الخميس 16 شوال 1445 هـ | 25/04/2024 م - 10:42 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


إصلاحات ميانمار المتذبذبة
الإثنين | 26/01/2015 - 10:20 صباحاً
إصلاحات ميانمار المتذبذبة
أجبر العنف الطائفي الآلاف من المسلمين من عرقية الروهينجا إلى العيش في المخيمات - إيرين

وكالة أنباء الروهنجيا - (إيرين): أظهرت الصعوبات والمحن والانتصار النسبي الذي حققته مؤخراً منظمة "أطباء بلا حدود" في ميانمار (بورما سابقاً) أن الانتقال الذي تم الاستبشار به لهذه الدولة التي تقع في جنوب شرق آسيا من حكم الدكتاتورية العسكرية إلى إدارة "شبه مدنية" لم يكن انتقالاً سلساً بشكل كامل. وفقاً للتقرير الذي نشرته اليوم الإثنين شبكة (إيرين).

ولم يعتقد أي شخص على دراية ومعرفة جيدة بهذا البلد أن هذا الانتقال سيكون سلساً. لكن التفاؤل الأولي تحول تدريجياً إلى خليط من الأمل الحذر الممزوج بجرعات من الإحباط المنتظم.
وفي تقرير جديد صدر الأسبوع الماضي، وصف معهد دراسات السلام والنزاع عام 2014 بأنه "عام التقلبات بالنسبة لميانمار"، وتوقع أنه مع إجراء الانتخابات العامة المقررة في 2015، "سيكون 2015 عاماً حافلاً بالأحداث في البلاد".
ومن الصعب العثور على خطأ في هذا التحليل، فقد قدمت بداية 2015 أدلة وافرة على التقدم المتذبذب في ميانمار.

علامات صغيرة على التقدم
ففي الأسبوع الماضي، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود-هولندا أنها استأنفت بهدوء العمل في ولاية راخين (أراكان) في غرب البلاد، ذات الغلبية المسلمة المنحدرة من العرقية الروهنجية، بعد توقف دام 10 أشهر.
وكانت حكومة ميانمار قد أمرت المنظمة الطبية الخيرية بمغادرة البلاد في فبراير الماضي متهمة إياها بالانحياز لصالح أقلية الروهنجيا المسلمة في راخين.
ويذكر أن عشرات الآلاف من الروهنجيا - الذين لا تعترف بهم الحكومة كمواطنين في ميانمار منذ عام 1982 إثر صدور قانون نزع منهم حق المواطنة – قد نزحوا بسبب القتال مع البوذيين، والذي اندلع بشكل متقطع منذ عام 2012.
وقد أدى العنف الطائفي في العامين الماضيين إلى مقتل أكثر من 170 شخصاً وتدمير أكثر من 10,000 منزل. وواجه أولئك الذين فروا إلى المخيمات في كثير من الأحيان ظروفاً بائسة.
ويأتي استئناف عمليات منظمة أطباء بلا حدود في ولاية راخين في أعقاب ما تصفه المنظمة بـ "مفاوضات معقدة" مع الحكومة المركزية وسلطات الولاية وقادة المجتمع المحلي.
ولا تواجه منظمة أطباء بلا حدود الصعوبات وحدها من أجل السماح لها بالاستجابة بشكل مناسب للأزمة في ولاية راخين. فقد خلص جون جينج، مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، بعد زيارة استمرت يومين للدولة في سبتمبر الماضي إلى أن "الوضع الإنساني لا يزال سيئاً على نحو غير مقبول بالنسبة لعدد كبير جداً من الناس".

أجواء "مسممة"
ولكن الأجواء المناسبة لعقد مناقشات مثمرة حول دور المنظمات الإنسانية الدولية في ميانمار بشكل عام، وراخين على وجه الخصوص، قد تم تسميمها بعد أن قام راهب بوذي مثير للجدل بإصدار تصريحات مسيئة ضد المبعوثة الخاصة للأمم المتحدة. فقد وصف أشين ويراثو وهو قومي متشدد يانغي لي بأنها "عاهرة" بعد أن قالت المبعوثة الكورية الجنوبية علناً أن الروهنجيا يواجهون التمييز.
وتتعرض الحكومة لضغوط من أجل حل الخلاف ولكنها مترددة بشكل كبير في إصدار توبيخ لويراثو الذي يتمتع بشعبية واسعة.
وفي الوقت ذاته لم تكن التوترات العرقية الأخرى بحال أفضل، إذ تبدو آفاق تحقيق السلام في ولاية كاشين الشمالية، التي تعد موطناً لواحدة من أصعب المواجهات العرقية العديدة في ميانمار، قاتمة على نحو متزايد.
فقد كانت الحكومة تسعى للتوصل إلى اتفاق سلام وطني يشمل كل الجماعات لوضع حد لستة عقود من التقلبات. ولكن فرص النجاح في عام الانتخابات تبدو ضئيلة.
وكذلك احتمال حدوث المزيد من الإصلاح السياسي، نظراً للتصريحات الأخيرة للجيش الذي أوضح ما كان يفترضه الكثيرون بالفعل بأنه غير مستعد للتخلي عن أي من قوته ونفوذه الذي لا زال كبيراً.
لقد كان الأسبوع الماضي حافلاً، لذا فإن توقع أن يكون عام 2015 عاماً حافلاً بالأحداث لميانمار يبدو متحفظاً جداً.




التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث