بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصّلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
إلى مسؤولي القنوات الفضائية ومديريها حفظهم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
فإن حكومة ميانمار تقوم حالياً بالتعداد السكاني في البلاد، وتحاول من خلاله إجبار مسلمي الروهنجيا على الاعتراف بأنهم بنغاليون دخلاء في ميانمار، وليسوا من سكانها الأصليين، كما تمنعهم من نسبة أنفسهم إلى عرقية الروهنجيا التي هي إحدى العرقيات الأصلية في ميانمار؛ مما أحدث ردود فعل دولية كبيرة، حيث وصف كثير من المنظمات الحقوقية في العالم بأن هذا التعداد السكاني فيه تكريس للتفرقة العنصرية بحق الروهنجيا، وطالبت هيومن راتس ووتش بتأجيل التعداد السكاني لمنع تزايد العنف الطائفي والهجمات على مجتمع الإغاثة الدولية، كما أن الأمم المتحدة أبدت قلقها بسبب حظر مسمى "الروهنجيا" من التعداد السكاني.
كما أثارت خطوة حظر استخدام مسمى الروهنجيا حفيظة الروهنجيين الذين يدركون سر هذه الخطوة التي اتخذتها حكومة ميانمار؛ لإخراجهم من أراكان دون أي اعتراض من المجتمع الدولي، وإخلاء أراضيهم وممتلكاتهم لعرقية "الموك" البوذية.
وبالرغم من أن الوثائق والمستندات والآثار تثبت أنهم من عرقية الروهنجيا، وهذه العرقية لها تاريخ طويل في البلاد يمتد إلى آلاف السنين؛ إلا أن حكومة ميانمار ترفض كل ذلك، فوضعت خططا ممنهجة لإخراج الروهنجيا من البلاد، ومن تلك الخطط: منعهم من استخدام مسمى الروهنجيا في عملية التعداد السكاني الحالي.
فرجاؤنا منكم يا مسؤولي القنوات ووسائل الإعلام عامة ألا تستهينوا بهذا الحدث الخطير الذي قد يؤدي إلى محو مسمى الروهنجيا كلياً، والقيام بالدور الواجب والمطلوب تجاهه من التغطية والتحليل وفتح باب النقاشات حول هذا الموضوع، وأخذ أطروحات السياسيين وآرائهم، وغير ذلك مما يجب القيام به إعلاميا لإنقاذ موقف مسلمي الروهنجيا في الوقت الراهن.
نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لتأدية الرسالة الإعلامية على الوجه الأمثل، ولخدمة الإسلام والمسلمين في كل زمان ومكان، وأن يبارك في أوقاتكم وجهودكم؛ إنه سميع مجيب.
إخوانكم في وكالة أنباء الروهنجيا
الأربعاء 2 / 6 / 1435هـ