الأربعاء 15 شوال 1445 هـ | 24/04/2024 م - 02:51 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


لاجئو الروهنجيا في بنغلاديش بين قسوة التهجير ورعب العودة إلى ميانمار
الثلاثاء | 09/09/2014 - 02:18 مساءً
لاجئو الروهنجيا في بنغلاديش بين قسوة التهجير ورعب العودة إلى ميانمار
مئات الآلاف من الروهينغا يعيشون في بنغلاديش منذ سنوات في ظروف رثة للغاية

وكالة أنباء الروهنجيا - (العرب القطرية): دكا - المأساة التي تعيشها أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار على يد السكان البوذيين الذين يرفضون التعايش معهم في كنف السلم منذ حوالي السنتين، مازالت تلقي بظلالها على تلك المنطقة الآسوية التي شهدت أشدّ مجازر الإبادة التي عصفت بالسلم الأهلي وسُجلت خلالها انتهاكات جمة لحقوق الإنسان خاصة بعد أن أصبح جليا أنّ تهجير هذه الأقلية إلى البلدان المجاورة لتخفيف معاناتها، يعدّ حلّا ظرفيا بحكم الظروف القاسية التي تعانيها في أماكن الإيواء وسعي البلدان الحاضنة إلى إعادتها إلى موطنها، رغم الخطر المحدق بها هناك.

في إطار استمرار المعاناة، أعلنت بنغلاديش الأسبوع الماضي أنها ستعيد أكثر من 2000 لاجئ من مسلمي الروهينغا إلى ميانمار، ممّا أثار العديد من المخاوف بشأن احتمال عودتهم إلى وضع مأساوي لا يزال في تدهور متزايد.

وتعليقاً على هذا الإعلان، قال شهيد الحق، المسؤول بوزارة الشؤون الخارجية في بنغلاديش، في تصريحات صحفية: “لقد وافقت ميانمار على إعادة 2415 شخصاً ممن يعيشون في مخيم كوكس بازار في جنوب شرق بنغلاديش إلى وطنهم. ونحن نعتبر هذا إنجازاً كبيراً. فهم يخضعون لعملية التحقق من أجل العودة إلى الوطن منذ عام 2005”.

وفي هذا السياق، يذكر أن الروهينغا، وهي أقلية مسلمة، يواجهون منذ فترة طويلة اضطهادا وتمييزا كبيرين في بلادهم، حدّ أنّ القانون البورمي يعتبرهم أشخاصا عديمي الجنسية.

كما أنّ حكومة ميانمار تزعم أنّ الروهينغا، يُعدّون تاريخياً مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش، وتصفهم بـ “البنغاليين”، وتنفي بشدة وجود أيّ شعب يسمى بـ “الروهينغا”. وعلى الجانب الآخر، تسعى حكومة بنغلاديش إلى ترحيل اللاجئين الروهينغا المتواجدين على أراضيها إلى وطنهم.

وقد وجدت هذه المواقف السلبية التي تعبّر عنها الحكومة الميانمارية، صداها لدى المواطنين البوذيين، مما تسبب في اندلاع موجة من العنف اندلعت في البلاد في العام 2012، يسميها البعض تطهيراً عرقياً للروهينغا. وقد أدّت تلك الأحداث الدامية إلى هجرة نحو 14000 شخص (معظمهم من الروهينغا) للعيش في ولاية راخين، حيث ما يزالوا على حالهم تلك حتى اليوم.

"2000 لاجئ من مسلمي الروهينغا ستعيدهم حكومة بنغلاديش إلى ميانمار"

ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يوجد ما بين 200.000 و500.000 من الروهينغا في بنغلاديش، من بينهم 32.355 فقط مسجلين ويعيشون في مخيمين حكوميين ويحظون بدعم الوكالة. (يقعان على بعد نحو كيلومترين اثنين من ميانمار). ويعيش معظم اللاجئين الروهينغا في مستوطنات غير رسمية أو بلدات ومدن، في ظلّ ما تصفها منظمة أطباء بلا حدود بأنها “ظروف يرثى لها”.

ويذكر أنه في الفترة ما بين عامي 1992 و2005، عاد 230.000 من الروهينغا من بنغلاديش إلى ميانمار بموجب اتفاقية بين الحكومتين، ولكن عملية الإعادة إلى الوطن توقفت عندما رفضت الحكومة البورمية تمديد الاتفاقية.

وقد تم الإعلان عن قرار استئناف إجراءات الإعادة إلى الوطن عقب جولة المشاورات الثامنة بين حكومتي البلدين في دكا في الـ31 من أغسطس الماضي.

وفي هذا السياق، أوضح شهيد الحق أن “الجانبين اتفقا على بدء العمل على تشكيل لجنة مشتركة خلال شهرين للتعامل حصراً مع المسائل المتعلقة بعودة اللاجئين وأولادهم،” مضيفاً أن العودة إلى الوطن سوف تبدأ بمجرد الانتهاء من تشكيل اللجنة المشتركة. إلى ذلك، قالت أونشيتا شادمان، مسؤولة الاتصالات والإعلام في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في دكا، “لقد علمنا بوجود اتفاق بين البلدين ونتطلع إلى معرفة المزيد من المعلومات حول عملية الإعادة المقترحة إلى الوطن”.

وفيما لا تزال التفاصيل متروكة لتقرير اللجنة، قابل اللاجئون الروهينغا في بنغلاديش هذا الإعلان بمشاعر مختلطة، ذلك أن احتمال العودة إلى الوطن يشكل سبباً للفرح والخوف في آن واحد. فعلى الرغم من أن حياة اللاجئين في بنغلاديش صعبة، إلا أن الوضع الإنساني في ولاية راخين، التي يعتبرها الروهينغا وطنهم، قد تدهورت في الأشهر الأخيرة نظراً لانسحاب بعض وكالات المعونة منها، وذلك في أعقاب وقوع هجمات على بعض المنشآت في شهر مارس على خلفية ما اعتبره البعض (خاصة البوذيون) أنه تحيز من جانب تلك الوكالات لصالح الروهينغا.

"اللاجئون الروهينغا في بنغلاديش قابلوا إعلان إعادتهم بمشاعر يختلط فيها الفرح بالخوف في آن واحد"

ويذكر أنّ شهر مارس الفارط، شهد فرار عمال الإغاثة الدوليين من ولاية راخين في أعقاب استهدافهم من قبل حشود بوذية ألقت الحجارة على منازلهم ومكاتبهم في سيتوي (عاصمة راخين)، اعتقاداً منهم أن الوكالات الإنسانية منحازة لصالح الروهينغا. من ثمّة عادت هذه الوكالات الإنسانية إلى استئناف عملياتها ببطء منذ ذلك الوقت.

وخلال زيارة لها في 13 يونيو لمخيمات النازحين داخلياً في ولاية راخين، وصفت كيونج وا كانج، مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية ونائب منسق شؤون الإغاثة الطارئة، الوضع في تلك المخيمات بأنه “مريع، في ظل عدم وجود سبل كافية للحصول على الخدمات الأساسية بما في ذلك الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحي”.

ومن جانبه، قال محمد إسلام، وهو لاجئ من الروهينغا يعيش في مخيم نويابارا روهينجا في كوكس بازار : “أنا ممتن حقاً لحكومة بنغلاديش على هذه المبادرة. سنكون سعداء جداً حتى إذا كان بعضنا سيعود إلى مآسي بورما، لأن هذا هو وطننا”.

وعلى الرغم من أن النقاشات الثنائية بين بنجلاديش وميانمار بدأت تؤتي ثمارها، إلا أن خلافات عديدة معرقلة مازالت قائمة.

فلقد قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تأمل أن تكون أيّة عملية إعادة للوطن، طوعية وأن تسير وفقاً للمعاير الدولية وأن تضمن سلامة اللاجئين وكرامتهم، لأنّ الوضع المتدهور والتوترات المستمرة في ولاية راخين في ميانمار مازالت تقلق الكثيرين من أيّة عملية عودة قد تشكل خطراً على الروهينغا”.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث