الخميس 9 شوال 1445 هـ | 18/04/2024 م - 05:01 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


بورما.. مخيمات "الموت البطىء"
الخميس | 22/01/2015 - 10:04 صباحاً
بورما.. مخيمات "الموت البطىء"
أحد مخيمات اللاجئين الروهنجيين في بنجلاديش - RNA

وكالة أنباء الروهنجيا ـ خاص

ظنوا أنهم قد نجوا من موت محقق!.. ليكتشفوا أنهم يواجهون موتاً آخر "أشد وأقسى".. حيث لا موت.. ولا حياة أيضاً.. إنه "الموت البطىء".. هنا داخل "مخيمات النزوح" حيث لا أمل في المستقبل..
هذه هى العنوان الأبرز لحقيقة الحياة التي يحياها "مسلمو الروهنجيا" في مخيمات النزوح داخل بورما..
أوضاع مزرية للغاية.. من أحد أسبابها الرئيسية منع حكومة بورما المنظمات الاغاثية والطبية الدولية من تقديم الخدمات الإنسانية لهؤلاء النازحين؛ إلا في نطاق ضيق. وهو ما جعل تلك المخيمات لا تتوفر فيها الغذاء والدواء والتعليم والماء الصالح للشرب، هذا فضلاً عن أماكن صالحة للنوم وقضاء الحاجة.
هنا.. في مخيمات النزوح داخل بورما.. يتجلى الموت في أعين النازحين ليل نهار.. فغير مسموح لهم بالعمل.. ويمنع عليهم مغادرة تلك المخيمات.. واقع أليم يحياه منذ سنوات مسلمي الروهنجيا لا يجعل أمامهم من خيار سوى الرضى بالموت عاجلاً أو آجلاً داخل "مخيمات الموت" تلك، أو القبول بالهجرة لخارج البلاد حتى تبدأ مأساة أخرى لهم داخل "مخيمات اللاجئين في دول الجوار!

وفي تصريحات خاصة لـ"وكالة أنباء الروهنجيا"، عدد عطا الله نور، رئيس الوكالة؛ أسباب نزوح مسلمي الروهنجيا الذين يعيشون في ولاية أراكان بغرب البلاد، إلى مخيمات اللجوء تلك إلى:
1. الاعتداءات المتكررة من قبل العصابات البوذية المسلحة على قرى مسلمي الروهنجيا، وقيامهم بقتل الرجال، واغتصاب النساء، وحرق البيوت بعد سرقتها ونهب محاصيلهم الزراعية.
2. غياب العدالة القضائية وانعدام الحماية لهم بل وعدم السماح لهم بتقديم شكوى ضد الاعتداءات البوذية.
3. انتشار البطالة والفقر والفاقة الكبيرة بسبب عدم السماح لهم بالعمل والتجارة إلا بعد دفع رشاوى للمسئولين البوذيين.
4. عدم شعورهم بالأمن والأمان على أنفسهم وأعراضهم ومتلكاتهم.
5. الشعور بالظلم والاضطهاد من الحكومة البورمية.
6. الاضطهاد الديني وانعدام حرية ممارسة الشعائر الدينية.

لهذه الأسباب يفر المزاروع من مسلمي الروهنجيا من قراهم للالتحاق بمخيمات النزوح في داخل بورما، وتحديداً في ولاية أراكان في مدينتي "منغدو"، ومدينة "أكياب". بينما آخرون يفضلون الهجرة واللجوء لدول الجوار وتحديداً في كل من بنجلاديش وتايلاند والهند وفيتنام وماليزيا وإندونيسيا.

هذه المأساة المستمرة والمتواصلة؛ لا تجد من المجتمع الدولي صدى سوى تصريحات رسمية وانتقادات كلامية لم تمنع حكومة بورما من استمرارها في انتهاكاتها المتواصلة بحق مسلمي الروهنجيا، وهو ما دفع بـ"رئيس وكالة أنباء الروهنجيا" إلى توجيه عدة مطالب للمجتمع الدولي، أهمها:
1 ـ ضرورة عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن لاتخاذ قرار يدين حكومة بورما بشأن ممارساتها التعسفية ضد أقلية الروهنجيا.
2 ـ مطالبة حكومة بورما بالكف عن الانتهاكات المستمرة ضد أقلية الروهنجيا.
3 ـ إصدار بيانات إدانة واستنكار ضد مخطط حكومة بورما في إجبار الروهنجيا على قبول مسمى "مهاجر بنغالي".
4 ـ مطالبة حكومة بورما للتراجع عن سياساته الاقصائية لأقلية الروهنجيا في البلاد.
5 ـ مطالبة حكومة بورما في التصديق لظاهرة التطرف الممارس من قبل بعض المنظمات والجماعات ضد الإسلام والمسلمين في البلاد.
6 ـ حث بورما على المواصلة في مجال الحقوق والحريات لجميع الشعب البورمي، وفي مقدمتهم أقلية الروهنجيا.

كما حث "نور" كافة الدول الصديقة لـ"الانتقال من مرحلة التصريحات الكلامية الرسمية إلى اتخاذ مواقف عملية أكثر حزماً مع النظام البورمي"، وذلك لـ"منع نجاح المخطط البورمي من تطهير البلاد من مسلميها"، الذين يعشون على أرضهم التاريخية منذ قرون عديدة، وقبل أن تطأها قدم بورمي واحد.




التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث