الخميس 16 شوال 1445 هـ | 25/04/2024 م - 06:14 مساءً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


لا تضع بيضك في سلة واحدة
الخميس | 19/11/2015 - 08:58 صباحاً

عطا الله نور - رئيس وكالة أنباء الروهنجيا
خاص لوكالة أنباء الروهنجيا
18 نوفمبر 2015

"لا تضع بيضك في سلة واحدة"
Don't put all your eggs in one basket

مثل جميل أزعم أني أعمل به في بعض حالاتي لا في كلها، ليس لإيماني بهذا المثل الإيمان التام أو الكامل، ولكن تحسبًا لنوائب الدهور وصروف الزمان..

هذا المثل يتركز معناه على التنويع في الخيارات، سواء أكانت تلك الخيارات سياسية أو استثمارية أو حتى في الشؤون الاجتماعية؛ فهناك تنوع في الكفاءات وتنوع في الخبرات والقدرات، وتنوع في المناهج والطرق التي بها تتعاطى مع الموضوع وتسير فيه سيرًا متنوعًا وفق مسارات متعددة ..

كثير من الحكومات والساسة في العالم تعمل بمفهوم هذا المثل في إدارتها لشؤون البلاد، حتى إن (رؤساء أمريكا يتحاشون السفر مع نوابهم بطائرة واحدة، لتجنب وقوع مكروه للرئيس ونائبه، وهما على متن الطائرة نفسها، فحينما يتعرض الرئيس لحادث مأساوي فهناك إجراءات يحق للنائب اتباعها لإدارة دفة البلاد).

ولتوظيف هذا المثل لصالح قضيتنا؛ فإنه لا بد من توسيع مداركنا، وفهم التنوع الفكري بين الخلق عامة، وبين مجتمعنا الروهنجي خاصة؛ إذ من الخطأ أن نطالب جميع العاملين للقضية أفرادًا ومنظمات بالتوحد تحت بوتقة واحدة، ولو فعلنا ذلك لكأننا وضعنا البيض كله في سلة واحدة.

نعم نطالب بالاتفاق على المبادئ والأهداف الرئيسة، لكن لا نطالب في الوقت نفسه بعدم المشي معا في طريق واحدة باستعانة وسيلة واحدة، بل كل يختار الطريق التي تناسبه والوسيلة التي تناسبه؛ فعدم التوحد ينتج عنه تنوع في الأطروحات، وتوسع في المدارك، وتعدد في الوسائل؛ مما يسهل علينا تحقيق ركيزتين أساسيتين، هما:

1. تخفيض مخاطر العدو على القضية وأدواتها ووسائلها.
2. تخفيض مخاطر قراراتنا الخاطئة على العمل للقضة.

وسواء كانت الجهة إعلامية (وكالة أو قناة) أو سياسية (منظمة أو مركزا) أو اجتماعية (جمعية أو تطوعية)؛ فإن عليهم التنويع في العمل، والتعددية في الوسائل، والسير وفق مسارات يؤدي جميعها إلى غاية واحدة، ويحقق أهدافا مشتركة؛ فنحن نعلم أن الطرق التي توصل إلى مشعر عرفات هي أكثر من تسع طرق، ولكن الجميع يقصدون مكانًا واحدًا ويريدون تحقيق غاية واحدة.

التوحد توفير للعدو في الجهد والمال وتسهيل للمهمة عليهم، والتعدد تشتيت لأذهانهم وجهودهم وتصعيب للمهمة عليهم؛ فإن تعددت الكيانات التي تحارب البوذيين فإنهم يحتاجون لإيقافها إلى جهد خاص لكل كيان، وأما إن كان الواقف ضدهم كيانا واحدا؛ فإنه يكفيهم جهد واحد لتدميره، ولا يكلفهم كثيرا من الوقت والزمن، فالمجتمعون في صندوق واحد يكفي للإضرار بهم قرصنة واحدة في زمن واحد، والمتفرقون في صناديق متعددة يلزم للإضرار بهم قرصنة مستقلة لكل صندوق، ولكل قرصنة زمن معين.
وما أجمل من قال: لا تضع بيضك في سلة واحدة، ولا سلالك في مكان واحد، فهل وعينا هذا المثل وأدركنا قيمته قبل النداء والدعوة للتوحد؟!!


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث