ماب نيوز – رانيا علي فهمي

في تعد صارخ على الآدمية، شنت حكومة بورما، في الآونة الأخيرة عدة هجمات عنيفة غير مسبوقة، على عدة قرى في ولاية أراكان غربي بورما أو ميانمار، لتتحدى بذلك المطالبات الدولية، لوقف إبادة طائفة الروهنغيا المسلمة، لترتفع معدلات القتل واغتصاب الفتيات والتهجير، بينما العالم يكتفي بالتصريحات والتهديدات التي لا ترتقي إلى حيز التنفيذ.

التقت “ماب نيوز” الشيخ عطا الله نور الأركاني مدير قناة آر فيجين العربية والأمين العام للتحالف الوطني الروهنغي، لتسليط الضوء على مستجدات الأحداث والقمع الذي تتعرض له طائفة الروهنغيا المسلمة في دولة ترأس حكومتها امرأة حاصلة على جائزة نوبل للسلام.

في نوفمبر 2016 دعت “اليونيسيف” حكومة ميانمار لاتخاذ تدابيرعاجلة لحماية الأطفال في ولاية أراكان.. فازداد بطشها.. ما هو الإجراء الذي تنتظره ولاية أراكان من المنظمات الحقوقية؟

ولاية أراكان تنتظر الكثير من المنظمات الحقوقية والإغاثة والطبية، منها على سبيل المثال لا الحصر، توفير الحماية لأطفال أراكان عبر “اليونيسيف”، وتوفير العلاج اللازم للمرضى والجرحى الذي يعانون اضطهادا وظلما هناك، وتوفير التعليم عبر مدارس تنشئها “اليونسكو”، وتوفير الأمن والأمان لأهل أراكان من المسلمين الروهنغيا الذين يعانون إبادة جماعية وقتل وحرق واغتصاب النساء على مرأى ومسمع من العالم.

اقرأ أيضا:

شاهد| فتيات الروهنجيا يبيتون في الغابات هروبا من جيش بورما

وأعتقد أن حكومة بورما لن تسمح لهذه المنظمات لتقديم هذه الخدمات إلا بوجود قرار أممي من مجلس الأمن يلزم بورما بعدم منع دخول وعمل تلك المنظمات في أراكان.

مؤتمر “بانجلونج” عام 1947، بين حكومة “أونج سان” وشعوب “الشان” و”الكاتشين” و”التشين”، منحهم الحكم الذاتي الكامل في المناطق الحدودية التي يقيمون فيها، لماذا لم تستفد منه أراكان؟

نعم، تم عقد هذا المؤتمر قبل نيل بورما استقلالها من بريطانيا، وتم في هذا المؤتمر التوقيع على معاهدة بأن تنال كل عرقية حكمها الذاتي في بورما بعد نيل الاستقلال مباشرة.

ولكن الذي حصل أن الجنرال “أونغ سان” لم يمكن عرقية الروهنغيا، وهي إحدى العرقيات المعترفة آنذاك في بورما- من الحضور في المؤتمر، واستعاض بدلا عنهم عضو مسلم كان في حزب “أونغ سان” وهو “أو رزاق”.

اقرأ أيضا:

#أراكان_تحترق.. حملة إعلامية لنصرة مسلمي «الروهنجيا»

ولكن حتى العرقيات التي حضرت المؤتمر لم تنل حكمها الذاتي، وذلك بسبب الانقلاب العسكري الذي وقع في بورما عام 1962م، والذي ألغى جميع معاهدات الحكومة المدنية التي قبلها.

ولذا الآن في الوقت الحالي هناك صراع مسلح بين جيش بورما وعرقيات في عدد من ولايات بورما المطالبة بتطبيق معاهدة “بانجلونج”.

نفي رئيس ميانمار ثين سين توجيه أي إساءات ضد الروهنغيا، وأكد على أنهم “بنغاليون” .. ما هو الموقف الدولي من هذه التصريحات؟

الرئيس السابق “ثين سين” وهو قائد جيش سابق، وكذا جميع قادة الجيش في بورما دأبوا على الكذب على العالم بأنه لا توجد هناك انتهاكات أو إبادة تمارس ضد أقلية الروهنغيا في بورما، واستمروا على ذلك عقود طويلة.

ومما ساعدهم على ذلك هو التكتم الإعلامي الذي فرض على ولاية أراكان، حيث تمنع الحكومة وصول أي وسيلة إعلامية هناك، سواء كانت دولية أو محلية، فغابت أخبار سكان الولاية المسلمين عن العالم.

اقرأ أيضا:

المملكة قلقة من الأوضاع المأسوية لمسلمي الروهينجا بميانمار

ولكن مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر أجهزة جوالات مزودة بالكاميرات استطاعت وسائل الإعلام العالمية والروهنغية إظهار ونقل بعض ما يدور هناك من إبادة وقتل وحرق وتهجير واغتصاب.

وهنا انجلت بعض المواقف الطيبة من المجتمع الدولي، فبدأ التحرك منذ 2012 ، وتمت مناقشة ما يدور هناك في اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف، وتم إصدار عدد من القرارات التي تطلب من حكومة بورما توفير الحماية والمواطنة لعرقية الروهنغيا، ولكن حكومة بورما رمت وترمي بكل تلك القرارات عرض الحائط.

في 2 نوفمبر أجرى وفد من دبلوماسي الأمم المتحدة في زيارة تقييميه للوضع الإنساني لولاية “أراكان” فماذا عن النتائج؟

منذ عشرات السنين، وبالأخص منذ عام 2012 هناك وفود دبلوماسية كثيرة جدا تزور أراكان ثم تذهب ولا يتغير شيء في أرض الواقع، بل يزيد الأمر سوءاً. بل إن الأمين العام للأمم المتحدة عين عددا من المبعوثين في بورما، ومنهم “توماس كوينتانا” و”يانغهي لي” المبعوثة الحالية، وقد رفعوا تقارير كثيرة للأمين العام للأمم المتحدة، بل أصدروا بيانات إعلامية عبر وسائل الإعلام، وذكروا أن إبادة جماعية وقعت في بورما، وأن هناك انتهاكا لحقوق الإنسان يحصل هناك ضد عرقية الروهنغيا، ولكن الأمم المتحدة لم تحرك ساكناً.

اقرأ أيضا:

مساجد ماليزيا تقيم «قنوت النازلة» للدعاء لطائفة الروهنجيا

تستكمل«ماب نيوز»  في الحلقات القادمة الحوار مع الشيخ عطا الله نور الأركاني الأمين العام للتحالف الوطني الروهنغي، لتسليط الضوء على أخطر صور الاضطهاد التي تتعرض لها طائفة الروهنغيا المسلمة.