الخميس 18 رمضان 1445 هـ | 28/03/2024 م - 09:02 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


بورما والضمير الغائب
الخميس | 04/08/2016 - 09:10 صباحاً

هاني الجمل - الرؤية
03 أغسطس 2016

متى يستيقظ الضمير العالمي لإنقاذ المسلمين في ميانمار (بورما سابقاً)؟ وأين منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تغض الطرف عن كل الانتهاكات التي ترتكب ضدهم من جانب السلطات البورمية؟ بل الأهم أين الدول الإسلامية والأزهر الشريف ومنظمة التعاون الإسلامي؟

ففي عالم يزعم أن لديه عيوناً ترى، وآذاناً تسمع ويدعي الحضارة، نرى بأعيننا ما لا يصدقه عقل أو يتحمله بشر، حيث عمليات تطهير عرقي منظمة تنفذها الحكومة ضد الأقلية المسلمة «الروهينغيا» في ولاية أراكان في مشاهد تجاوزت ما حدث من قبل في البوسنة والهرسك وإقليم كوسوفو.

ومن المحزن بل والمبكي أن تجري كل هذه المجازر وعالمنا الاسلامي لا يحرك ساكناً لإنقاذ إخوة له في الدين قبل أن نقف جميعاً أمام إله عادل ليسألنا ماذا قدمنا لإنقاذ هؤلاء المسلمين بعد أن جردتهم قوات الأمن البورمية من أسلحتهم البدائية، ووقفت ساكنة أمام جرائم البوذيين المستمرة ضدهم منذ العام 2002.

وللمجازر تاريخ مع إخواننا المسلمين في إقليم أراكان تحديداً، فقبل أن تستقل بورما عن الاحتلال البريطاني عام 1948 وقعت مجزرة كبرى نفذها البوذيون عام 1942 ضد المسلمين في الإقليم بتحريض قوي من قبل بريطانيا طمعاً منها في أن ينشغل البوذيون، وهم الأكثرية، في حرب وخصومة مع المسلمين الذين سقط منهم في ذلك العام وحده أكثر من مئة ألف مسلم.

وتاريخياً أيضاً تعود أصول أغلبية المسلمين في بورما إلى الجزيرة العربية واليمن والشام والعراق وغيرها من بلاد العرب، ونسبة منهم تعود أصولها إلى بلاد فارس، والبعض تعود أصوله إلى الهند وبنغلاديش، حيث تقدر الدراسات نسبة المسلمين في بورما بما يزيد على 15 في المئة من أصل عدد السكان البالغ 60 مليون نسمة، غير أن الحكومة البورمية لا تعترف بهذه النسبة وتتحدث عن نسبة لا تتجاوز الـ 5 في المئة، وتحاول منذ انقلابها عام 1962 تهجيرهم وتصفيتهم في إقليم أراكان الذي يبلغ تعداد سكانه قرابة 6 ملايين نسمة يشكل المسلمون فيه 70 في المئة.

خلاصة القول: إذا كانت دولة مثل الصين قد تعامت عن المجازر التي يتعرض لها المسلمون في بورما، وإذا كانت الدول الكبرى الأخرى قد غضت الطرف عنها، فإن الدول العربية والإسلامية وهيئاتها ومنظماتها مطالبة بالارتفاع إلى مستوى الخطب، خصوصاً أن لديها من أوراق الضغط التي تمكنها من إجبار الجميع على التحرك العاجل لإنقاذ إخوة لنا في العقيدة.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث