الثلاثاء 9 رمضان 1445 هـ | 19/03/2024 م - 09:37 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


مشاهد مروعة ترويها إحدى الناجيات: البوذيون اغتصبوني وقتلوا عائلتي!
الأحد | 17/09/2017 - 10:58 مساءً

وكالة أنباء الروهنجيا ـ خاص

بقلم محمد السقيلي

 طريق الهرب من أراكان لم يكن سهلاً
 

"نسبح ببرك من الدماء، رائحة البارود لم تفارق القرية منذ أيام، الموت الْتَهم الأطفال والنساء والشيوخ والرجال بأشكالٍ وبطرق مختلفة، النساء اُغتصبت بشكلٍ علني أمام مرأى أهلهم".. هذا جزءٌ بسيطٌ لمعاناة ترويها إحدى الناجيات من محرقة أراكان.
إحدى الروهينجيات الناجيات من محرقة أراكان، تقول والدموع تنسكب من عينيها: لم يتركوا طفلاً ولا شيخاً ولا رجلاً ولا امرأة ولا حجراً ولا شجراً إلا واستهدفته القوات الحكومية الميانمارية والعصابات البوذية على مدار الأيام الماضية، ومنهم من قُتل وآخرون اعتقلوا، واغتصبوا، والآلاف منهم هربوا من الموت وتركوا خلفهم أراضيهم ومنازلهم".
صوتها يُقطع الفؤاد، جسدها النحيل يقطر دماً، نتيجة تعرضها للضرب المبرح من قبل القوات الحكومية والمليشيات البوذية، قائلةً: قتلوا أمامي 5 أشخاص، بينهم ابني، وحرقوا منازلنا، وفقدنا كل شيء هناك (..) لم يبق أمامنا سوى الهرب تجاه بنجلادش.
تجلس بجانبها امرأة أخرى تبكي بصمت، ودموعها تسيل على وجنتيها، ملابسها ممزقة، تحتضنها امرأة كبيرة في السن وتضع يدها على جسدها علَّها تخفف من مصابها الجلل، وقصتها كما روت المرأة التي تحتضنها: هذه المرأة اُغتصبت وفقدت عائلتها ومنزلها، ولم يبق لها سوى نحن لنخفف عنها الآلام والمعاناة التي نعانيها جميعاً من القوات الحكومية والبوذيين".
وتضيف، بحزن: كنا نجلس بأمن وأمان في قريتنا وفجأة هجمت علينا عصابات البوذيين مسنودة بالقوات الحكومية، وكانت النتيجة القتل والاغتصاب والدمار والحرق والتهجير".
وأشارت إلى أن ما شهدته قريتها من دمار دفعها ودفع الآلاف مثلها لترك البلاد وقطع مسافات كبيرة جداً عبر التلال والمستنقعات والحقول للوصول إلى بنغلادش، والنجاة بالعرض والنفس من وحشية البوذيين.
ولفتت المرأة إلى أن "12 طفلاً و8 من النساء لقوا حتفهم في البحر خلال قطع الطريق من ميانمار إلى بنغلادش فالهجرة، إذ لم يكن قطع الطرق سهلاً، كما يتوقعها الكثيرون، خاصة أننا هربنا على متن قوارب متهالكة، إضافة إلى أن القوات الحكومية في بنغلادش كثيراً ما اعادت المهاجرين إلى ميانمار حيث القتل.
وطالب الناجون من محرقة أراكان المسلمين في جميع العالم بأن يكونوا يداً واحدة لنصرتهم، والوقوف بجانبهم، وإعادتهم إلى بلادهم، ووطنهم، وإقامة العدل والحرية والعدالة الإنسانية التي يتحدث عنها العالم اجمع.
ووفقاً لإحصائية أصدرتها الأمم المتحدة فقد هُجر نحو 400 ألف شخص من الروهينجا المسلمة من بلادهم أراكان عبر الحدود إلى بنغلادش المجاورة لبلادهم.
يشار إلى أن جيش ميانمار منذ عام 2012م لا يزال يرتكب انتهاكات جسيمة ضد حقوق الإنسان، شمالي إقليم أراكان، تتمثل باستخدام القوة المفرطة ضد مسلمي الروهنجيا، وتمارس حكومة ميانمار حملة "تطهير عرقي" بدم بارد على مرأى ومسمع العالم، إذ هجر عشرات الآلاف من المسلمين الروهينجا خلال الأسبوع الأخير فقط.
ويعد مسلمو الروهنجيا طائفة أقلية في ميانمار ذات الأغلبية البوذية، يعيشون في أراكان، ويبلغ عددهم نحو مليون شخص، ولا تعترف حكومة ميانمار بهم باعتبارهم مواطنين، وإنما تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين، وتدعي أن أصولهم تعود إلى حضارة بنجال الشرقية التي تُعرف حاليًا ببنجلاديش.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث