الخميس 9 شوال 1445 هـ | 18/04/2024 م - 09:32 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


الروهنجيا وعيد الفطر المبارك
الأحد | 10/07/2016 - 12:12 مساءً

إبتسام بنت عبد الرحمن هجرس
الأمين العام لمنظمة مملكة أراكان
6 يوليو 2016

تندثر الأعوام من مجموع سنين عمر الروهنجيين وهم يتنقلون من معاناة إلى معاناة ومن مأساة إلى مأساة… وها هي المنية التي تلاحقهم على الدوام سواء عن طريق القتل حرقاً أو ذبحا أو بقوارب الموت تؤكد دائما ً أن معاناتهم لم تقترب من نهايتها.

وها هو عيد الفطر المبارك يَهل علينا والزينة والأحبة والأصدقاء والأهل و الوجوه المبتسمة يحيطون بنا، وظاهر الفرحة في الوجوه، وفي القلوب دموع صامته وأنين وألم !!  كيف لا ،،،  ونحن نرى وجوه أخوة لنا في بورما (ميانمار) تعكس معاني القهر والألم والمعاناة والتعرض للظلم المستمر.

هل يمكننا تخيل براءة البكاء حين قدوم مناسبة عيد الفطر السعيدة للمسلمين على وجوه أطفال الروهنجيا لأنهم لا يملكون شيئاً أو هل يمكننا الشعور بحرقة الدموع  ومرارتها على ذويهم لعدم قدرتهم على رسم البسمة على وجوه فلذات أكبادهم البريئة !! وهما دمعتان هنا، يجمع بينهما الألم والقهر  والشعور بالعجز والخذلان والخوف من المجهول القادم !!

حقا !! ليس على الروهنجيين أن يرتاحوا حتى يفوزوا بحقوقهم… وليس علينا أن نخذلهم حتى يتمكنوا من حقوقهم كبشر، لأن هذا هو واجبنا الإنساني والأخلاقي تجاههم… على الرغم من أننا أصبحنا نعيش في مجتمعات تحاول أن تفترسنا فيها الفتن وتجرفنا اليها… وأصبح فينا الممسك بخلاصه ومبادئه وإنسانيته وضميره كالقابض على الجمر.

هل هي المنية إذاً  للشعور البشري الإنساني !! أم هي تلك الحقيقة التي تخشاها النفس الآدمية الإنسانية من موت ضميرها الإنساني وتحولها إلى أجساد خاوية من الشعور والإحساس.

لكن الواقع والتجربة والتاريخ يقول أن هذا سينقضي شئنا أم أبينا !! وستأتي ذكرى عيد الفطر المبارك ويجتمع الاحبة والأصدقاء وتكون هناك الزينة و الهدايا، ويومها فقط ستمر الرياح عبر نوافذ مساكن روهنجية لا يصارع ستائرها الحداد ولا تقلب تلك الرياح فيها دفاتر الذكريات الحزينة… وعندها سنرى تلك النباتات المريضة الحزينة بجانب النوافذ والتي كانت قد جفت المياه في عروقها كما جفت مشاعر وضمائر وإنسانية الصامتين بحق مظلومية الروهنجيا وقضيتهم، قد أزهرت كما تزهر النفوس النابضة بالضمير والشعور والإحساس والإنسانية ونصرة الحق والوقوف مع المظلوم.

إن إهمالنا للقضايا الإنسانية والتي من أقساها في وقتنا الراهن قضية الشعب الروهنجي ومظلوميته، لا يعفينا من مسئولياتنا أمام الله وضمائرنا وإنسانيتنا والبشرية.
لكن حقا ًما يزعجنا ويؤلمنا ويستفزنا !! هو أن نفرح الآن ونحتفل بالأعياد والمناسبات بشكل منعزل عن الإحساس بألام المتألمين وأنين المظلومين !!

ورغم كل شيء،،، يضئ ذلك الإيمان والإعتقاد بإنتصار جانب الخير والحق مهما طال الزمن، ما دام هناك مطالبين بالحقوق ومحاربين للظلم،،، وما دام هناك المتشبثين والمتمسكين بحقوق الشعب الروهنجي والرافضين القنوط والمؤمنين بأن لكل ظلم نهاية!!

وكل عام والأمة الإسلامية والعربية والشعب الروهنجي على وجه الخصوص بكل خير،،،
وعيد فطر مبارك وسعيد على الجميع …


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث