات المستمرة سوى اللجوء إلى دول الجوار بغية النجاة من الموت والحصول على حياة أفضل، مما اكتظت بهم بنجلاديش التي تشكو بذاتها ضعف إمكانياتها وفقرها، فكانت الدولة المفضلة ماليزيا ثم تايلاند التي لم تصلها قوارب اللاجئين الروهنجيين إلا بعد قطع خليج البنغال وشطر من المحيط الهندي.
وكانت تلك الدول تحسن استقبال هؤلاء الروهنجيين في بدء الأمر، إلا أن الأعداد الهائلة التي لجأت إليهم جعلتهم يعيدون صياغة المشهد من جديد لتضع ضوابط في قبول الأعداد الهائلة لهؤلاء اللاجئين، حتى بتنا نتحدث اليوم عن عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف يعيشون جنباً إلى جنب مع مواطني تلك البلدان.

الروهنجيون في ماليزيا
تعد طلائع الروهنجيين الأولى التي وصلت أراضي ماليزيا عام 1950م تقريباً، وبعدها توافدوا زرافات ووحدانا حتى أصبح اليوم هناك ثلاثة أجيال تعيش على ثرى ذلك الوطن، مع كون أكثرية أبناء الجيل الثالث هم من مواليد ماليزيا، فهم لم يروا بلاد آبائهم وأجدادهم، ولم يذوقوا الويلات والعذاب، ولا يعرف الكثير منهم معاناة عرقيتهم إلا عبر القصص والحكايات التي ترويها الجدات أو الأمهات.


الناشط الروهنجي "نور عالم" علي يمين الصورة

 

التقينا ب "نور عالم" وهو ناشط روهنجي وأحد قدامى اللاجئين الروهنجيين في ماليزيا، حيث ذكر أنه قدم إلى ذلك البلد قبل ثلاثة وعشرين عاماً، وجاء أول الأمر وحيداً تاركاً عائلته في بورما، ثم بعد ما اكتسب قدراً من المال جلب أسرته، والآن لديه أولاد وبنات يدرسون في المدارس النظامية والجامعية.

وأيضاً التقينا بالشيخ "أبو عمر السلطاني" رئيس منظمة الاتحاد الإسلامية لنهضة الروهنجيا في منطقة "بيننانغ"، حيث ذكر أن منظمته تعنى بتعليم الروهنجيين في منطقة "بيننانغ" والتي تبعد عن العاصمة كوالالمبور حوالي (400 كم) باتجاه الشمال، ولا توجد في هذه المنطقة جهات خيرية أو منظمات كثيرة تقدم العون والمساعدة للروهنجيين، لذا نحن نقوم بتدريس أبناء الروهنجيين عبر المعهد المؤسس من المنظمة، وأيضاً تقديم العون والمساعدة للأسر الفقيرة والمحتاجة، وإقامة فعاليات في مناسبات مختلفة للتعريف بقضية بورما، وأيضاً التنسيق مع حكومة الولاية في تسهيل أمور اللاجئين وشرح معاناتهم للمسؤولين.


الشيخ أبو عمر السلطاني مدير منظمة الاتحاد الإسلامية لنهضة الروهنجيا يمين الصورة

 

التعليم الروهنجي في ماليزيا
بعد وصول الروهنجيين إلى ماليزيا كان من البديهي أن ينخرط أبناؤهم في سلك التعليم ليتعلموا مبادئ القراءة والكتابة التي طالما حرموا منها في وطنهم أراكان (بورما)، إلا أن عقبة الوثائق والثبوتيات وقفت عائقاً أمامهم، فهم لا يحملون أية وثائق سوى قصاصات تعريف من مكاتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، والتي لها تواجد لافت في ماليزيا، وهذه القصاصات لا ترتقي إلا مستوى النظامية التي تسمح بتسجيل أولاد الروهنجيا في المدارس النظامية، فبدأ شيوخ البرماويين (المولوية) بإنشاء كتاتيب ومكاتب وخلاوي لتعليم الحروف الهجائية ومبادئ القراءة والكتابة وقصار السور من القرآن الكريم، وتعليم بعض الأوراد والأذكار، وصفة الصلاة.

يقول الشيخ "محمد بني حسين" وهو أحد المؤسسين لعدد من المدارس لتعليم الروهنجيين في ماليزيا: إن المدارس التي قمنا بتأسيسها تعلم أولاد الروهنجيين مبادئ الدين، والعقيدة، وتبذل قصارى جهدها للحفاظ عليها، وتعلمهم صفة الصلاة، وقراءة القرآن، وتحفظهم عدداً من الأحاديث النبوية والأذكار الشرعية، ويضيف: والحاجة هي التي لجأتنا إلى إنشاء هذه المدارس التي كانت في بادئ الأمر كتاتيب، حيث لا يجدون في مدارس مفوضية اللاجئين التعليم الديني، ونحن لابد أن نعمل على الحفاظ على دينهم وعقيدتهم، الذي من أجلها حوربنا وأخرجنا من ديارنا.

مدارس نظامية لمفوضية اللاجئين
ومع مرور الوقت بدأت مفوضية اللاجئين بصرف بطاقات لجوء لهؤلاء اللاجئين، وبدأت أيضاً بإنشاء مدارس نظامية لتعليم أولاد الروهنجيين العلوم الحديثة، واللغة الإنجليزية واللغة الملاوية، والحساب والهندسة، إلا أنها لم تدرج مناهج الدين واللغة العربية في مقرارتها، مما حدا بالشيوخ الدينيين إلى استمرار معظم تلك الكتاتيب والخلاوي، والتي تطورت مع مرور الزمن إلى مدارس شبه نظامية بترخيص من الدولة، لتعمل متزامنة مع مدارس (UNHCR)، وبدعم ذاتي أو تبرعات أهل الخير والإحسان من داخل ماليزيا أو خارجها.

احتياجات المدارس الروهنجية في ماليزيا
وبعد زيارة عدد من تلك المدارس اتضح لنا أنها تفتقد إلى نظام إداري حديث، على مستوى إدارة المدرسة أو طاقم المعلمين أو حتى في تسيير العملية التعليمة في اليوم الدراسي، وأيضاً تفتقد تلك المدراس إلى وجود مقررات دراسية موحدة وواضحة، ومنهج موزع على مدار العام، ليتولى المعلمون تدريس تلك المقررات وفق جدول زمني في عام دراسي كامل، وبالتالي ينتقل الطالب المجتاز لمقرر صف دراسي إلى صف آخر بعد خضوعه لاختبارات سنوية وأخرى فصلية.


احتياجات مدرسة الرحمانية من المقررات الدراسية

 

يقول الشيخ "عبد الجليل" معلم بمدرسة الرحمانية بمنطقة "كلانغ" بولاية "سلانغور": إن أهم ما نحتاجه الآن هو المقررات الدراسية الإسلامية باللغة العربية، إذ إن الطلاب يتعلمون في مدارس مفوضية اللاجئين اللغة الإنجليزية والملاوية، وإننا بحاجة ماسة إلى مناهج التوحيد والفقه والتجويد والحديث والسيرة النبوية واللغة العربية، من الصفوف الأول وحتى الثالث، لننتقل بعدها تدريجياً إلى الصفوف الأعلى.
ويضيف: ونحتاج أيضاً إلى دعم مالي يصرف للمعلمين رواتب شهرية، وللطلاب في مطبخ المدرسة، حيث يتناول الطلاب وجبة الغداء يومياً على نفقة المدرسة، بسبب كون وقت الدراسة يتزامن مع وقت الغداء، وبعد منازلهم عن المدرسة، وأيضاً نحتاج إلى صيانة الحافلة التي تقل الطلاب من وإلى المدرسة، كما نحتاج إلى إعداد بناء السكن المؤقت للطلاب المغتربين أو الأيتام الذين فقدوا أهاليهم أثناء النزوح من أراكان.


إدارة المدرسة (يمين) والمقصف الطلابي (يسار)

 

ويضيف الشيخ "نور الإسلام" مدير مدرسة اللاجئين الروهنجيين بمنطقة "كلانغ" بولاية "سلانغور": أنا المعلم الوحيد في هذه المدرسة، وعدد الطلاب عندي 30 طالباً، وتم إنشاء المدرسة بسبب بعد المسافة بين مدرسة الرحمانية بـ"كلانغ" وبين هذه المنطقة التي يعيش فيها أسر روهنجية عديدة.
وذكر "نور الإسلام": أنه يقوم بتعليم الطلاب الروهنجيين القرآن الكريم تلاوة وحفظاً، والقراءة والكتابة باللغة العربية واللغة الروهنجية، وأيضاً تحفيظ بعض الأحاديث النبوية.
ويضيف: أعاني من عدم وجود مناهج دراسية مرتبة لأقوم بالتدريس وفق جدول زمني محدد، وما أقوم به هو اجتهاد شخصي في توزيع المقرر، وقد قمت بطباعة كتيب عن تعليم الحروف الهجائية.


لقطة عامة لمنسوبي عدد من المدارس في مدينة "كلانغ" بماليزيا


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث