الخميس 18 رمضان 1445 هـ | 28/03/2024 م - 11:13 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


لقد آن أوان دعاء مسلمي راخين «أراكان» لأجل وحدة المسلمين
السبت | 26/12/2015 - 08:11 صباحاً

هارون يحي - ساسة بوست
25 ديسمبر 2015

“إنهم يريدون تطهير ميانمار من جميع المسلمين”.

“يتم اغتصاب مسلمات الروهينجا”.

“عُثِر على قارب يحمل 727 مهاجرًا في مياه ميانمار”.

“يُباع مسلمو راخين كعبيد”.

طالعتنا في الآونة الأخيرة العديد من التقارير عن ميانمار، وهي إحدى الدول المتهمة بارتكاب جرائم إنسانية شنيعة لسنوات عدّة. هنالك قائمة طويلة لجرائم الإنسانية التي ارتُكِبَت بحق مسلمي إقليم راخين في هذه البلاد. تقوم ميانمار بحرمان مسلمي راخين من العديد من حقوقهم الطبيعية، كالحق في المواطنة، التعليم، الزواج، الإنجاب، التجول في الشارع بعد التاسعة ليلًا، بالإضافة إلى القيام بزيارات الأهل أو الأصدقاء دون تصريح من الشرطة، كما يتم تعذيبهم في السجون، إعدامهم وتعريضهم لأسوأ أنواع التفرقة وسوء المعاملة بسبب معتقداتهم.

المئات، وربما الآلاف، من إخواننا فقدوا حياتهم في مخيمات “التطهير العرقي” التي أقيمت للتخلص من مسلمي إقليم راخين في: 1942، 1948، 1954، 1978 و2012. إلا إن الصفحة السوداء في تاريخ الإنسانية التي حملت هذا القدر من التفرقة العِرقية والعنف لم تقتصر على هذه التواريخ فقط، بل استمر هذا العنف حتى أصبح سياسة رسمية قائمة في ميانمار. قامت العديد من منظمات حقوق الإنسان – خاصة منظمة العفو الدولية – بإصدار تقارير مفصلة عن هذه الجرائم الإنسانية. امتلأت هذه التقارير بوصف تفصيلي لأناس تمت إساءة معاملتهم، اغتصابهم، ازدراؤهم، بالإضافة لطالبي اللجوء لأماكن أخرى بسبب الاضطهاد في بلادهم وعدم مقدرتهم على الحصول على إنش واحد من أرض آمنة في البلاد التي طلبوا اللجوء إليها.

يجب ألا يعيش مسلمو الراخين، ولا المسلمون المضطهدون في أي مكان، ولا أي إنسان مطلقًا في هذه الأوضاع، أيًا كان الدين أو العِرق الذي ينتمي إليه، إذ أن العنف والذبح لا يتوافقان مع روح هذا العصر. إن هذا العصر في الحقيقة هو أحد العصور الأكثر استثنائية إذ يتقاطع مع صعود الإسلام. هذا هو العصر الذي تزداد فيه قوة القيم، كالوحدة والتكافل الاجتماعي بين المسلمين، فلا مفر من بذل عظيم الجهد لتحقيق ما بُشِّر به المسلمون لهذه الأوقات الهامة.

بالنظر إلى الصراع، الفوضى والتقسيم الذي يعانيه العالم الإسلامي، فقد يظن المرء أنه ما من فرصة حقيقية لتحقيق الوحدة والمصالحة، لكن بنفس الطريقة التي تقوم بها دول العالم بالتكتل لأجل البترول، أو حتى كرة القدم، يستطيع المسلمون أيضًا تذكر أن الله أمرهم بالأخوة وبالتالي يستطيعون تحقيق الوحدة. الاتحاد الأوروبي القائم على التعاون الاقتصادي هو أول الأمثلة التي تخطر على بالي، بالإضافة إلى التكافل الاقتصادي، فإنه يقوم أيضًا على قاعدة من روح التعاون المشترك في نطاق السياسة، القوة العسكرية، الثقافة، المجتمع وأمور أخرى. بالمثل، يمكن قيام اتحاد إسلامي بهذ الشروط والظروف المتعارف عليها دوليًا، بالإضافة إلى أن اتحادًا كهذا سيستند على أوامر الله بالاتحاد وأخوة الإيمان، مما سيجعله أكثر قوة من الاتحاد الأوروبي.

الشرط المسبق الوحيد لهذا الاتحاد، هو وجود دول إسلامية قوية، مستقرة وحازمة. إذا أرادت الدول الإسلامية إرشاد وتنوير العالم فعليها أن تؤسس هذا الاتحاد بسرعة، إذ إن أداءهم المشترك سيمد يد العون للمسلمين المضطهدين في أي مكان، مثل ميانمار.

المسلمون الأبرياء في العالم، كإخواننا في راخين، عُزّل أمام اضطهادهم بسبب الفشل في إنشاء هذا الاتحاد. بالطبع لا يهدف هذا الاتحاد إلى التعدي على سيادة واستقلال ميانمار، لكنه سيشكل قوة رادعة لتحرير النساء والأطفال والعجائز والمحتاجين في شتى بقاع الأرض، ولتذكير الآخرين بأن هناك من يحميهم.

يجب على المسلمين ألا ينسوا أن الوحدة هي أحد أوامر الله المذكورة في القرآن:

“وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ” – سورة الأنفال (73)

في ضوء هذه الآية، نذكر المسلمين، خاصة إخواننا من راخين، بأنه قد حان الوقت للمطالبة بالتوحد، ونسأل إخواننا هناك الدعاء من أجل هذا الاتحاد بدون تأخير.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث