الخميس 16 شوال 1445 هـ | 25/04/2024 م - 04:16 صباحاً - بتوقيت مكة المكرمة

تاريخ موجز


الحكومة البورمية تسير على خطى محاكم التفتيش فى إسبانيا
السبت | 25/04/2015 - 09:26 صباحاً

كتب / بكر العطار - موقع الأمة
24 إبريل 2015

سقطت غرناطة آخر قلاع المسلمين في إسبانيا- سنة (897 هـ1492م)، وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ، وشهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية ارتكبتها محاكم التحقيق (التفتيش)؛ لتطهير أسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون ولا يختلف الأمر كثيرا ازاء ما يتعرض له المسلمين الروهنجيا فى بورما على ايدى الحكومة البورمية والبوذيين المتطرقيين.
ان من سمع عن محاكم التفتيش فى الاندلس تجاه المسلمين يقشعر جسده ولا يستطيع ان يلملم عقلة ويشعر انه قد فارق الحياة وان ما يسمعه خيال يتمنى ان لا يكون حقيقة من هول ما سمعه، أما الآن فيسمع المسلمين ويرون فى كل مكان عما يحدث للمسلمين فى كل مكان لا سيما فى بورما على ايدى البوذيين المتطرفيين من اعمال قتل جماعى ممنهج وسرقة للطعام حتى لا ترضع الام ولدها وبين اغتصاب للنساء ليل نهار، وعندما ينتهى من مشاهدة لهذه المشاهد يضم شفتاه بعضهما فوق بعض ليظهر جو من التضامن معهم.
ان المسلمين فى بورما لا يحتاجون لمثل هذا التضامن الخيالى انهم يريدون ان يترجم الى واقع لعلى العالم ينتدب الانسانية ولو لدقائق معدودة فقط حتى يضع حدا لما يلاقية المسلمين فى بورما.
نسمع كل يوم ونسطر بايدينا أخبار وكأنها أصبحت عادة حرق 20 مسلم احياء، سرقة اعضاء مسلم روهنجى على يد العصابات البوذية، البوذيين يغتصبون امراءة روهنجية فى اراكان، غرق سفينة كانت تقل عشرات المسلمين الروهنجيا الفارين من بطش البوذيين واخيرا وليس اخرا الحكومة البوذية لا تعترف بالجنسية الروهنجية.
نعم بالفعل صنفتهم الامم المتحدة بأنهم الأقلية الأكثر اضطهادا فى العالم لكن وماذا بعد هذا التوصيف وماذا بعد هذه الادانات، اما آن أن تترجم هذه الادانات الى واقع عملى، ألى يسطيع الغرب ان يوقف هذه المجازر فى قرار واحد، انه يستطيع لكنه لا يريد، لكن اين موقف المسلمين والدول الاسلامية من كل هذه الاهوال.

ان شارل الخامس ملك اسبانيا كى يحمى الكاثوليكية والكنيسة اختار المحققين ذوي الضمائر الميتة من اجل توطيد الدين الكاثوليكي، كما يجب أن يسحقوا طائفة محمد صلى الله عليه وسلم، بالفعل مثل ما يفعل البوذيين مع المسلمين يقطعونهم اربا اربا امام اعين العالم يقتلون الرجل امام ابنه ويغتصبون المراءة امام زوجها، اختاروا اشد الناس كرها للمسلمين حتى يعملوا على قتل المسلمين حتى اخر رجل فيهم.

عاش البوذيون زهاء عشرين عامًا ينزلون العذاب والاضطهاد بمن بقي من المسلمين في بورما، مثل ما حدث فى اسبانيا ازاء محاكم التفتيش التى نصبت للمسلمين والتي أنشئت بمرسوم بابوي صدر في (رمضان 888 هـ= أكتوبر 1483م) وعين القس "توماس دي تركيمادا" محققًا عامًا لها ووضع دستورًا لهذه المحاكم الجديدة وعددًا من اللوائح والقرارات.

وقد مورست في هذه المحاكم معظم أنواع التعذيب المعروفة في العصور الوسطى، وأزهقت آلاف الأرواح تحت وطأة التعذيب، وقلما أصدرت هذه المحاكم حكمًا بالبراءة، بل كان الموت والتعذيب الوحشي هو نصيب وقسمة ضحاياها، حتى إن بعض ضحاياها كان ينفذ فيه حكم الحرق في احتفال يشهده الملك والأحبار، وكانت احتفالات الحرق جماعية، تبلغ في بعض الأحيان عشرات الأفراد.
تماما مثل ما فعل الاسبان بالمسلمين فى عملية التنصير للمسلمين المتبقيين على ارض الاندلس اخذت بحرق جميع الكتب الاسلامية حتى يتأكدوا من ان المسلمين قد تنصروا عن ظهر قلب وليس بالظاهر فقط، ولم يكتفو بذلك بل انهم لا يقتنعوا بتنصير المسلمين فقامو بحرقهم فى حفلات جماعية، ونجد فى بورما الحكومة تنهج نفس المنهج تجاه المسلمين كى تحولهم الى البوذية او النصرانية مستغلين بذلك فقرهم المضجع وعجزهم عن مواصلة مسيرتة الحياة.
هاجر كثير من المسلمين الروهنجيا من ارض العذاب بورما ستاكين طريق البحر مخاطرين بحياتهم وهم يعلمون انهم من السهل جدا ان يقعوا فى ايدى تجار البشر او تلحفهم الامواج فيكونو طعما للاسماك، انه مفضلو الموت بهذه الطرق على العيش وسط عالم من الوحوش البربرية التى لا تعرف سوى طريق واحد وهو الموت لكل غير البوذيين,
الامر لا يختلف كثيرا عن المسلمين فى الاندلس فقد هاجر كثير من مسلمي الأندلس إلى الشمال الإفريقي بعد سقوط مملكتهم؛ فراراً بدينهم وحريتهم من اضطهاد النصارى الأسبان لهم، وعادت أسبانيا إلى دينها القديم، أما من بقي من المسلمين فقد أجبر على التنصر أو الرحيل، وأفضت هذه الروح النصرانية المتعصبة إلى مطاردة وظلم وترويع المسلمين العزل، انتهى بتنفيذ حكم الإعدام ضد أمة ودين على أرض أسبانيا، الأمر الذى يتمناه البوذيين فى بورما.
واذا اردت ان تضع مخيلتك فى واقع الذى يعيشه المسلمين فى محاكم التفتيش فى الاندلس لنستمع إلى هذه القصة التي يرويها لنا أحد ضباط الجيش الفرنسي الذي دخل إلى إسبانيا بعد الثورة الفرنسية
يقول دخلنا الى احد الاديره فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجيا، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين، ثم عثرنا على صندوقٍ في حجم جسم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، في كل دقيقة نقطة، وقد جُنّ الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت.
وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة.
كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره. فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين، وقطعه إرباً إرباً.
كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنفٍ حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين.
الأمر لا يخلو كثيرا عن محاكم التفتيش فى السجون البورمية حيث يؤخذ الرجل من بين اهلة ويوضع فى السجن بين اربع جدران حتى يأتى القاضى ويبدأ معه التفتيش ويتركه لجنوده الذين يتشوقون لروية الدماء وهى تسيل من جسد الملم الروهنجى فيكبلونه من قدمية ومن يدة كل فى اتجاه ويأتوت بمشط من حديد ليشقو صدره ويقومو بأخذ اعضائه من جسده يبيعوها وبعدها يخيطونه بخيط اشبه بما يربطون به متاعهم (الحبل)، وبعد ذلك يضعوه أمام بيته لأهله.

المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها.


التعليـــقات
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الوكالة وإنما تعبر عن رأي أصحابها

ذكرى 3 يونيو

المقالات
مؤلفات
القائمة البريدية
اشترك الآن في القائمة البريدية لتصلك نشرة دورية بأحدث وأهم الأخبار
البحث