الثلاثاء 9 رمضان 1445 هـ | 19/03/2024 م - 11:50 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


محنة مسلمي الروهنجيا البورميين
الأحد | 05/06/2016 - 08:42 صباحاً

حسني عايش - الغد
الجمعة 3 يونيو 2016

هذه هي المرة الرابعة التي أكتب فيها عن محنة هؤلاء القوم، التي تفتت الأكباد. فهم الأكثر تعرضاً للاضطهاد في العالم، إذ حرمهم بلدهم؛ ميانمار/ بورما، من أبسط حقوق الإنسان، معتبراً إياهم أجانب جاؤوا من بنغلادش، ويجب أن يعودوا أو يغادروا إليها طواعية أو بالقوة، مع أنهم ينتسبون إلى مقاطعة روهنج (Rohang) البورمية التي غيّرت حكومتها اسمها إلى أراكان (Arakcan)، لتخفي أصل هذه الجماعة المقيمة هناك منذ سبعة قرون.

معظم الروهنغيا مسلمون، ومعظم سكان بورما بوذيون. وقد حرمتهم الحكومة من حقوق المواطنة وحقوق الإنسان كافة، على الرغم من اعترافها بمائة وخمس ثلاثين إثنية في البلاد. وقد ظل الروهنغيا يتمتعون بحقوق المواطنة والجنسية البوذية في أثناء الاحتلال البريطاني لبورما وبعد استقلالها حتى العام 1982. وحسب بعض الدراسات، فإن محنتهم أشبه "بمحرقة إبادة بطيئة" بعدما صارت حياتهم في وطنهم وفي بلدان اللجوء مستحيلة، ويستغلون حيثما وجدوا ويعملون بأدنى الأجور، ويُتحّرش ببناتهم ونسائهم.

إن المجتمع الدولي والعالم كله لا يهتم بمحنتهم ولا يضغط على ميانمار للسماح بعودتهم إليها والاعتراف بحقوقهم فيها. إن كرامتهم وحقوقهم تُنتهك على مدار الساعة. وحتى المناضلة السياسية المعروفة، زعيمة الحزب الديمقراطي البورمي، الفائزة في الانتخابات التشريعية، أونج سان سو، لا تعمل شيئاً لإنصافهم.
"تتشاطر" بورما على الأقلية المسلمة وتعترف ببقية الأقليات، مثل الشأن والكارين والكاشين والهنود والصينيين... متخذة من إرهاب "داعش" و"القاعدة" نموذجاً أو مرجعاً لها في التعامل الإرهابي مع الروهنغيا.
إن في استراتيجية "القاعدة" و"داعش" في الإرهاب دعوة مفتوحة لإضطهاد المسلمين في العالم، أو على الأقل تضييقه على كل مسلم فرد أيضاً. فأنت وأنا وهو، المسلمون، متهمون إلى أن يثبت الجهاز الإلكتروني والمخابراتي براءتنا. وعندما نطلب تأشيرة (فيزا) للسفر إلى أي بلد غربي، نُذل وندفع أعلى الرسوم. وإذا رفض طلبنا لا تعاد إلينا الرسوم التي دفعناها.
لو كنت أجنبياً أو غير مسلم في بلد غير مسلم، فهل تفعل غير ذلك لتحمي نفسك وشعبك من التفجيرات الانتحارية؟ هل تسهل الزيارة أو السياحة أو الإقامة أو العمل أو التعليم أو العلاج لأحد من بلد وشعب الذين يفجرون؟
أيها المسلمون أفيقوا. فلا تستشهدوا بنجاح صادق خان -مرشح حزب العمال- برئاسة بلدية لندن وتعتبرونه نجاحاً في اختراق الإسلام للغرب الكافر، بل هو درس لكم في الديمقراطية والعلمانية وتداول السلطة (فقد يخسر الانتخابات في الجولة المقبلة)، والمواطنة وحقوق الإنسان التي نجح بها.
لقد أكد صادق خان -ابن سائق الحافلة الباكستاني الأصل والمسلم الأحمدي- أنه ليس قائدا مسلماً، ولا هو يتحدث باسم الإسلام، وإنما هو ممثل لجميع اللندنيين: أنا رئيس بلدية لندن لا أكثر ولا أقل.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث