الخميس 16 شوال 1445 هـ | 25/04/2024 م - 11:25 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


بالفيديوهات والصور تعرف على القصة الكاملة لمأساة مسلمي الروهنجيا
الأحد | 20/11/2016 - 07:25 صباحاً

وكالة أنباء الروهنجيا - مرصد الأقليات المسلمة
أجرى الحوار: محمد سرحان ـ هاني صلاح

- معاناة مسلمي الروهنجيا قضية الأمة المنسية
- مسلمو الروهنجيا يعانون اضطهادا طائفيا وعرقيا
- مسلمو الروهنجيا قابضون على دينهم رغم القتل والتهجير
- أراكان كانت مملكة إسلامية مستقلة
- تغيير ديموغرافي ممنهج في أراكان لتحويل المسلمين إلى أقلية
- تقارير دولية: جرائم ضد الإنسانية في أراكان
- أكثر من 20 ألف قتيل وحملات تطهير عرقي ضد الروهنجيا

أشلاء متناثرة على قارعة الطرقات، وأجساد بشرية محروقة، وبقايا بيوت تحولت إلى كوم من الرماد، ونساء يتناوب المجرمون على اغتصابهن وقتلهن، وطفولة مؤودة قتلا وحرقا، أجساد نحيلة تلتحف السماء وتفترش العراء، تكتظ بهم قوارب مهترئة في عرض البحر، وتتكدس بهم مخيمات اللجوء، قابضون بما بقي فيهم من شبه حياة على عقيدتهم، التي فيها يُقتلون.

هنا ولاية أراكان الواقعة غربي بورما (ميانمار حاليا)، أهلا بكم في الجحيم المتواصل على مدى أكثر من سبعين سنة، هنا يعيش مسلمو الروهنجيا واحدة من أبشع المآسي التي قد يعرفها البشر، مأساة تتعدد صورها ما بين القتل والحرق والتهجير ونزع المواطَنة عنهم، مأساة مركبة طائفيا وعرقيا، على يد العصابات البوذية وبمشاركة السلطات الحكومية في ميانمار، وتحت صمت دولي مطبق يعري ضمير الإنسانية.

وفي ظل هذه المأساة، فهل تكتفي الدول العربية والإسلامية بدور المتفرج؟ ولماذا يغض المجتمع الدولي الطرف عنها؟ وماذا قدمت الدول الإسلامية القريبة من بورما؟ وماذا يُنتظر من لجنة كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة؟ وما هو الدور المطلوب من وسائل الإعلام العربية والإسلامية وما هو واجب كل مسلم تجاه مسلمي الروهنجيا؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها الكثير، ولكشف كل جوانب هذه المأساة وتسليط الضوء بقدر أكبر على واقع الإسلام والمسلمين ميانمار (بورما) عموما ولاسيما مسلمي الروهنجيا في أراكان، كان لنا الحوار التالي مع ضيفينا الإعلامي والناشط الحقوقي (عطا الله نور) – مدير قناة ("آر فيجين العربية والأمين العام للتحالف الوطني الروهنجي، والسيد/ خالد النجار – رئيس وكالة أنباء الروهنجيا.

ويأتي الحوار في إطار مبادرة الزميل الصحفي "هاني محمد صلاح" بإجراء حوارات متعددة الأطراف على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، وتهدف إلى التعريف بواقع الأقليات المسلمة حول العالم، وتلقي الضوء على أبرز التحديات التي تواجههم، وذلك بالتعاون مع مرصد الأقليات المسلمة.
وإلى نص الحوار:

أسئلة تمهيدية من فريق إدارة الحوار:

لماذا نسمع في وسائل الإعلام مسلمو الروهنجيا عند الحديث عن الانتهاكات ولا يقال مسلمي بورما.. فما هو الفرق بينهما؟
بورما (ميانمار) حاليا هي إحدى دول جنوب شرق آسيا، يحدها من الشمال الشرقي: الصين، ومن الشمال الغربي: الهند وبنجلاديش، ومن الشرق: لاوس وتايلاند، ومن الجنوب: خليج البنغال والمحيط الهندي.

أراكان  تقع في غربي بورما، ويفصلها عن دولة بنجلاديش نهر ناف، ويفصلها عن بقية ولايات بورما سلسلة جبال أراكان "يُوما" وهي امتداد لسلسلة جبال هملايا، وفي جنوبها خليج البنغال والمحيط الهندي (فمنطقة أراكان منفصلة عن بورما البوذية تماماً من الناحية الجغرافية).
فأراكان اسم للأراضي التي تقع بين سلسلة جبال أراكان (يوما) وخليج البنغال، ونهر ناف، وتشمل الأقاليم الأربعة: أكياب، كيوكتو، كيوكفيو، ساندوي.

ما الذي يحدث بالضبط الآن في أراكان، وما أسبابها؟
الذي يحدث بالضبط الآن أن حكومة بورما أعلنت منذ بداية شهر أكتوبر من هذا العام 2016 أن أراكان منطقة عسكرية وعللت ذلك بوجود جماعات مسلحة دخلت عبر الحدود مع بنجلاديش، فحشدت القوات في الولاية وأتت بالجيوش والدبابات والمروحيات والقوارب الحربية، وبدأت في تفتيش المنازل، فوقع هناك نهب وسلب واغتصاب، ثم تطور الأمر إلى قتل وحرق للقرى، حتى إن منظمة هيومن راتس صورت عبر الأقمار الصناعية قرى كثيرة أحرقت بالكامل قد تصل إلى خمسمائة 500 بيت وكلها للروهنجيا، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بصور وفيديوهات لقتلى من النساء والأطفال والشيوخ على قارعة الطرقات، وعمليات حرق لقرى وبيوت كثيرة، ومروحيات تقصف بأسلحة ثقيلة على المدنيين العزّل.

وفي تصورنا أن الأسباب الحقيقة هي:
1. تنفيذ حكومة بورما لمخططها العام وهو إخلاء أراكان من الروهنجيا، واستغلال الأحداث الحالية بإخلاء أكبر قدر من القرى وتهجير أهلها الروهنجيا إلى مخيمات النازحين الداخلية أو إجبارهم على الخروج من أراكان.
2. إحداث فوضى في البلاد بحيث يثبت جيش بورما للعالم أن الحكومة المدينة لا تصلح لبورما، وأنه في عهد حكومة بورما المدنية الحالية حصل تسيب وفوضى ونشوء جماعات مسلحة مما يسوغ للجيش إعادة الحكومة السابقة التي خسرت الانتخابات - وهي شبه عسكرية – إلى سدة الحكم.
3. تغيير ديموغرافية أراكان بنقل بوذيين من مناطق متوترة في شمال البلاد وشرقها إلى أراكان وإسكانهم هناك، تماما كما يحصل التوطين للصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
4. إفشال الجهود الدولية والمحلية - ومنها جهود لجنة كوفي أنان- والتي تسعى إلى منح الروهنجيا بعضا من حقوقهم في بورما، والعمل على إيجاد تعايش سلمي بين عرقيتي الروهنجيا والموك (الراخين) في ولاية أراكان.

المشاركة الأولى.. من: د.محمد نوشاد النوري القاسمي ـ أستاذ بالجامعة الإسلامية دار العلوم وقف ديوبند الهند ومساعد تحرير مجلة وحدة الأمة المحكمة ديوبند الهند:
1 ـ تفضلوا بطرح السبب الرئيس لما يواجهه المسلمون في بورما؟
المسلمون الروهنجيون وبالتحديد في إقليم أراكان هم الذين يعانون ويتعرضون للاضطهاد البوذي والتطهير العرقي، أما بقية المسلمين في أنحاء بورما فوضعهم مستقر نوعا ما، وإن كانوا أحيانا لايسلمون من العنصرية البوذية من قبل بعض المتطرفين البوذيين، ويصيبهم من الأذى والاضطهاد.

والسبب الرئيس لما يواجهونه يكاد ينحصر في قوله تعالى (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد)، فالرهبان البوذيون الذين يعتبرون بورما قبلة البوذيين يخافون من انتشار الإسلام فيها، مما جعلهم يحرضون ليل نهار الحكومة البورمية ضد المسلمين الروهنجيين، وحكومة بورما تخضع دوما لطلب الرهبان ولا ترد لهم أمرا. 
وهناك سبب آخر وهو أن الروهنجيا كانوا قبل مائتين عاما حكاما لمملكة أراكان (كانت مملكة مسلمة مستقلة) والتي تسمى الآن ولاية أراكان باعتبار أنه تم احتلالها من قبل بورما في عام 1784م.

فسلطات ميانمار (بورما) تخشى من مطالبة الروهنجيا باستقلال أرضهم لو استقروا واستردوا مواطنهم في بورما، لذا خططت منذ نيل بورما استقلالها في عام 1948 لحرمان الروهنجيا من حقوقهم وعدم إشراكهم في العملية السياسية بالبلاد، وحتى نزع مواطنتهم بقانون 1982م.

2 ـ ما موقف الحكومة البورمية مما يتعرض له مسلمو الروهنجيا من اعتداءات وانتهكات؟
من خلال الستين السنة التي مضت تبين كيف أن حكومة بورما متورطة في الانتهاكات والاعتداءات التي تعرض لها الروهنجيون، بل هناك قيود وقوانين وإجراءات سنّتها حكومة بورما ضاعفت من مأساة الروهنجيين، ومن هذه القوانين الجائرة والقيود التي فرضتها على الروهنجيا على سبيل المثال لا الحصر:

1. أممت أوقاف المساجد، والمدارس الإسلامية، وحظرت كلياً طبع الكتب الدينية والمجلات والصحف وحتى ( المصحف الشريف).
2. أممت الأملاك والعقارات التابعة للمسلمين في أراكان بنسبة 90 %، ولم تؤمم من أملاك البوذيين إلا 10 %.
3. اعتقلت زعماء المسلمين، وقامت بإعدام الكثير منهم، وجردت بعضهم من حق المواطنة وأودعتهم في السجون.
4. في سنة 1974 م وُضع دستور اشتراكي جديد، وألغيت فيه كل أشكال الديمقراطية التي كانت سائدة قبل ذلك، ويؤكد الدستور الجديد على ضرورة الذوبان في المجموعات القومية وتصفية ديانة المسلمين، فبدأت حرب إبادة بطريقة منظمة ومخططة وبأساليب مختلفة تمثلت في الآتي:

أ.الاستيلاء على العديد من قرى الروهنجيين، ومصادرة أراضيهم، وتوطين المهاجرين البوذيين فيها (تغيير ديموغرافي)؛ بهدف تحويل الأغلبية المسلمة إلى أقلية.
ب. تقييد تحرك المسلمين الروهنجيين داخل البلاد، على نحو لا يمكنهم من التحرك من قراهم إلى مكان آخر في الدولة دون تصريح حكومي، وبذلك تحولت القرى والمدن في المناطق الإسلامية إلى معسكرات اعتقال.

5. في عام1982 م تم سن قانون المواطنة الجديد المجحف بحقوق المسلمين في بورما، وذلك بهدف تحويل المسلمين الروهنجيين إلى أجانب، وبناء على ذلك فقد حُرموا من الانضمام إلى الجهاز العسكري، ومن المشاركة في الحكومة المنتخبة، والأجهزة الحزبية المختلفة؛ من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وحرموا من الخدمات الثانوية كالتعليم والصحة والخدمات البيئية.

3 ـ ما هي الأدوار المطلوبة منا تجاههم ولم تتم بعد حتى اليوم؟
القضية الروهنجية قضية عادلة، يجب على المجتمع الدولي عموما وعلى المجتمع المسلم خصوصا إدراك ما يجب عليهم تجاه هذه القضية، فأراكان كلها تحترق، وأهلها يبادون عن بكرة أبيهم على مرأى ومسمع من العالم.
يجب على المجتمع الدولي إرسال لجنة لتقصي الحقائق، حتى يكشف للعالم ما يجري هناك من إبادة جماعية وتطهير عرقي ضد المسلمين.

وعلى المؤسسات الإعلامية إرسال فرق للتغطية الإعلامية على مدار العام، وتأسيس مكاتب لها هناك حتى يكسروا حاجز الحصار والتعتيم الإعلامي المفروض هناك ويُطلعوا العالم ما يرتكبه البوذيون بالتواطؤ مع الحكومة البورمية من انتهاكات واعتداءات واغتصاب وتهجير قسري.
وعلى الأفراد من الأمة الإسلامية بذل ما بوسعهم نحو هذه القضية من إغاثة ومد يد العون حسب استطاعتهم، ونشر أخبارهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي لتبقى القضية حية إلى أن ترجع الحقوق إلى أهلها، والدعاء لهم حتى يرفع الله الضر عنهم.

4 ـ وما هي أكثر الجهات الداخلية أو الخارجية اهتماما بشأن مسلمي بورما؟
هناك العديد من الدول الإسلامية والعربية لها اهتمام وجهود مشكورة تجاه القضية، ومن أكثر الدول اهتماما بشأن القضية الروهنجية: المملكة العربية السعودية، وقطر، وتركيا.
ومن المنظمات والمؤسسات والجمعيات الخيرية: منظمة التعاون الإسلامي بالسعودية، وجمعية قطر الخيرية، وجمعية IHH التركية، ولجنة بورما بالكويت، وغيرها.

المشاركة الثانية.. من: شادي الأيوبي ـ صحفي مقيم في اليونان:

5 ـ لاحظنا أنه في الفترة الأخيرة انتشرت صور كثيرة تنسب لقضية مسلمي الروهنجيا في ولاية أراكان في ميانمار (بورما).. وأحياناً نلاحظ أن هناك صور كثيرة مأساوية لدرجة كبيرة ولكن ليست لها أي علاقة بهذه القضية..

فهل هناك من طريقة أو وسيلة أو موقع إعلامي موثوق نعرف منه الأخبار الصحيحة؟ لأن المبالغة أحياناً أو الأخبار غير الصحيحة تسبب كذلك صدمة كبيرة بشكل سلبي ويكون لها تأثير عكسي على القضية وهذا غير مطلوب أيضاً.
المصداقية والدقة في الخبر مطلب ملح، ولا شك أن هناك صورا تنتشر من فترة وأخرى ليس لها علاقة بالقضية الروهنجية، وهذا مما كان له أثر سلبي على القضية، ولهذا قام بعض الغيوريين من أبناء القضية بإنشاء مؤسسات ومراكز ومواقع إعلامية لنشر الأخبار الصحيحة أولا بأول، منها على سبيل المثال لا الحصر:
وكالة أنباء الروهنجيا: أول وكالة إخبارية لرصد أخبار الروهنجيا.
قناة آرفيجن: أول قناة فضائية تم إطلاقها في غرة محرم من هذا العام 1438هـ، وقبلها كانت قناة في يوتيوب.

المشاركة الثالثة.. من: عباس محمد صالح- صحفي ـ السودان:

6 ـ في ظل طرح بعض الدول شرعية دولية جديدة وهي "مسؤولية الحماية"... برأيكم لماذا فشلت هذه الدول في حماية الروهنجيا؟         
من وجهة نظرنا أن سبب الفشل هو عدم الجدية من تلك الدول في حماية الروهنجيا أو المطالبة بحمايتهم من المجتمع الدولي، ومعلوم أن هناك عدد من البنود في ميثاق الأمم المتحدة تجيز تدخل بعض الدول في شؤون دولة أخرى إذا ما حصل هناك انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، وهل هناك انتهاك أكبر مما يحصل لعرقية الروهنجيا في بورما؟!
فالمطلوب من الدول الراعية لتلك المسؤولية المطالبة الحثيثة والفاعلة من الأمم المتحدة لحماية الروهنجيا وإرسال قوات حفظ السلام كما حصل في أفريقيا الوسطى.

7 ـ هناك مبعوثا دوليين كوفي عنان وغسان سلامة...ما تقييمكم لدورهما حتي الآن؟ وما توقعاتكم لمهامهما؟                       
حسب علمنا أن كوفي أنان تم اختياره من قبل حكومة بورما لرئاسة لجنة الوفاق والتعايش السلمي في أراكان، وليس هو مبعوثاً دولياً في الوقت الحالي، وعلى كل حال فكوفي أنان بدأ مهمته في بورما منذ أشهر قليلة، وأمامه تحديات كبيرة جدا، كما يجب عليه وعلى لجنته التحرر من القيود المفروضة عليه، كحرية التنقل في داخل بورما، وأيضا عليه أن يستعين بأعضاء من الروهنجيا حتى يوازن الكفة في لجنته، وكان من المفترض منه ومن لجنته التواجد الآن في أراكان للوقوف على حقيقة ما يجري هناك، ورصد الانتهاكات التي تمارسها حكومة بورما وميلشياتها المسلحة ضد المسلمين.

في أواخر أغسطس من العام الجاري 2016، شكلت حكومة ميانمار برئاسة (أونج سان سو كي) التي بدأت ولايتها في أوائل هذا العام، شكلت ما عرفت باللجنة الاستشارية برئاسة اﻷمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي عنان، من المقرر أن تسلم اللجنة تقريرها النهائي بنهاية أغسطس 2017، ومن المرجَّح أن يتضمن التقرير اقتراحات وحلول دائمة للصراع في البلاد لاسيما في ولاية أراكان حيث يعاني مسلمي الروهينجا من انتهاكات واسعة لحقوقهم، وعلى إثر هذه الانتهاكات المتواصلة والتي تصاعدت بشدة منذ عام 2012، اضطر مئات الآلاف من الروهينجيا إلى الفرار من مناطقهم لمخيمات والعيش في معسكرات لاجئين في الدول المجاورة، في ظل غياب أي جهد حقيقي لمساعدتهم على العودة.

8 ـ ما هي الأسباب وراء ضعف الضغوط الدولية والإقليمية علي حكومة ميانمار؟                       
من المعلوم أن العالم يسير وفق مصالحه وليس وفق ما يقتضيه الحال، فمصالح الدول الكبرى تكمن في التقارب مع الحكومة الجديدة في بورما، بغية الحصول على فرص استثمارية كبيرة في الساحة البورمية، لذا نجد مواقف تلك الدول لا تعدوا كونها إصدار بيانات حث وإدانة فقط، ولم تصل حتى الآن إلى مستوى الشجب والاستنكار فضلا عن أن يتخذوا مواقف عملية توقف آلة القتل الذي يمارس ضد الروهنجيا الأبرياء.

9 ـ  بعض المنظمات غير الحكومية التي تتبنى حملات مناهضة الإبادة والتطهير العرقي في الغرب هل لديكم تواصل معها؟ وكيف تنظرون لتحركات هذه المجموعات تجاه قضية الروهينجيا مقارنة بقضايا أخرى تتبناها هذه اللوبيات؟
نعم لدينا تواصل مع عدد من تلك المنظمات، ولكن ليس على المستوى المأمول، وفي الحقيقة هناك عدد من تلك الجهات تحركت في السابق وتتحرك الآن أيضا في إيصال الحقيقة للمنظمات الدولية الرسمية، وكل تلك المنظمات غير الحكومية لا تملك أي سلطة أو قوة سوى إيصال التقارير والحقائق للجهات التي لديها نفوذ وسلطة، ولكن للأسف المنظمات الدولية التي لديها سلطة كالأمم المتحدة تحركاتها مرهونة برغبة وهوى القوى الكبرى في العالم.

المشاركة الرابعة.. من: "محمد نبينا":
10 ـ ما السبب وراء إبادة مسلمي الروهنجيا في هذا التوقيت؟ في حين أنهم منذ زمن وهم يعيشون مع البوذيين؟
في الحقيقة أن الإبادة بدأت منذ عام 1942م حينما قتل أكثر من مائة ألف روهنجي في أراكان، وبعدها وقعت أكثر من عشرين حملة تطهير وتهجير قسري، ولكن مع حصول الثورة الإعلامية ومجيء وسائل التواصل الإعلامي أصبح نقل الخبر ميسورا وسهلا، لذا سمع العالم عن تلك المجازر التي ارتكبت في السنوات الأخيرة أو التي ترتكب حاليا.

11 ـ ماهي مصادر دخل مسلمي الروهنجيا؟
مسلمو الروهنجيا في ولاية أراكان غرب بورما يعيشون على الزراعة وصيد الأسماك وتربية الأبقار. فقط هذه هي مصادر دخلهم، ولكن طول الستين (60) سنة الماضية نهبت حكومة بورما وعرقية الموك (الراخين) أكثر أملاك الروهنجيا من الأراضي والثروة الحيوانية، كما أممت الحكومة كل أراضي الروهنجيا وجعلتها ملكا للدولة فقط، فبالتالي لا يستطيع الروهنجي صيد الأسماك إلا بتقديم رشاوى للشرطة المحلية وحرس الحدود، وهذا مثال واحد من المعاناة التي يجدها الروهنجيون هناك.

12 ـ لماذا لا يقومون بالهجرة بعيداً عن البطش؟
اضطر مئات الآلاف من الروهنجيا للهجرة إلى عدد من دول العالم، منهم من يعيش في مخيمات اللاجئين في بنجلاديش والهند وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا، ومنهم من يعيش كمقيمين في عدد من الدول مثل السعودية وباكستان وبعض دول أوروبا.

ولكن ما نأمله نحن هو عدم اضطرار الشعب الروهنجي إلى الهجرة إلى خارج الوطن، وذلك لأن بغية ورغبة حكومة بورما هي تلك، وهي تهجيرهم وإخلاء أراكان من وجودهم، فعندما يهاجرون إلى بلاد أخرى تتحقق لبورما ما تريد، وبالتالي التنازل عن تاريخهم وأملاكهم ووطنهم، وهذا ما لا نريده إطلاقاً.

13 ـ سمعنا منذ فترة إعلان حركات مسلحة في ميانمار للدفاع عن أنفسهم ، ما مدي صحة هذه المعلومة والي اين وصلت؟
لا توجد إجابة دقيقة في هذا الشأن، ولكن من حق أي إنسان الدفاع عن نفسه إذا ما تعرضت حياته للخطر أو الاعتداء أو القتل والحرق، وهذا مبين وموضح في المواثيق الدولية، فلو خرجت هناك مجموعات للدفاع عن أنفسها فلا يعتبر من وجهة نظرنا أنهم يرتكبون المحظور، بل هم يقومون بما يتطلبه الموقف منهم، طالما أن المجتمع الدولي كله ومنذ ستين عاما لم يستطع توفير الحماية لهم.

المشاركة الخامسة.. من: المخرج محمد بريقى، مخرج سينمائي وتلفزيونى - مصر ـ (نائب مدير عام قناة صلة الفضائية سابقا - المملكة العربية السعودية):
14 ـ لماذا تتجاهل وسائل الإعلام فى الدول العربية والإسلامية تلك القضية (خاصة التلفزيونية منها)؟..
هناك اهتمام جيد من وسائل الإعلام العربية بقضية مسلمي الروهنجيا في بورما، ولكن ليس على القدر المأمول، فقناة الجزيرة هي أكثر من سلطت الضوء على القضية ونقل أخبارها وتقارير عنها، وهناك صحافة ومواقع إنترنت اهتمت بالقضية.

ما نأمله نحن هو أن تهتم كل وسيلة إعلامية بالقضية أو حتى على مستوى الأفراد، فالقضية عادلة وإنسانية من الدرجة الأولى.

15 ـ لماذا لا تقوم وسائل الإعلام الإسلامية فى بورما خاصة القنوات التلفزيونية او شركات الإنتاج الإعلامي أو منظمات العمل المدني الإسلامية فى بورما بإنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية من نوع العمل الاجتماعي أو الدفاع الاجتماعى social action واستخدام هذه الأفلام كوسيلة ضغط على الحكومة فى بورما من خلال نشر تلك الأفلام للتعريف بالمأساة وأيضا استخدامها للضغط على حكومات أمريكا والاتحاد الأوروبى ومنظمات حقوق الإنسان وحماية الأقليات وغيرها الذين يدعون حماية الحرية وحقوق الأقليات..؟
هذا الجزء الأخير تحديدا من سؤالى لم يأتي من فراغ .. فعلى سبيل المثال تحدث إلي قبل عامين عندما كنت مقيما بإحدى دول الاتحاد الاوروبى مسؤول الإعلام بجمعية حماية حقوق الأقليات ببريطانيا لتنفيذ فيلم وثائقي عن مأساة النساء المصابين بمرض الإيدز ( مرض نقص المناعة المكتسبة HIV) المنتشر بإحدى قبائل الأقليات بدولة فيتنام.
وكان الهدف من إجراء الفيلم هو إظهار أسباب المرض الحقيقية التى من أهمها انتقال المرض من الرجال إلى زوجاتهم حيث يعمل هؤلاء الأزواج فى ترويج المخدرات تحت غطاء حكومى.
وبالتالى سوف يتم نشر الفيلم للضغط على الحكومة التى ترعى نشر المخدرات والممنوعات ويكون الضحية النساء واستخدام هذا الفيلم كأدلة دفاع ضمن أوراق القضية التى تعرض على الاتحاد الأوروبى ولجنة حماية حقوق الانسان وحقوق الأقليات ... مع العلم ان تمويل الفيلم كان من جانب الاتحاد الأوروبى نفسه.

لا توجد وسائل إعلام إسلامية في بورما، والقانون البورمي يفرض قيودا صارمة على الإعلام المحلي عموما، وكل وسائل الإعلام في بورما إما حكومية أو أهلية خاضعة للحكومة وتعمل تحت أجندتها.
وهناك نقطة للتوضيح أراها غاية في الأهمية وهي: أن حكومة بورما تفرض حصارا إعلامياً على ولاية أراكان التي تقع فيها كل الأحداث ضد الروهنجيا، فلا تسمح أبدا بدخول أي وسيلة إعلامية هناك، وتجرم كل من يقتني كاميرا من سكانها المحليين وتودعه في السجن مدى الحياة، وحتى الهواتف الجوالة (المحمولة) ذات الدقة العالية غير متوفرة هناك.

نحن نطالب بكسر هذا الحصار المفروض على أراكان، ونرجو من جميع الوسائل الإعلامية العالمية الوصول إلى هناك ونقل الحقيقة للعالم.

وقد عملت قناة الجزيرة القطرية فيلما وثائقيا بعنوان: الإبادة المخفية، من داخل بورما، وحسب علمي وجدوا مشقة كبيرة في التصوير هناك، واعترضت حكومة بورما على هذا الفيلم بعد عرضه في حينه، ونرجو من جميع وسائل الإعلام إنتاج أفلام وثائقية تكشف مأساة مسلمي الروهنجيا ونحن على أتم الاستعداد للتعاون مع تلك الوسائل في هذه المهمة.


فيلم "الإبادة المخفية

المشاركة السادسة.. من: محمد تولتش ـ محلل سياسي وناشط في المجتمع المدني ـ البوسنة:
16 ـ ما هو دور الدول الإسلامية القريبة من بورما مثل باكستان وماليزيا في دعم قضية مسلمي الروهنجيا؟
أدوار تلك الدول تختلف وتتباين بين بعضها البعض، وأيضا تتغير بتغير حكوماتها، ولكن السمة البارزة التي تظهر في مواقف تلك الدول هي: اعتبار ما يحصل في بورما شأن داخلي، رغم وجود محاولات من باكستان بالتعاون مع المملكة العربية السعودية في رفع القضية إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار أممي ملزم ضد حكومة بورما، ولكن لم تنجح تلك المساعي بسب اعتراض بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

ولكن بإمكان الدول الإسلامية المنضوية تحت منظمة التعاون الإسلامي فعل الكثير والكثير لحل قضية بورما، كسحب السفراء من بورما وتوقيف العمليات التجارية معها، ومساعدة الناشطين من أمثالنا في رفع قضية في محكمة الجنايات الدولية ضد مجرمي الحرب في بورما، والوقوف معنا وتسهيل أمور تنقلاتنا في دول المنظمة، وإتاحة الفرصة لأبنائنا في تلك الدول للحصول على التعليم العالي، وتسهيل إجراءات الإقامة وحمل المستندات الرسمية كمنح جواز سفر من أي بلد من بلدان منظمة التعاون الإسلامي.

الحوار في مرصد الأقليات المسلمة
http://aqlyat.com/news/437

 


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث