الجمعة 17 شوال 1445 هـ | 26/04/2024 م - 12:31 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


جامع "الروهنجيين" في "عبادان" ببلاد الأحواز العرب
الخميس | 22/05/2014 - 08:45 صباحاً

وكالة أنباء الروهنجيا – (عطا الله نور): لم يكن مسلمو العالم بعيدين عن الاهتمام بقضية "الروهنجيا" في بورما، حيث أثبت كثير من الوقائع في عمق التأريخ أن اهتماماً جيداً لقيه مسلمو الروهنجيا من قبل عدد من الأقطار الإسلامية في العالم؛ ففي الأحواز العربية، قام الشيخ خزعل الكعبي أمير الأحواز ببناء مسجد للروهنجيين في سنة 1921م، حتى يستطيع العمال المسلمون الأراكانيون الذين كانوا يعملون في مصفاة النفط في "عبادان" من أداء صلاتهم، وأمر بإطلاق اسم "جامع الروهنجيين"، وبالفارسي تم تبديل اسمه بمسجد "رنكونيها"

يقول "جعفر أبو صفا الأحوازي" في مقال له: تم بناء هذا الجامع على ضفاف شط العرب، وتم تزوير تاريخ بناء الجامع حتى وصل عند العامة أنه كان مرقصاً للبريطانيين آنذاك، وهذه كلها من أسباب المحتل الذي عمل جاهداً أن يمحي كل ما هو عربي وإسلامي في أرض الأحواز، وكل شبر من الأحواز الا والمحتل أراد أن يبدلها ويمحيها، حتى لا تكون لهذا الشعب أرضا وتاريخاً.

وأضاف: ولكن بفضل الله ثم بإرادة الشعب العربي الأحوازي الذي يناضل ويجاهد بكل ما يمتلك من قوة؛ فشل المحتل في مخططاته، فتم بناء الجامع لعمال مصفاة النفط في عبادان، حيث كانت المصفاة تجمع عمال كثر من أروبا والهند وآسيا عامةً، وكان من ضمن العمال المسلمين هم "الروهنجيين" والعمال الآخرين من الهند، ليستطيعوا أن يقيمون الصلاة والمناسبات الدينية.

وذكر "الأحوازي": إن بناء المسجد يوضح صور التلاحم الذي كان يربط بين الشعب الأحوازي العربي ولأمة الإسلامية، حيث كان الشيخ "خزعل" أمير الأحواز برغم تشيعه إلا أنه يعرف بتطلعاته حول الأمة الاسلامية والعربية من جانب، ومكانة الأحواز في العالم من جانب آخر.

وبين "الأحوازي" أن بناء جامع "الروهنجيين" تميز بالطابع المعماري الإسلامي، وامتزج بالفن المعماري الهندي، وأيضا حوى على الزخرفة والأشكال الهندسية المعمارية، وساعد في بنائه أهل السنة البلوش، ويمتلك الجامع أربعة قبب ومنارتين، واستخدمت فيه الألوان المختلفة للزخرفة، تم جلبها من الهند.
وأضاف: يوجد في الجامع نفقين تحت أساس البناء لمنع تسرب الرطوبة لأعمدة البناء، ويتكون الجامع من رؤية مزينة بالأسمنت والجص، وعملت فيها أشكال وزخرفات فنية رائعة، وحديقة ومكان للغسيل والوضوء، وفيه ثلاث مقابض لسحب الهواء و196 متر مربع واحة خلفية.

وبين "الحوازي" أن الجامع كان يحوي على الصفوف الإسلامية لتدريس الشريعة وتعليم القرآن، وكان يؤم المصلين فيه عدد من القراء، منهم: الشيخ محمد أسلم راجا، رانجاني عبدالرشيد، وبعد وفاته تولى افمامة ابنه "افضال رجا و اول امام الذي أدى صلاة الجماعة الأولى هو الحاج ملاء شعبان الهندي وبعده محمد جواد مولوي مختار زهی، مولوی ریغي البلوشي، مولوی قادری ومولوی علاء الدین من سكان بنغلاديش.
كما أقيم في الجامع أنشطة تجمع الاطفال والشباب لتعليم القرآن والعلوم الاسلامية بعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية، وبعد الدمار الذي لحق بمدينة عبادان ونزوح أهلها؛ قامت سلطات الاحتلال الفارسي ببناء مركز شرطة حدودية رقم 12 على الجامع، وبعدها أراد المحتل أن يجمد الأنشطة الإسلامية السنية، وقام بإغلاق الجامع  29 آذار/مارس1999م، وتم إدخاله بقائمة الآثار المرقم 2289، وتم فتح الجامع للزوار المهتمين بالآثار التاريخية في مايو 2007م.




التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث